محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

فادي حويك

استمع إلى المقالة

> في المدن التي تحتفظ بأرشيفات المجلات والصحف، تجد مئات ألوف المطبوعات الموزّعة في تصنيفات تساعد الباحث عن أي موضوع. تستطيع أن تبحث عن موضوعات معيّنة أو عن مجلات معيّنة أو تواريخ معيّنة. ستجد كل شيء. هذه ذاكرة الدنيا.

> إذا افتقد المرء ماضيه فغالباً سيجده في الأرشيفات الحكومية أو الخاصّة. أي فيلم شاهده في أي صالة. ماذا كتب هذا الناقد وعن أي أفلام. ما أهم الأفلام التي تم عرضها سنة مولده. من كانوا نجوم الفترة أو مخرجيها الكبار... كل شيء مدوّن. ليس في السينما فقط، بل في مجلات الدراسات الأدبية ومجلات البحار ومجلات الفضاء والطبيعة.

> كنت أملك أرشيفاً كبيراً في بيروت، والآن أملك أرشيفين آخرين واحدا في كاليفورنيا والثاني في أريزونا. أرشيفا من المجلات القديمة والمقالات المنفردة والكتب. كنت أشتري كل مجلة سينما عربية أو أجنبية جديدة أو مستخدمة (بالإضافة إلى مجلات غير سينمائية). يوم الأحد ما بين صالتي روكسي ودنيا في وسط بيروت، كانت هناك بسطة تعرض مجلات قام الموزّع بقص جزء من غلافها للبرهنة لناشريها بأنها «مرتجعات» ثم يعرض المجلات ذات الغلاف المقصوص في تلك البسطة بأقل من ربع سعرها الحقيقي.

> ليس بعيداً عنه مكتبة المر التي تحفل بكل ما قد يبحث عنه المرء من مجلات جديدة باللغات الأساسية. بعد زيارتهما، سندويش فلافل من عند «فريحة» (إذا كنت أذكر الاسم صحيحاً) هو بمثابة هدية نجاح على المهمّة الأسبوعية.

> الوحيد الذي أعرف إنه يضاهيني في جمع المجلات هو الصديق فادي حويك. من بيروت أيضاً ومن عشاق السينما ولديه غرفة ليس فيها سوى الورق. مقالاتي ومقالات سواي بالعربية والفرنسية والإنجليزية عنده. مجلات السينما والكتب متوفرة. ربما تغطي الجدران من الأرض إلى السقف. وفي حين خسرت خلال نصف قرن من التجميع عدداً كبيراً من المجلات المبكرة، أعتقد أنه حافظ على كل شيء وصلت إليه يداه.

> وإذ يتحدّث الناس عن الشغف في حب السينما، فإن الشغف الأكبر هو أن تجلس بين تلك الأوراق التاريخية وتبتسم لها كما لو أن التاريخ يتبسم لك.