كيف أثر تلوث الهواء على مرضى كورونا؟

ارتفاع مستويات تلوث الهواء في دم المرضى ارتبط بزيادة بنسبة 36% في خطر الحاجة إلى الدخول لغرفة العناية المركزة (أ.ف.ب)
ارتفاع مستويات تلوث الهواء في دم المرضى ارتبط بزيادة بنسبة 36% في خطر الحاجة إلى الدخول لغرفة العناية المركزة (أ.ف.ب)
TT

كيف أثر تلوث الهواء على مرضى كورونا؟

ارتفاع مستويات تلوث الهواء في دم المرضى ارتبط بزيادة بنسبة 36% في خطر الحاجة إلى الدخول لغرفة العناية المركزة (أ.ف.ب)
ارتفاع مستويات تلوث الهواء في دم المرضى ارتبط بزيادة بنسبة 36% في خطر الحاجة إلى الدخول لغرفة العناية المركزة (أ.ف.ب)

أظهرت دراستان جديدتان أن الأشخاص الذين تعرضوا باستمرار لتلوث الهواء قبل إصابتهم بكورونا عانوا من أعراض الفيروس كما لو كانوا أكبر بعشر سنوات، وكانوا أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بالمرض.

ووفقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد تتبعت الدراسة الأولى، التي أجراها باحثون بلجيكيون، أكثر من 300 مريض نُقلوا إلى المستشفى بعد إصابتهم بكورونا، بين مايو (أيار) 2020 ومارس (آذار) 2021.

وجُمعت بيانات عن مستويات ثلاثة ملوثات -الجسيمات الدقيقة، وثاني أكسيد النيتروجين، والسخام (جسيمات كربونية)- في منازل المرضى، كما قيست كمية السخام في دم المرضى.

أُخذت العوامل الأخرى المعروف أنها تؤثر على مرضى كورونا، مثل العمر والجنس والوزن، في الاعتبار.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستوى عالٍ من التلوث عانوا من أعراض للفيروس كما لو كانوا أكبر سناً بنحو 10 سنوات.

وأضافوا أن التعرض للملوثات عالية التركيز قبل أسبوع من الإصابة بالفيروس، تسبب في قضاء المرضى نحو 4 أيام أطول في المستشفى في المتوسط. ووجدوا أيضاً أن انخفاض مستوى تلوث الهواء أدى إلى تحسينات صحية تعادل 40-80% من فوائد الأدوية المستخدمة لعلاج كورونا، مثل ريمديسفير.

كما أظهرت الدراسة أن ارتفاع مستويات تلوث الهواء في دم المرضى مرتبط بزيادة بنسبة 36% في خطر الحاجة إلى الدخول لغرفة العناية المركزة.

وقال البروفيسور تيم ناورو، من جامعة «هاسيلت» في بلجيكا: «إن الحد من تلوث الهواء، حتى عندما يكون بمستويات منخفضة نسبياً، يحسّن صحة السكان ويجعلهم أقل عرضة للأوبئة في المستقبل».

وأضاف: «لقد شكّل الوباء عبئًا هائلاً على الأطباء والممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وتشير دراستنا إلى أن تلوث الهواء جعل هذا العبء أكبر».

تلوث الهواء عامل خطر رئيسي في تفاقم أمراض الجهاز التنفسي (رويترز)

أما الدراسة الثانية، التي أجراها باحثون من الدنمارك، فقد استخدمت نظام المراقبة الوطني لكورونا في الدنمارك لمتابعة الحالة الصحية لـ3.7 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 30 عامًا أو أكبر خلال الأشهر الـ14 الأولى من الوباء. ووجدت أن المرضى الذين تعرضوا لمستوى أعلى من تلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة في عام 2019 كانوا أكثر عرضة بنسبة 23% للموت من كورونا.

وقالت الدكتورة زورانا يوفانوفيتش أندرسن، من جامعة «كوبنهاغن»، وكبيرة مؤلفي الدراسة: «تُظهر هذه النتائج كيف يمكن لتلوث الهواء أن يضر بجهاز المناعة لدينا ويجعلنا معرضين للخطر. يجب أن يكون الحد من تلوث الهواء في صميم التدابير الوقائية للأوبئة الحالية والمستقبلية».

ومن المعروف أن تلوث الهواء عامل خطر رئيسي في تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، فهو يزيد الالتهاب في الرئتين ويُضعف الدفاعات المناعية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في جنيف، اليوم الجمعة، لتقرير ما إذا كان فيروس جدري القردة «إمبوكس» لا يزال يمثل أزمة صحية عالمية.

وتجتمع اللجنة، التي تضم نحو 12 خبيراً مستقلاً، كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس (آب) الماضي، حالة طوارئ صحية بسبب انتشار فيروس جدري القردة في القارة الأفريقية.

وتبحث اللجنة حالياً في سبل مواجهة سلالة جديدة من الفيروس تسمى «كليد 1 بي»، انتشرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تكون أكثر خطورة ومُعدية بشكل أكبر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى رصد أكثر من 50 ألف حالة مشتَبه بها من جدري القردة في البلدان الأفريقية، هذا العام، مع أكثر من 1800 حالة وفاة. ومن بين الإصابات جرى اكتشاف 12 ألف حالة في المختبرات.

وتعتزم منظمة الصحة العالمية تقديم تفاصيل حول نتائج مشاورات اللجنة، مساء اليوم الجمعة.