مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اضرب الحديد وهو حامٍ

سبق لي قبل أسبوع أن كتبت عن جلسة مناقشة ومصارحة مع مسؤول كبير مختص بالكهرباء والمياه.
وقبل يومين وصلني تعقيب من الدكتور (طارق نبيل ندا) وهو مختص في هذا المجال، وله ملاحظات في ما ورد في مقالي، وحيث إنه ليس لي (لا في العير ولا النفير)، قررت أن أضرب الحديد وهو حامٍ، وأترك صفحتي اليوم للدكتور طارق، ليدلي بدلوه - هذا إذا كان فيه ماء سائغ للشاربين - وبدأ كلامه قائلاً:
أود أن أنوه إلى بعض الملاحظات التصحيحية في مجال استهلاك الطاقة البالغ 2.27 كيلوواط ساعة/ متر مكعب الذي ذكرته المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والمعلومة صحيحة، ولكن حسب علمنا أنها فقط تخص محطة تناضح عكسي نموذجية صغيرة تستخدم لغرض التجارب وليست محطة متكاملة بكل أجزائها تستخدم للإنتاج، فهذا الرقم لا ينطبق على الواقع أو على أي محطة موجودة بالعالم حالياً.
وبحسب مواصفات كود تحلية مياه البحر السعودي أو العالمي، فإن المحطة تحتوي على أجزاء كثيرة وأهمها جزأن أساسيان، وهما المعالجة الأولية والمعالجة النهائية، وعليه فإن حساب كمية الاستهلاك غير صحيحة، فمحطات التحلية تبدأ من عملياتها التكاملية من سحب مياه البحر حتى تصل إلى المنتج الأخير بعد المرور بمراحل تنقية ومعالجة للوصول إلى الجودة المطلوبة المطابقة للمواصفات المنشودة.
كما لا يخفى على أحد أن جميع خبراء محطات التحلية والمصنّعين لمعدات التحلية بالعالم استنكروا هذه الأرقام المعلنة لعلمهم المسبق أن ما تم تصنيعه إلى الآن لا يمكن أن يصل إلى هذا الحد من القيم الاستهلاكية، وأقل قيمة استهلاك مسجلة عالمياً تعمل على كفاءة 2.9 كيلوواط/ متر مكعب، حيث إن طبيعة مياه البحر تلعب دوراً رئيسياً في هذا الجانب.
ما أردنا تأكيده في هذا المقال هو توضيح للحقائق وتعديل للمفاهيم أنه لا توجد محطة مياه متكاملة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تستهلك أقل من حوالي 3 كيلوواط/ ساعة لكل متر مكعب من المياه المنتجة، ونقول يا رب نصل إلى أقل استهلاك طاقة كهربائية بالعمل والجهد الحثيث ونكون مرجعاً للعالم في صناعة تحلية المياه بالمملكة.
كما نود أن تتاح لكم فرصة أخرى في جلسة المناقشة والمصارحة مع المسؤول الكبير المختص بالكهرباء والمياه المحلاة، ويفتح الباب للخبراء لزيارة المحطة المذكورة لكي يعم الخير على الجميع والتأكد من مصداقية الأرقام المعلنة ونقول كلنا يا رب - انتهى.
وتعقيباً على كلام الدكتور طارق أقول: إن البرامج والخطط المستقبلية لوزارة الطاقة تتحدث عن نفسها - و(شمس تطلع خبر يبان).