فوجئ بريطاني قبل أسبوع بوجود كتاب جميل وجديد في مقعده في الباص. وعبثا حاول الرجل العثور على صاحبه ولكن دون جدوى. وبعد ثوان انتبه على عبارة غريبة كتب على غلاف الكتاب الأخير تقول له: «لا تسلم هذا الكتاب إلى قسم الأمانات. إذا وجدته فهو لك»!
والتقطت شابة بريطانية رواية عندما جلست في المطعم. وفي الحال نادت على الجرسون قبل أن تطلب قائمة الطعام وقالت له: لقد وجدت هذا الكتاب على مقعدي. فضحك الجرسون وطلب منها ان تقرأ العبارة المكتوبة على ظهر الكتاب، وهى نفس العبارة التي كانت مكتوبة على الكتاب الذي وجده البريطاني في الباص!
وبعد أسابيع اكتشف الكثير من البريطانيين الكثير من الكتب الجميلة المخبأة لهم في أماكن لم يتوقعوها مطلقا. ولم يمض وقت حتى عرفوا الحكاية.
فقد دعت إحدى الجمعيات الأدبية ضمن حملة قومية لمكافحة المخدرات بين الشباب وقتل أوقات فراغهم، دعت كل كاتب ومؤلف وأديب إلى التبرع بكتاب واحد على الأقل من كتبه. واستجاب لهذه الدعوة الكثير من الكتّاب وجمعت في خلال أسبوع واحد فقط حوالي 3000 كتاب. ثم قام فريق متطوعين من عندها بتوزيعها على مقاعد المقاهي والمطاعم ومقاعد الحافلات ومترو الأنفاق، وتضع الجمعية الكتاب على المقعد وتكتب عليه العبارة الشهيرة.
وحتى الآن فالفكرة أكثر من ناجحة وتلاقي ترحيبا من الشباب ومن الكبار أيضا، كما شجع هذا النجاح جمعيات أخرى على تنفيذ أفكار مشابهة في مساعدة الناس على القراءة وملء الفراغ.
وبعد فترة قليلة من هذا العمل الجميل اكتشف أصحاب الفكرة في الجمعية الأدبية أن الشباب يريدون القراءة ولكنهم يحتاجون إلى تشجيع وأفكار جذابة ومثيرة مثل هذه. كما أن بعضهم يريد فعلا ملء فراغه بالقراءة ولكن الكثير من الكتب اليوم أصبحت غالية ولا يستطيع دفع ثمنها في المكتبات!
وعندنا عربيا مكتبات وكتب كثيرة وشباب بمئات الألوف، وأيضا مع الأسف مخدرات وغيرها من المصائب، لكن لدينا أيضا الكثير من الأفكار الجميلة والمشاريع الطموحة.
لكن ينقصنا بعض المتحمسين ينفذون تلك الأفكار التي يمكن أن تنقذ الكثير من المدمنين وتملأ حياتهم بسعادة القراءة وبهجة الحياة، فنحن نحتاج إلى ما يقول لنا: هذا الكتاب لك!
7:52 دقيقه
TT
إذا وجـدته.. فهـو لـك
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة