عبير العقل
رئيس قطاع المبادرات الخاصة والشراكات والابتكار بالهيئة الملكية لمحافظة العلا
TT

«العلا» منصة حضارية لتعزيز الروابط وسبل التعاون

تسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لرسم نهج جديد لبناء الشراكات الاستراتيجية مع العالم لتطوير العلا كوجهة ثقافية عالمية، وذلك بشراكات تتوافق مع القيم الأساسية لرؤيتنا، حيث نتعاون مع شركاء يلتزمون القيم ذاتها، والتي تتمثل في إحداث تغيير إيجابي من منظور اجتماعي وثقافي اقتصادي في العلا، وتبادل المعرفة والأفكار، وتطوير الإنسان قبل المكان.
وتعكس الهيئة الملكية لمحافظة العلا جزءاً من أهداف «رؤية 2030» وطموحاتها، من خلال استضافة الأحداث والمؤتمرات العالمية النوعية.. وقد نجحت العلا في استضافة مؤتمر الحجر الأول لحائزي جائزة نوبل 2020، وقبل أيام نجحت في احتضان قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتواصل العلا تاريخها جسراً حضارياً يساهم في تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة.
ولا شك أن نجاح العلا في استضافة مثل هذه القمم لهو دليل على أن المحافظة تحظى بدعم واهتمام قوي من قبل القيادة السعودية، فواحة العلا هي ملتقى الحضارات والثقافات منذ القدم، وهي المنصة الملائمة لتعزيز الروابط وسبل التعاون، وإحد أهم الوجهات التراثية والثقافية العالمية.
إننا نأخذ الشراكة بجدية منذ الخطوات الأولى وننظر إلى خريطة العالم برؤية شاملة، وترتبط استراتيجياتنا بمستهدفات رؤية المملكة، وتسهم فيها وتقدمها بالطريقة الأمثل. ونفهم أن الشراكة علاقة عمل تقوم على الأهداف والفوائد والمخاطر المشتركة، وندرك أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب منا التعاون وخلق الشراكات في جميع مستويات عملنا، ولطالما كانت الشراكات العالمية ركيزة أساسية لتحقيق هذه الرؤية، للاستعانة بأفضل الممارسات العالمية، ونقل المعرفة وتعزيز المحتوى المحلي.
ومن أجل إحداث التطوير والتنمية المستدامة في العلا، نمضي قدماً مع بداية العام الجديد لتعزيز علاقاتنا مع شركائنا وخلق فرص جديدة للتعاون في مختلف المجالات. ومن أهم الشراكات التي وقعتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اتفاقية شراكة بين المملكة وجمهورية فرنسا لتطوير العلا في عدة مجالات، مع التركيز على المواقع التاريخية، الأمر الذي يعكس التزام الهيئة بحماية الإرث العالمي وإدراكها لأهمية تطوير السياحة المستدامة والتراث الثقافي.
كما قامت الهيئة بالتعاون مع شركاء عالميين لتنفيذ المشاريع الضخمة التي ستساهم في تطوير العلا كوجهة سياحية جاذبة للاستثمار، منها منتجع «هابيتاس» الذي يستخدم نهجاً معيارياً مبتكراً للتقليل من التأثير البيئي، وكذلك منتجع «شرعان»، وهو من تصميم المهندس الفرنسي العالمي جان نوفيل، وغيرها من مشاريع السياحة والضيافة، بالإضافة لتطوير البنية التحتية. وتأتي هذه المشاريع تجسيداً لاهتمام المملكة بتطوير العلا كوجهة سياحية جاذبة للاستثمار، إذ ستساهم هذه الشراكات مع أفضل الجهات العالمية في التسويق العملي للموروث الثقافي والحضاري والعمراني في العلا، وتسليط الضوء على برامج ومشاريع التطوير التي أطلقتها الهيئة.
وتبذل الهيئة جهوداً مضنية لحماية الحياة البرية، ولذلك تتعاون الهيئة مع «بانثيرا» وهي المنظمة المميزة عالمياً التي تسعى لحماية الحياة البرية، وتساهم بالتعاون مع الهيئة في تطوير الصندوق العالمي لحماية النمر العربي من الانقراض.