عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

عربة مانشستر يونايتد الحمراء!

شاهدت مركبة (سيارة) حمراء اللون في صحيفة إلكترونية، وكانت مقدمة المركبة تحمل تصميم سيارة شبابية من «الموديلات» الحديثة، فيما جاء النصف الخلفي يحمل تصميم مركبة قديمة، حيث تعبر الصورة الطريفة عن حالة الفريق العالمي الكبير مانشستر يونايتد، ذلك أن الدفاع يشبه موديلا قديما مهلهلا، والهجوم يشبه موديلا حديثا من الطراز الشبابي.
في تصوري أن الفريق الإنجليزي سيكون فريقا مرعبا عما قريب بمرور الوقت حتى بهذه التشكيلة الحالية، وإن كان بحاجة إلى تدعيم بسيط في خط دفاعه تحديدا. وحالة فقدان التوازن التي يمر بها الفريق الإنجليزي الكبير رغم أنه استعان بمدرب عالمي كبير، سببها التأخر في الاستعانة بالنجوم من خارج أسوار النادي. وكان انشغال فان غال بمهمة تدريب منتخب هولندا في كأس العالم وراء هذا التأخير، فضلا عن تردد المدرب الهولندي عن قصد وربما عن غير قصد، لكن البداية كانت أسوأ بكثير من المتوقع، إلى درجة أن تحركات الاستعانة جاءت بعد انطلاقة منافسات الدوري الإنجليزي لكرة القدم، ولم تحدث الاستعانة على المستوى الهجومي، بالذات التغيير المنتظر، رغم الحضور الجيد للعملاق دي ماريا.
معظم فرق العالم على جميع المستويات لا تكتشف الحاجة إلى تغيير أو دعم إلا بعد الانطلاقة، وقد تقف الميزانية حجر عثرة في بعض الأحيان، ذلك أن الاستقطابات في أوروبا تعتمد على تحقيق المعادلة المبنية على الوضع المالي والحاجة الفنية وظروف اللاعبين ومدة العقود.
في لندن، تأكد آرسن فينغر بعد طول تردد أنه بحاجة لخدمات لاعب ريال مدريد سامي خضيرة، الذي لم يجد له مكانا في صفوف فريقه، رغم أنه كان نجما أساسيا في كأس العالم مع منتخب ألمانيا، وقد بات وسط الفريق الإسباني محجوزا لـ4 نجوم من الوزن الثقيل رغم رحيل عملاقين هما دي ماريا وتشابي ألونسو، والأخير كان نجما مهما من الصعب تعويضه في المحور الدفاعي.
في السعودية، رغم أن الأهلي بكر في الاستعانة بـ4 أجانب، فإنه لم يستفد إلا من لاعبين، أحدهما هو عمر سومة الذي بدا الأكثر تألقا على عكس المتوقع لأنه يمثل الدعم الآسيوي، في حين لم يظهر الهولندي الكبير حتى الآن، وفشل إسحاق، ولم يجد المدرب الأهلاوي في الكولومبي بالومينو ما يؤهله للعب أساسيا، ولأن الخلل تمثل في الوسط الهجومي وفي دور القيادة الحركية، فقد صمم الأهلاويون على إحضار نجم الفتح الفنان البرازيلي إيلتون، الذي كان أفضل لاعب غير سعودي قبل عامين، ولا يزال قادرا على العطاء بتفوق.
التخطيط الجيد له أهميته بلا شك، بيد أن للحظ دورا كبيرا أيضا، لأن بعض اللاعبين يصدمون من تعاقد معهم بأداء لا يرتقي لمستوى التطلعات، حدث ذلك عالميا ومحليا، وأظن أن الأهلي والشباب أعلنا عدم الرضا مبكرا، وكان الشباب أول المبادرين إلى الاستغناء عن لاعب أجنبي كان مقلبا فنيا صدم بطل آخر بطولة سعودية. وتؤكد المباريات أن أندية أخرى لم توفق أيضا، من بينها الاتحاد، الذي انشغل بالهزة التدريبية رغم أن حضور أجانبه ليس بالمستوى المطلوب.
جميل جدا أن تكتشف مواضع الخلل، وجميل أن تتحرك سريعا، لكن الأجمل ألا تكرر الأخطاء، وذلك بالتخطيط الجيد والدراسة الجادة ومعرفة نقاط ضعفك مبكرا، تفاديا للتغيير في منتصف الموسم بعد أن تطير الطيور بأرزاقها.

[email protected]