النباتات المنزلية... فوائد صحية لا غنى عنها

تعزز المشاعر الإيجابية وتزيل غالبية سموم الهواء الداخلي في غضون 24 ساعة

النباتات المنزلية... فوائد صحية لا غنى عنها
TT

النباتات المنزلية... فوائد صحية لا غنى عنها

النباتات المنزلية... فوائد صحية لا غنى عنها

للباحثين عن الهواء المنزلي النقي، وعن تحسين مستوى المزاج النفسي، وتقليل الإصابات بالأمراض، قد يكون وضع عدد من النباتات المنزلية هو السبيل لذلك. ولأماكن العمل الباحثة عن رفع إنتاجية العاملين في مكاتبهم، وتقليل غيابهم عن الحضور، قد تكون إضافة النباتات الداخلية إحدى وسائل ذلك.

- نظرة طبية
خلال العقود الماضية، تم إجراء مئات من الدراسات الطبية حول العلاقة بين صحة الإنسان والنباتات المنزلية، ووجدت نتائج كثير منها أن لها فوائد صحية متعددة من النواحي البدنية والنفسية، وذلك عند العناية بتلك النباتات المنزلية بطريقة صحيحة.
وفي نتائج بعض تلك الدراسات، أوصى الباحثون فيها بأن يكون هناك نبات واحد في كل 100 قدم مربع (9.3 متر مربع) ليشعر المرء بمزاياها في تنقية الهواء المنزلي. وتفيد المصادر الصحية بأن وضع النباتات، خصوصاً تلك ذات الأوراق الواسعة، قرب المكتب أو في ممرات المنزل وأروقته، يساعد في تكوين الرطوبة في الهواء وزيادة مستويات المشاعر الإيجابية، حيث تساعد مشاهدة أجزاء الطبيعة الخضراء في الشعور بالراحة والهدوء وسرعة الشفاء من الأمراض، وهو ما دلت عليه نتائج كثير من الدراسات الطبية حول تأثيرات مشاهدة المرضى لحدائق المستشفيات في فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية.
ولذا، ففي النظرة الطبية، تمثل النباتات المنزلية وسيلة جيدة لتحسين وحفظ صحة ساكني المنزل، وليس فقط إضافة ديكورية وتحسين منظر جماله البصري. أما لماذا؟ فلأن وجودها يُقدّم لنا خدمات صحية مفيدة في نقاء الهواء الذي نتنفسه، وفي حصول تغيرات هرمونية وعصبية إيجابية بالجسم، وفي تحسين حالة المزاج النفسي، وفي مستوى النشاط لإنجاز المهام اليومية، خصوصاً مع الحرص على انتقاء أنواع من النباتات المنزلية الفاعلة في أداء تلك المهمة، من نواحي نوعيتها وحجم أوراقها، ومع الحرص على العناية بها وبتربتها وترويتها بطريقة صحيحة، كي تمنع أن تكون بؤرة لتراكم تكوين الميكروبات ونموها، والفطريات منها بالذات.

- دراسة صينية
وتحت عنوان «الأدوار الأساسية للنباتات الداخلية في صحة وراحة الإنسان» في عدد ديسمبر (كانون الأول) الماضي من مجلة «علوم البيئة وبحوث التلوث» (Environmental Science and Pollution Research)، نشر باحثون صينيون مراجعتهم العلمية حول هذا الأمر. وقال الباحثون في ملخص دراستهم العلمية: «نظراً لأن الناس يقضون ما بين 80 و90 في المائة من وقتهم في البيئة الداخلية بالمنزل أو مكان العمل، فإن البيئة الداخلية مهمة جداً لصحتهم».
وتشكل النباتات الداخلية جزءاً من البيئة الداخلية الطبيعية. وتقدم هذه المراجعة ملخصاً شاملاً لدور وأهمية النباتات الداخلية في صحة الإنسان وراحته في الآثار النفسية وتنقية الهواء. وثبت أن للنباتات الداخلية تأثيراً نفسياً، غير مباشر ولا يتم إدراكه بشكل مباشر، على قدرات أداء المهام ومستوى الصحة ومستويات التوتر. والنباتات الداخلية يمكن أن تكون بمثابة أجهزة تنقية هواء داخلية، وهي وسيلة فعالة للحد من الملوثات داخل المباني وتقليل تعرض الإنسان لها، وقد تمت دراستها على نطاق واسع في هذا الصدد. كما أن للنباتات الداخلية تطبيقات محتملة في مجالات أخرى، بما في ذلك الطاقة الشمسية وصحة وراحة الإنسان، والاستفادة الكاملة من الآثار المختلفة في النباتات تفيد صحة الإنسان وراحته.

- تنقية الهواء
ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، يمكن لتلوث الهواء الداخلي أن يزيد من مخاطر إصابة المرء بالسكتة الدماغية بنسبة 34 في المائة، والإصابة بمرض شرايين القلب بنسبة 26 في المائة، والإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 22 في المائة، والتهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال بنسبة 12 في المائة، وسرطان الرئة بنسبة 6 في المائة. وتعد النباتات، الخارجية أو المنزلية، أول جهاز لتنقية الهواء في الطبيعة، ويمكنها أن تساعد في إزالة المركبات الضارة المتطايرة من الوقود والمفروشات والملابس. وعلى سبيل المثال، كشفت الأبحاث المكثفة التي أجرتها وكالة ناسا للفضاء، أن النباتات المنزلية يمكنها إزالة ما يصل إلى 87 في المائة من سموم الهواء في غضون 24 ساعة.
وتظهر نتائج عدد من الدراسات التي أجرتها مجموعة «بحوث النبات وجودة البيئة المنزلية الداخلية» (Plant and Indoor Environmental Quality Research) في جامعة سيدني للتكنولوجيا، أن وجود النباتات الداخلية يُسهم في الحدّ من تلوث الهواء الداخلي المنزلي، وفي أماكن العمل، إذ يرفع من مستوى الأداء ويُسهم في تقليل المرض وتقليل الإجازات المرضية وتقليل التوتر والسلبية، وتعزيز صورة العمل مع العملاء المحتملين. كما أنها لا تصنع مشكلات العفن غير الصحية.
وتضيف مجموعة البحث موضحة أن الاهتمام بجودة الهواء الداخلي أمر مهم، لأن تلوثه يُسهم في الإصابة بمتلازمة «مرض المباني» (Sick - Building – Syndrome)، التي من أعراضها السعال والصفير، والصداع، والتهاب العينين أو الأنف أو الحلق، وفقدان التركيز والغثيان. ومع أن مكيفات الهواء تقوم عادة بتصفية جسيمات الغبار من الهواء الوارد، لكن لا تقوم بإزالة الملوثات الغازية، والنباتات الداخلية تنقي من جميع أنواع ملوثات الهواء.
وضمن عدد 8 يناير (كانون الثاني) الماضي من مجلة «علوم وتكنلوجيا البيئة» (Environmental Science & Technology)، نشر الباحثون من جامعة واشنطن نتائج دراستهم للتعديل الوراثي في أنواع النباتات المنزلية لرفع كفاءتها في تنقية الهواء الداخلي لعدد من المواد الكيميائية المحمولة بالهواء الشائعة في المنزل التي تم ربطها بالسرطان.

- إزالة الملوثات الخطيرة
وأفاد الباحثون بما ملخصه أن الهواء في المنزل يمكن أن يؤثر على صحة ساكنيه، وأنه قد تم ربط بعض المواد الكيميائية المحمولة بالهواء التي تسمى «المركبات العضوية المتطايرة»، بالسرطان، خصوصاً أن المركبات العضوية المتطايرة ذات علاقة أعلى خطورة (معروفة علمياً) بالسرطان، وهي الفورمالديهايد والبنزين والكلوروفورم. وأضاف الباحثون جيناً (له علاقة بإنتاج أنزيم يساعد على إزالة السموم) في النباتات المنزلية لجعلها أعلى قدرة في تنقية الهواء من هذه المركبات العضوية المتطايرة. ووجد الباحثون أن النباتات المعدلة وراثياً تضاعف تطهيرها للهواء من البنزين بمقدار 4.7 مرة مقارنة بالنباتات البرية، كما نجحت النباتات المعدلة وراثياً في تقليل تركيز الكلوروفورم بنسبة 82 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى تقريباً.
وعلق الدكتور ستيوارت ستراند، الباحث الرئيسي في الدراسة، بالقول: «هذه جميعها مركبات مستقرة، لذلك من الصعب حقاً التخلص منها. ودون تحطيم هذه الجزيئات بأنزيم بروتيني فإنه يتعين علينا استخدام عمليات ذات طاقة عالية للقيام بذلك. إن من الأسهل والأكثر استدامة وضع هذه البروتينات معاً في نباتات منزلية». وأضاف: «هذا الأنزيم يُمكن أن يكون مفيداً للنبات أيضاً، لأنه يساعد النبات على تحويل الكلوروفورم إلى ثاني أكسيد الكربون وأيونات الكلوريد، وتحويل البنزين إلى مادة كيميائية تسمى الفينول. والنباتات تستخدم ثاني أكسيد الكربون لصنع طعامها، وتستخدم الفينول للمساعدة في صنع مكونات جدران خلاياها».

- غرف النوم... نباتات منزلية ملائمة لنوم مريح
عندما تتنفس النباتات بالنهار مع حصول عمليات التمثيل الضوئي، تستهلك من الهواء ثاني أكسيد الكربون وتلفظ فيه غاز الأكسجين، ما يجعله هواء أكثر جودة. ولكن غالبية النباتات تفعل عكس ذلك بالليل.
ولذا فإن السؤال: هل معنى هذا ألا توضع نباتات منزلية في حجرة النوم؟
والإجابة هي: لا، لأنه حتى لغرف النوم، يُمكن اختيار النباتات المنزلية المناسبة للنوم الليلي الهادئ والمريح، لأن ثمة نباتات تقوم بالشيء نفسه في الليل كما في النهار، أي تستهلك ثاني أكسيد الكربون وتعطي الأكسجين للهواء المحيط بها.
من أمثلة تلك النباتات نبات وزهور الأوركيد (Orchids) المعروفة التي توضع في غرف النوم بالفنادق، وشجر النييم (Neem Tree)، وشجر أثاب الهند (Peepal Tree) ذو الأوراق الكبيرة والمنتشرة في كثير من مدن الشرق الأوسط، والريحان (Holy Basil / Tulsi) المعروف بطيب رائحته وطرده للحشرات، وصبار الثعبان (Snake Plant) المعروف ذو السيقان الورقية الملونة بمزيج مرقط من اللون الأخضر الغامق والفاتح مع حواف طرفية صفراء، وصبار ألوي فيرا (Aloe Vera) المشهور، ونبات غربارة ذو الزهور البرتقالية (Orange Gerbera)، ونخلة الأريكا المنزلية (Areca Palm)، وغيرها من النباتات الداخلية الشائعة والملائمة للوضع في حجرات النوم، بما يعطي لها جمالاً دون أن تكون سبباً في تدني أكسجين حجرة النوم بالليل.

- النباتات الداخلية في أماكن العمل إنتاجية وتفكير أفضل
أفادت نتائج كثير من الدراسات الصحية والعلمية بأن النباتات الداخلية تُحسن التركيز والإنتاجية بنسبة تصل إلى 15 في المائة عند وضعها في المكاتب، وتقلل من مستويات التوتر وتعزز المزاج الإنتاجي بشكل إيجابي، ما يجعلها مثالية ليس فقط في المنزل ولكن في مساحات مكاتب العمل أيضاً.
وفي تقريرها العلمي بعنوان «النباتات الداخلية في العمل» وتحت عنوان «النباتات المكتبية تعزز الرفاهية الصحية للموظف»، قالت مجموعة البحث الأسترالية بجامعة سيدني للتكنولوجيا ما ملخصه إن «النباتات الداخلية تعوض أكثر من تكلفة الاحتفاظ بها، ذلك أنه وضمن نتائج عدد من الدراسات الأوروبية والأميركية، تبين أن وجود النباتات الداخلية يُسهم في خفض معدلات الإجازات المرضية بنسبة تراوحت بين 20 و60 في المائة». كما ذكرت نتائج بعض الدراسات تلك انخفاض معدلات السعال وصفير الصدر بمعدل 35 في المائة، وانخفاض حالات جفاف العين والأنف والحنجرة بنسبة 20 في المائة، وتقليل مستويات التوتر والقلق بنسبة 37 في المائة.

- بكتيريا النباتات المنزلية تنقي الهواء
الإشكالية في الهواء المنزلي الداخلي أنه دائماً أكثر تلوثاً من الهواء الطلق، لأن هناك مصادر داخلية تعطي مزيداً من التلوث، مثل المواد التركيبية والبلاستيكية في الأثاث والمفروشات والدهانات والمذيبات وأجهزة الكومبيوتر، إلخ.
وملوثات الهواء المنزلي تتكون من 5 مجموعات رئيسية، وهي:
> مركبات أكسيد الكبريت والنيتروجين.
> غازات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون.
> المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) التي تنبعث من المواد البلاستيكية والأثاث والدهان والمذيبات والكومبيوترات والأجهزة المنزلية والأسلاك وغيرها.
> الجسيمات الدقيقة للغبار وغيره.
> الأوزون.
وهذه المجموعات الخمس من ملوثات الهواء تتعامل معها النباتات المنزلية بآليات مختلفة للتخلص منها وضبط معدلاتها.
وتظهر البحوث العلمية أن الوسيلة الرئيسية للنباتات المنزلية في إزالة «المركبات العضوية المتطايرة» هي مستعمرات «البكتيريا» التي تستوطن منطقة الجذور الطبيعية للنبات (Root - Zone Bacteria). وهذه المركبات العضوية التي تمتصها النباتات (Absorbed VOCs) لا تتراكم فيها، بل يتم تفتيتها من قبل البكتيريا لإنتاج ثاني أكسيد الكربون والماء، وهي عملية تحصل في الليل والنهار.
ووجدت مجموعة البحث الأسترالية في نتائج إحدى دراساتها أن وجود ما بين 3 و6 نباتات في الغرفة أو المكتب، يُبقي مستويات المركبات العضوية المتطايرة أقل مما بين 100 و200 جزء في المليار (ppb)، وهي نتيجة ممتازة لأن الحد الأقصى الصحي المسموح به لوجود تلك المركبات في البيئة الداخلية (ecommended Total VOC Max) يجب أن يكون أقل من 500 جزء في المليار. كما أظهرت خفض تركيز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 في المائة.


مقالات ذات صلة

التوتر قد يؤثر على الذاكرة

صحتك التوتر يحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية (جامعة ستانفورد)

التوتر قد يؤثر على الذاكرة

توصّل باحثون في كندا إلى أن التوتر يغير الطريقة التي يجري بها تخزين واسترجاع الذكريات السلبية بالدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة (رويترز)

دماء المرضى قد تستخدم لإصلاح عظامهم المكسورة

كشفت دراسة بحثية جديدة عن أن دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل مريض بالسرطان (رويترز)

هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟

منذ سنوات، بدأ الباحثون وخبراء الصحة في دراسة العلاقة بين السرطان وألزهايمر، وما إذا كان التعافي من المرض الخبيث يقلل فرص الإصابة بألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النشاط البدني يمكن أن يطيل العمر خمس سنوات على الأقل (أ.ف.ب)

حياة أطول بصحة أفضل... النشاط البدني يضيف 5 سنوات لعمرك

أكدت دراسة جديدة أن النشاط البدني يمكن أن يطيل العمر خمس سنوات على الأقل.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك حبات من التفاح (أرشيفية - أ.ب)

بدائل طبيعية ورخيصة الثمن لعقار «أوزمبيك» السحري لكبح الشهية

ترشح خبيرة تغذية أطعمة طبيعية ورخيصة الثمن لها تأثير مقارب من عقار «أوزمبيك» السحري لإنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التوتر قد يؤثر على الذاكرة

التوتر يحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

التوتر قد يؤثر على الذاكرة

التوتر يحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية (جامعة ستانفورد)

توصّل باحثون في كندا إلى أن التوتر يغير الطريقة التي يجري بها تخزين واسترجاع الذكريات السلبية في الدماغ.

وأوضح الباحثون، في مستشفى الأطفال بتورنتو، أن هذا التغيير يؤدي إلى تعميم الذكريات المؤلمة على مواقف غير مرتبطة بالحادث الأصلي، وهو ما قد يفاقم اضطراب ما بعد الصدمة. ونُشرت النتائج، الجمعة الماضي، في دورية «Cell». والتوتر هو استجابة فسيولوجية وعاطفية تحدث عندما يواجه الإنسان ضغوطاً أو تحديات في حياته اليومية.

ورغم أن هذه الاستجابة قد تكون مفيدة في بعض المواقف، مثل مواجهة اختبار أو تقديم عرض، فإن التوتر المزمن أو الشديد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية، مثل القلق والاكتئاب، ويؤثر على القدرة على التفكير والتركيز.

وخلال الدراسة، استكشف الباحثون العمليات البيولوجية التي تكمن وراء تعميم الذكريات السلبية بسبب التوتر لدى عدد من الأشخاص، وركزوا على كيفية التدخل لتحسين استعادة خصوصية الذاكرة لدى الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، وهو حالة نفسية تحدث بعد التعرض لتجربة مؤلمة أو مرعبة، مثل الحروب أو الحوادث أو الاعتداءات.

ووجدوا أن التوتر الناتج عن أحداث مؤلمة، مثل العنف أو اضطراب القلق العام، يمكن أن يتجاوز الحدث الأصلي، ما يؤدي إلى تعميم الذكريات السلبية على مواقف غير ذات صلة بالحادث الأصلي.

وعلى سبيل المثال، قد تؤدي أصوات الألعاب النارية أو انفجارات السيارات إلى تفعيل ذكريات خوف غير مرتبطة بالحدث الحالي، ما يعطل يوم الشخص بالكامل.

وبالنسبة للمصابين باضطراب ما بعد الصدمة، قد تكون لهذه الظاهرة عواقب أكبر، مثل زيادة الاستجابة للخوف في مواقف آمنة وغير مهددة، ما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والتوتر، ويؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية. ونتيجة لذلك، قد يواجه الشخص صعوبة في التفاعل مع بيئته بشكل طبيعي، مما يزيد معاناته النفسية ويسهم في تفاقم الأعراض.

وفي خطوة نحو العلاج، اكتشف الباحثون طريقة لتقييد هذه الظاهرة، من خلال منع مستقبِلات معينة في خلايا الدماغ، ما قد يساعد في استعادة الخصوصية المناسبة للذكريات، وتقليل الأعراض السلبية لاضطراب ما بعد الصدمة.

وأشار الفريق إلى أن نتائج هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة الأشخاص، الذين يعانون اضطرابات نفسية مرتبطة بالتوتر، وقد تؤدي إلى تطوير تقنيات علاجية جديدة تستهدف تنظيم استجابة الدماغ للتوتر، ما يساعد في تقليل تفاعلات الذاكرة السلبية المُبالغ فيها لدى الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة أو اضطرابات القلق الأخرى.