مارك غونغلوف
TT

عالم متداخل لا تصلح فيه الحرب التجارية

يبدو أن أسواق الأسهم الأميركية التي اقتربت من المعدلات القياسية اليومية لها قررت أن النزاع التجاري بين الرئيس دونالد ترمب والصين، إما أنه سيحسم قريباً أو أنه لن يرقى إلى شيء جدي يذكر. إلا أن الكاتب أندرو براون يحذر من خطأ هذا الاعتقاد، على الأقل بالنسبة للجزء الأول منه.
من ناحية يبدو واضحاً أن ترمب يؤمن أن «العولمة» الشر الأعظم في تاريخ البشرية، وليس هناك ما يجسد العولمة مثل التجارة. ويعتقد ترمب أن العجوزات الميزانية كلها شر في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة عجزاً تجارياً هائلاً في مواجهة الصين لن تتمكن أي تسوية سريعة من حسمه. ومع أن هذه الآراء قد لا تلقى قبولاً لدى كثير من الخبراء الاقتصاديين، فإنها نجحت في تأجيج حماس ناخبي ترمب الذين شعروا بصدمة كبيرة تجاه الأزمة المالية وعقود من تفاقم التفاوتات بين الأميركيين، حسبما أوضح أندرو.
المفارقة أن هذه العيوب نفسها التي تعانيها الرأسمالية الليبرالية هي التي يعود إليها الفضل وراء صعود بطل الرأسمالية بقيادة الدولة، الرئيس الصيني شي جينبينغ. وبذلك نجد أن الحمائية والقومية في قلب التوجهات التي يتبعها الزعيمان، الأمر الذي يضع بعضهما في واجهة بعض، ومن غير المحتمل أن يتراجع أي منهما قريباً.
على الجانب الآخر، لطالما اتسم الأسلوب المميز لترمب في إطلاق تهديدات خطيرة ثم التراجع.
ربما ألا تكون هذه التعريفات أيضاً مؤلمة للغاية من الناحية الاقتصادية في بدايتها. ومن هنا جاءت أسعار الأسهم القياسية. إلا أن الصدام على المدى الطويل بين الثقافات سيترك آثاراً أشد خطورة وسيكون أطول أمداً، تبعاً لما أوضحه أندرو. وقال: «مع أن ما يجري ليس إعادة لأحداث الحرب الباردة - خصوصاً أن الاقتصاديين المعنيين متداخلان بعمق - فإن العداءات التجارية تؤثر في جميع أوجه العلاقة بين بلدين من الناحية العسكرية والأمنية حتى التعاون العلمي والتكنولوجي».
*بالاتفاق مع «بلومبرغ»