الجوز يقلل من الإصابة بمرض السكري ومسببات أمراض القلب

دراسات طبية حديثة لباحثين أميركيين تكشف مزيداً من فوائده الصحية

الجوز يقلل من الإصابة بمرض السكري ومسببات أمراض القلب
TT

الجوز يقلل من الإصابة بمرض السكري ومسببات أمراض القلب

الجوز يقلل من الإصابة بمرض السكري ومسببات أمراض القلب

أظهرت دراسة حديثة لباحثين من جامعة كاليفورنيا، أن الأشخاص الذين يتناولون الجوز أقل عُرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. كما أظهرت نتائج دراسة حديثة أخرى لباحثين من جامعة هارفارد أن تناول الجوز يُخفف من احتمالات الإصابة بأمراض القلب ويؤدي إلى خفض الكولسترول والدهون الثلاثية دون التسبب في زيادة وزن الجسم أو ارتفاع ضغط الدم.

فوائد الجوز

وتأتي نتائج هاتين الدراستين الصادرتين خلال الأسابيع القليلة الماضية، نموذجا ضمن مجموعات الدراسات الطبية لباحثين من المراكز المتقدمة للبحث العلمي العالمي التي تبحث في توضيح التأثيرات الصحية الإيجابية لتناول الجوز، أو ما يُسمى أيضاً «عين الجمل». وتعد أوساط البحث الطبي، خصوصا في مجالات التغذية الصحية للوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية واضطرابات التمثيل الغذائي بالجسم، أن مكسرات الجوز أحد أفضل ما يُمكن للمرء تناوله بوصفها إضافة غذائية ذات مردود صحي مفيد.
وكان الجوز قد خضع للدراسة الطبية في جوانب متعددة، لمعرفة فوائده المحتملة على مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، بما في ذلك السرطان، وصحة القناة الهضمية، والسكري، والوظيفة المعرفية للدماغ، والصحة الإنجابية للذكور، وأقوى النتائج كانت في جانب فوائده على صحة القلب والأوعية الدموية. ولذا يتم وصف الجوز من قبل «رابطة القلب الأميركية (AHA)» و«إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)» غذاءً صحياً للقلب. وكانت الإدارة قد قالت في بيان لها صدر عام 2016 ما مفاده: «أظهرت أبحاث داعمة أن تناول أونصة ونصف (الأونصة 28 غراما) من الجوز يومياً، كجزء من وجبات طعام منخفضة المحتوى بالدهون المشبعة وبالكولسترول، ومع عدم زيادة تناول السعرات الحرارية للطعام اليومي، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية».

الجوز والكولسترول

ووفق ما تم نشره ضمن عدد الأول من يوليو (تموز) الماضي لـ«المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية» (The American Journal of Clinical Nutrition)، لسان حال «الجمعية الأميركية للتغذية»، قام الباحثون من جامعة هارفارد بإجراء دراسة تحليلية واسعة حول مجمل نتائج الدراسات الطبية التي تتبعت بالبحث علاقة تناول الجوز بمعدلات الدهون والكولسترول في الدم إضافة للعوامل الأخرى التي ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وكان عنوان الدراسة: «مراجعة منهجية لآثار تناول الجوز على دهون الدم وغيرها من عوامل الخطورة القلبية الوعائية». وقال الباحثون في مقدمة عرض الدراسة: «أشارت دراسات التغذية إلى أن دمج الجوز في النظام الغذائي قد يحسن من نسبة الدهون في الدم دون التسبب بزيادة الوزن. ولقد أجرينا مراجعة منهجية لتقييم آثار تناول الجوز على دهون الدم وغيرها من عوامل الخطر القلبية الوعائية، وقمنا بعمل بحث شامل للتجارب السريرية التي صدرت حتى يناير (كانون الثاني) 2018، والتي كانت تقارن فيما بين الوجبات الغذائية الغنية بالجوز ووجبات صحية أخرى. وشمل البحث 26 دراسة طبية تناولت بالمقارنة تأثيرات تناول الجوز على مستويات الكولسترول والدهون في الدم، ومقدار وزن الجسم، ومستويات قياس ضغط الدم». وقال الباحثون في نتائج الدراسة: «إن دمج الجوز في النظام الغذائي يحسن من الدهون في الدم دون التأثير سلبا على وزن الجسم أو ضغط الدم».
وكان باحثو جامعة هارفارد قد أجروا في عام 2009 دراسة مشابهة حول تأثيرات تناول الجوز على عوامل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، وشملت تلك الدراسة مراجعة نتائج 13 دراسة طبية حول الجوز والقلب. وتعد الدراسة الجديدة تحديثاً لنتائج تلك الدراسة القديمة بإضافة ما تم نشره خلال الأعوام التسعة الماضية من دراسات أحدث حول ذلك الأمر. وهو ما علق عليه الدكتور مايكل رويزين، رئيس قسم «العافية» في «كليفلاند كلينك» بالقول: «هذه المراجعة المحدّثة تزيد من تعزيز أن تناول الجوز طريقة رائعة ولذيذة لإضافة مواد غذائية مهمة إلى نظامك الغذائي مع دعم صحة قلبك». وشملت هذه الدراسات بالغين تراوحت أعمارهم بين 22 و75 سنة، وكانوا من الأصحاء ومرضى السكري وارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والمصابين بالسمنة. ولاحظ الباحثون في نتائجهم أنه بالمقارنة بين تناول وجبات غذائية غنية بالجوز وتناول نوعيات أخرى من الوجبات الصحية، فإن ثمة انخفاضاً في نسبة الكولسترول الكلي (Total Cholesterol) والكولسترول الخفيف (LDL) والدهون الثلاثية (Triglycerides)، وذلك بنسبة تُقارب 4 في المائة، وفي الوقت نفسه لم تقد إضافة الجوز تلك إلى زيادة وزن الجسم أو ارتفاع في ضغط الدم.

الجوز والسكري

ووفق ما تم نشره ضمن عدد 21 يونيو (حزيران) الماضي من «مجلة بحوث ومراجعات السكري والأيض (Diabetes/ Metabolism Research and Reviews)»، قام الباحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بإجراء دراسة واسعة لمراجعة النمط الغذائي لأكثر من 34 ألف شخص من البالغين في الولايات المتحدة، ممنْ تراوحت أعمارهم بين 18 و85 سنة. وتبين للباحثين في نتائج دراستهم أن أولئك الذين يتناولون الجوز تنخفض لديهم احتمالات الإصابة بمرض السكري بنحو 50 في المائة مقارنة بالذين لا يتناولونه ولا يتناولون أي نوع آخر من المكسرات.
وقال الباحثون في مقدمة دراستهم إن دراسات التغذية لاحظت أن ثمة علاقة محتملة بين تناول الجوز ومستويات سكر الغلوكوز في الدم، وهو ما دفعهم إلى إجراء هذه الدراسة لاستجلاء حقيقة الارتباط بين تناول الجوز واحتمالات انخفاض خطورة الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. واستخدم الباحثون بيانات المسح الإحصائي القومي بالولايات المتحدة لفحص الصحة والتغذية (National Health and Nutrition Examination Survey) في الفترة ما بين عامي 1999 و2014.
واعتمد الباحثون في تقييم الإصابة بمرض السكري واحتمالات خطورة الإصابة به لدى المشمولين بدراسة المتابعة، على مؤشرات عدة، مثل إفادة الشخص بأنه مريض بالسكري أو يتناول أدوية لمعالجته، وكذلك نتائج تحليل كل من نسبة سكر الغلوكوز في الدم بعد الصيام، ومستويات تراكم السكر في الهيموغلوبين (HbA1c). كما قام الباحثون بتمييز المشمولين في الدراسات إلى فئات وفق كمية تناولهم للجوز أو مخلوط المكسرات أو عدم تناول المكسرات.
ولاحظ الباحثون في نتائجهم أن تناول الجوز مقارنة بعدم تناوله، أدى إلى انخفاض خطورة الإصابة بمرض السكري وانخفاض نسبة سكر الغلوكوز في الدم وانخفاض المعدل التراكمي للسكر في الهيموغلوبين، وأن تلك التغيرات الإيجابية كانت مُلاحظة لدى الذكور والإناث، ولكن بنسبة أعلى لدى النساء. وأفاد الباحثون أن متوسط تناول الجوز بين عموم متناولي الجوز هو نحو ما يملأ ملعقة طعام ونصفا. وأن لدى منْ كانوا يتناولون ما يملأ 3 ملاعق طعام من الجوز، كان هناك انخفاض في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بمقدار 47 في المائة، وهذه الكمية، أي 3 ملاعق، مقاربة للكمية التي تُوصي بها إرشادات التغذية الصحية في شأن تناول المكسرات بشكل يومي، وهي كمية أونصة واحدة يومياً، وهي التي تُعادل ما يملأ 4 ملاعق طعام من مكسرات الجوز.
وأضاف الباحثون ما ملخصه أن من بين الخصائص الكثيرة للجوز، التي يمكن أن توفر فوائد صحية، هو أن الجوز يعد مصدراً غنياً للدهون المتعددة غير المشبعة (Polyunsaturated Fat)، وبكمية 13 غراما في كل أونصة، وهي نوعية الدهون التي توصي إرشادات التغذية الصحية بتناولها، والتي تشمل دهون «أوميغا3» الحمضية (Omega - 3 Fatty Acid)، والتي تبلغ كميتها في كل أونصة من الجوز نحو 2.5 غرام.

جزء متمم للنظام الغذائي

علق الدكتور لينور أرب، الباحث الرئيسي في الدراسة من «كلية ديفيد جيفن للطب» بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، قائلاً: «تقدم هذه النتائج دليلاً إضافياً على التوجيهات الغذائية للمساعدة في الحد من خطر الإصابة بالسكري. إن العلاقة القوية التي نراها في هذه الدراسة بين تناول الجوز وانخفاض معدل الإصابة بالنوع الثاني من السكري، مبرر إضافي لإدراج الجوز في النظام الغذائي. وقد أظهرت أبحاث أخرى أن الجوز قد يكون مفيداً أيضاً في الوظائف الإدراكية للدماغ وفي صحة القلب».
وأضاف الدكتور أرب قائلاً: «وبغض النظر عن العمر ونوع الجنس والعرق ومستوى التعليم ومقدار مؤشر كتلة الجسم ومقدار النشاط البدني، فإن أولئك البالغين الذين أفادوا بأنهم يتناولون الجوز كان لديهم انخفاض في خطورة الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري مقارنةً بالذين لا يتناولون أي مكسرات».

الجوز... مكونات غذائية صحية

تفيد نتائج التحليل الكيميائي للمحتوى الغذائي لمكسرات الجوز أن كمية أونصة واحدة (28 غراما) منه تحتوي: على 200 كالورى من السعرات الحرارية، وتشكل الدهون نسبة 65 في المائة، والبروتينات 15 في المائة، ونشويات السكريات 14 في المائة، والألياف 7 في المائة، والماء 4 في المائة.
وتحتوي تلك الكمية على عدد من المعادن والفيتامينات التي تلبي حاجة الجسم اليومية منها بنسب متفاوتة، وعلى سبيل المثال، تقدم أونصة من الجوز حاجة الجسم اليومية من فيتامين «بي1 (ثيامين)» بنسبة 30 في المائة، وفيتامين «بي6» بنسبة 41 في المائة، وفيتامين «بي9 (الفوليت)» بنسبة 25 في المائة، وتحتوي كمية قليلة جداً من فيتامين «كيه». كما تقدم تلك الكمية حاجة الجسم اليومية من الكالسيوم بنسبة 10 في المائة، ومن الحديد بنسبة 22 في المائة، ومن المغنسيوم بنسبة 45 في المائة، ومن المنغنيز بنسبة 160 في المائة، ومن الفسفور بنسبة 49 في المائة، ومن الزنك بنسبة 33 في المائة.


مقالات ذات صلة

6 مكملات غذائية شائعة قد تضر بالكبد

صحتك بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)

6 مكملات غذائية شائعة قد تضر بالكبد

قد تبدو المكملات الغذائية والعشبية غير ضارة إلا أن هناك 6 مكملات شائعة يمكن أن تسبب تلف الكبد إذا تم تناولها بشكل مفرط أو دون استشارة طبية

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً (بيكساباي)

اكتشف علاقة الزنك بارتفاع ضغط الدم

من المهم أن تفهم كيف يؤثر الزنك على فرط ضغط الدم، ولماذا يُعد التوازن مهماً، وما يمكنك فعله للحفاظ على صحة ضغط الدم لديك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)

4 أسباب تدفعك لاشتهاء السكريات في وجبة الإفطار

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم، فأنت لست وحدك. فالكثير منا يشعر بتلك الرغبة المزعجة عند تناول وجبة الإفطار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجبن كامل الدسم قد يقلل خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

نوع من الجبن قد يساعد على حمايتك من الخرف

توصَّلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا 50 غراماً أو أكثر من الجبن كامل الدسم يومياً انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13 في المائة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك يعدّ الشعير علاجاً منزلياً شائعاً لعلاج حرقة التبول والتي غالباً ما تكون أحد أعراض التهاب المسالك البولية (بيكساباي)

دور شراب الشعير في علاج حرقة البول

يعدّ ماء الشعير علاجاً منزلياً شائعاً لعلاج حرقة التبول (عسر التبول)، والتي غالباً ما تكون أحد أعراض التهاب المسالك البولية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

6 مكملات غذائية شائعة قد تضر بالكبد

بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)
بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)
TT

6 مكملات غذائية شائعة قد تضر بالكبد

بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)
بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)

قد تبدو المكملات الغذائية والعشبية غير ضارة، إلا أن هناك 6 مكملات شائعة يمكن أن تسبب تلف الكبد، إذا تم تناولها بشكل مفرط أو دون استشارة طبية.

وحسب موقع «فيري ويل هيلث»، فإن هذه المكملات هي:

مكملات الكركم (الكركمين)

يُعدّ الكركم مكملاً غذائياً شائعاً لعلاج التهاب المفاصل، ومشاكل الجهاز الهضمي.

ومع ذلك، تشير بعض الأدلة إلى أن مكملات الكركم قد تُلحق الضرر بالكبد، خصوصاً إذا تم تناولها بشكل مفرط.

وحددت منظمة الصحة العالمية أن الجرعة اليومية المقبولة من الكركم تتراوح بين 0 و3 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

مكملات الشاي الأخضر

تُسوَّق مكملات الشاي الأخضر على أنها مفيدة لإنقاص الوزن ومكافحة السرطان.

لكن يوجد مُركب مُحدد في الشاي الأخضر، وهو إيبيغالوكاتشين غالات (EGCG)، قد يُؤدي الإفراط في تناوله إلى إلحاق الضرر بالكبد.

الأشواغاندا

يتناول بعض الأشخاص الأشواغاندا لتخفيف التوتر أو لدعم الصحة العامة. وقد وردت تقارير عن إصابات كبدية مرتبطة بالأشواغاندا في الولايات المتحدة.

ومن المهم استشارة طبيب موثوق قبل تناول الأشواغاندا، خصوصاً إذا كان لديك تاريخ مرضي لأمراض الكبد، علما بأن تناولها مع مكملات غذائية أخرى قد يؤدي إلى أضرار إضافية.

مكملات غارسينيا كامبوجيا

تم الترويج لمكملات غارسينيا كامبوجيا التي تحتوي على حمض الهيدروكسي ستريك (HCA) لفقدان الوزن.

لكن هذه المكملات قد تتفاعل مع أدوية أخرى، وقد تم ربطها بتلف الكبد.

وقالت كارولين سوزي، أخصائية التغذية والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية في دالاس: «يزداد الخطر بشكل خاص عند تناولها مع مكملات غذائية أخرى لفقدان الوزن».

مكملات أرز الخميرة الحمراء

يُقال إن مكملات أرز الخميرة الحمراء تساعد على خفض الكولسترول.

وتحتوي هذه المكملات على ستاتين طبيعي قد يُسبب تلفاً في الكبد، كما ذكر الدكتور نيما مجلسي، أخصائي السموم الطبية في مستشفى نورثويل ستاتن آيلاند الجامعي.

وأضاف أن الأشخاص الذين يتناولون جرعات عالية يكونون أكثر عُرضة للخطر.

وأظهر تقرير نُشر عام 2019 أن امرأة تبلغ من العمر 64 عاماً عانت من التهاب في الكبد بعد ستة أسابيع من بدء تناول مكملات أرز الخميرة الحمراء. وبمجرد توقفها عن تناول المكملات، انخفضت إنزيمات الكبد لديها، مما يشير إلى أن كبدها كان يتعافى.

مكمل الكوهوش الأسود

الكوهوش الأسود منتج عشبي يُستخدم لتخفيف أعراض انقطاع الطمث.

وربطت بعض التقارير بين تناوله وبين الإصابة بتلف خطير في الكبد.


اكتشف علاقة الزنك بارتفاع ضغط الدم

يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً (بيكساباي)
يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً (بيكساباي)
TT

اكتشف علاقة الزنك بارتفاع ضغط الدم

يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً (بيكساباي)
يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً (بيكساباي)

يصيب ارتفاع ضغط الدم عدداً كبيراً من البالغين حول العالم، ومع ذلك، يجهل الكثيرون العلاقة بين الزنك وضغط الدم وصحة الكلى. تلعب الكلى دوراً حيوياً في تنظيم ضغط الدم، وعندما يُعاني أحد الجهازين من خلل، غالباً ما يتأثر الآخر.

يرتبط الزنك وتنظيم ضغط الدم ارتباطاً وثيقاً، إذ يدعم هذا المعدن الأساسي في الحفاظ على مستويات ضغط الدم الطبيعية.

فمن المهم أن تفهم كيف يؤثر الزنك على فرط ضغط الدم، ولماذا يُعد التوازن مهماً، وما يمكنك فعله للحفاظ على صحة كل من ضغط الدم.

ما هو فرط ضغط الدم ولماذا هو مهم؟

يحدث فرط ضغط الدم عندما تكون قوة دفع الدم على جدران الشرايين قوية جداً بشكل مستمر، ولذلك يُعرف أيضاً باسم ارتفاع ضغط الدم. مع مرور الوقت، يُلحق هذا الضغط المستمر الضرر بالأوعية الدموية والأعضاء، خصوصاً القلب والدماغ والكليتين.

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى تضيّق الأوعية الدموية أو ضعفها أو تصلّبها.

كيف يؤثر الزنك على ضغط الدم؟

يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تنقبض خلايا العضلات الملساء في جدران الشرايين والشرايين الصغيرة، مما يؤدي إلى تضييق هذه الأوعية التي يتدفق عبرها الدم.

يدفع الدم جدران هذه الممرات الضيقة أثناء تدفقه، مما يُحدث زيادةً في الضغط الخارجي عليها، وهو ما قد يُلحق الضرر بها. وقد يؤدي ذلك إلى تلف الأوعية الدموية أو حتى تمزقها.

يُسبب الكالسيوم الموجود في العضلات هذا الانقباض. ويتم تنظيم الكالسيوم بواسطة البوتاسيوم الموجود في أنسجة العضلات. وتتأثر كمية كلا المعدنين بالخلايا المحيطة، مثل الخلايا البطانية والأعصاب الحسية، التي بدورها تُنظم بواسطة البوتاسيوم والكالسيوم الموجودين فيها.

وجد الباحثون أن الزنك يؤثر على العضلات والخلايا البطانية والأعصاب الحسية معاً، مما يُقلل من كمية الكالسيوم في العضلات ويؤدي إلى استرخائها. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة تدفق الدم وانخفاض ضغط الدم.

أوضح الدكتور وينستون مورغان، من جامعة شرق لندن في المملكة المتحدة، لموقع «ميديكال نيوز توداي» أنه على الرغم من أن دراسات أخرى أشارت إلى دور محتمل للزنك في ارتفاع ضغط الدم، فإن هذه الدراسة تحديداً «تستكشف ما يحدث عند تنظيم مستوى الزنك داخل الخلايا بالزيادة أو النقصان باستخدام ناقلات الأيونات وعوامل الاستخلاب».

ناقلات الأيونات هي مواد كيميائية تنقل الأيونات، مثل الزنك، عبر غشاء الخلية، بينما ترتبط بها عوامل الاستخلاب. ويشير الباحثون إلى أن زيادة مستوى الزنك داخل الخلايا باستخدام ناقل الأيونات قد يكون سبباً في انخفاض ضغط الدم لدى الفئران التي خضعت للدراسة.

كما أجرى العلماء تجارب مخبرية على أوعية دموية مختارة من الفئران والبشر، ووجدوا أنه عند خفض مستوى الزنك داخل الخلايا باستخدام عامل استخلاب، انقبضت هذه الأوعية.

ويشير الباحثون أيضاً إلى أن الأوعية الدموية في القلب والدماغ أثبتت أنها أكثر حساسية للزنك من الأوعية الدموية في أماكن أخرى من الجسم.

كيف يدعم الزنك تنظيم ضغط الدم؟

داخل الكليتين، يساعد بروتين يُسمى ناقل الصوديوم والكلوريد (NCC) على تنظيم وظائف الجسم، حيث يستخلص الصوديوم من مجرى الدم الذي كان سيُطرح في البول. يؤثر الزنك على مجموعة واسعة من البروتينات التي تُساعد ناقل الصوديوم والكلوريد على أداء وظيفته، لذا فإن نقصه قد يُخلّ بتوازن النظام، مما يؤدي إلى زيادة الصوديوم وارتفاع ضغط الدم.

يدعم الزنك ضغط الدم الصحي بعدة طرق رئيسية:

يحافظ على توازن الصوديوم: يُساعد على تنظيم كيفية تعامل الكليتين مع الصوديوم، مما يمنع احتباس السوائل.

يدعم وظائف الكلى والقلب والأوعية الدموية: يُحافظ على سلامة الأوعية الدموية وأنسجة الكلى.

يُقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب: يعمل مضاداً للأكسدة لحماية الخلايا من التلف الناتج عن الالتهاب المزمن، وهو عامل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم.

من خلال تعزيز هذه الوظائف، يلعب الزنك دوراً غير مباشر ولكنه مهم في المساعدة على الحفاظ على ضغط دم متوازن، مما يُعزز العلاقة الوثيقة بين الزنك والتحكم في ضغط الدم.

طرق لزيادة الزنك في نظامك الغذائي

في دراسة بحثية رصدت العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم واستهلاك الزنك، تبين أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي منخفض الزنك أصيبت بارتفاع ضغط الدم، ولكن عند إعطائها المزيد من الزنك، عاد ضغط دمها إلى طبيعته. بإضافة المزيد من الأطعمة الغنية بالزنك إلى نظامك الغذائي، يمكنك التحكم بشكل أفضل في ضغط دمك وصحتك.

وفيما يلي بعض الأطعمة الغنية بالزنك التي يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي:

مصادر حيوانية: المحار (أغنى مصدر طبيعي)، لحم البقر والضأن و الدجاج والديك الرومي والزبادي والجبن والبيض.

مصادر نباتية: البقوليات (العدس، الحمص، الفاصوليا)، بذور اليقطين والكاجو، والحبوب الكاملة، والسبانخ، والكرنب، الأفوكادو.

وتذكر أن تختار الأطعمة الطازجة قليلة الصوديوم كلما أمكن للحفاظ على توازن صحي بين الزنك وضغط الدم.


4 أسباب تدفعك لاشتهاء السكريات في وجبة الإفطار

الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)
الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)
TT

4 أسباب تدفعك لاشتهاء السكريات في وجبة الإفطار

الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)
الكثير من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم (رويترز)

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة الرغبة في تناول السكريات في بداية اليوم، فأنت لست وحدك. فالكثير منا يشعر بتلك الرغبة المزعجة عند تناول وجبة الإفطار.

ووفقاً لتقرير نشره موقع «فيري ويل هيلث» العلمي، فإن هناك 4 أسباب علمية لاشتهاء الأطعمة السكرية في وجبة الإفطار.

وهذه الأسباب هي:

انخفاض سكر الدم

قد يؤدي الصيام طوال الليل إلى انخفاض مستوى سكر الدم لديك صباحاً. وعندما ينخفض ​​مستوى سكر الدم، يُرسل جسمك إشارات جوع للدماغ، وغالباً ما يرغب في تناول الحلويات أو الكربوهيدرات المكررة بوصفها حلاً سريعاً.

التوتر

يمتلك جسمك إيقاعاً يومياً، وهو دورة داخلية مدتها 24 ساعة تُنظم وظائف الجسم.

وفي الصباح، عند الاستيقاظ، يبدأ هذا الإيقاع في رفع مستوى الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالتوتر والتمثيل الغذائي، مما يساعد الجسم على الاستيقاظ والشعور بمزيد من اليقظة.

وقد تؤدي المستويات المرتفعة من الكورتيزول إلى زيادة إفراز هرمون الغريلين، المعروف بهرمون الجوع.

وأظهرت الأبحاث أن ارتفاع مستويات هرمون الغريلين في الجسم يدفع الأشخاص إلى اشتهاء أطعمة أقل صحة، مثل الحلويات، وإلى الشعور بمتعة أكبر في مركز المكافأة في الدماغ بعد تناولها.

الحرمان من النوم

إذا كنت تعاني من قلة النوم بشكل مستمر، فقد تجعلك التغيرات الهرمونية والعصبية تشتهي الأطعمة الحلوة على الإفطار، حيث تزيد مستويات هرمون الغريلين.

كما يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى انخفاض هرمون اللبتين، الذي يساعد الجسم على الشعور بالشبع.

وقد يدفعك انخفاض مستوى هرمون اللبتين لتناول كميات أكبر من الأطعمة السكرية مما تحتاج إليه أو ترغب فيه لو كانت هرموناتك أكثر توازناً.

كما أن الشعور بالتعب صباحاً نتيجة عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يُغير استجابة الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة لا يستخدم فيها الجسم الأنسولين بكفاءة كافية لتنظيم مستوى السكر في الدم. وهذا بدوره قد يُحفز الرغبة الشديدة في تناول السكريات بوصفها وسيلة يحاول بها الجسم تحقيق التوازن.

إدمان السكريات

إذا كنت تتناول وجبات إفطار غنية بالسكريات منذ زمن طويل، فقد تشعر برغبة شديدة في تناولها صباحاً لأنك تعاني من عادة استهلاك للسكر تُشبه الإدمان.

ويُمكن للسكر أن يُسبب عادة شبيهة بالإدمان لأنه يُحفز مركز المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية تُشعرك بالسعادة، مثل الدوبامين.