شارك سكوت لوكاس، من إصدار «بوليتيكو»، في الاجتماع السنوي للاتحاد الأميركي للعلوم السياسية، الذي عقد مؤخراً في سان فرنسيسكو، وكذلك أنا! ونشر لوكاس موجزاً أرى أنه لا بأس به، لما قاله كثيرون منا.
ومن أبرز الملحوظات فيما يخص المؤتمر، العدد الضخم من المتخصصين بالعلوم السياسية، ذلك أن المشاركين في المؤتمر شغلوا ثلاثة فنادق مختلفة، مع انعقاد أكثر من حلقة نقاشية في الوقت ذاته، ما يعني أنه لم تتح الفرصة إلا للحديث مع جزء يسير من المشاركين.
من ناحية أخرى، فإننا كعلماء متخصصين بالعلوم السياسية، نفعل ما هو أكبر بكثير من مجرد دراسة الحياة السياسية الأميركية؛ بل إن المتخصصين في الشأن الأميركي منقسمون فيما بينهم في تخصصات فرعية شتى. وعليه، من الصعب إصدار أحكام عامة بشأنهم.
ومع هذا، أرى أنه يمكنني القول إن عدداً ليس بالقليل من المعنيين بالعلوم السياسية، أعربوا عن دهشتهم إزاء الأحداث التي شهدها العامان الماضيان، أو على الأقل بعض جوانبها.
وفي اعتقادي أن المعنيين بدراسة الانتخابات الرئاسية، يرون أن انتخابات عام 2016 كانت طبيعية تماماً، فيما عدا الانقسام غير المألوف الذي وقع بين المجمع الانتخابي وإجمالي الأصوات.
في الواقع، ثمة انطباع لديّ أنه لا يزال هناك انقسام في صفوف المعنيين بالعلوم السياسية، بين من يملأون الأرجاء صراخاً حول الخط الذي يمثله دونالد ترمب على الديمقراطية الأميركية، وفريق آخر يتفق مع أن ترمب ليس صديقاً للديمقراطية؛ لكنهم يتوقعون أن تتمكن الجمهورية من اجتياز هذه الفترة بسلام، حتى وإن تعرضت لبعض الأضرار.
وظهرت بعض التكهنات حول أن المهتمين بدراسة السياسات المقارنة يشعرون بقلق بالغ إزاء ترمب، بينما يشعر المتخصصون في الشؤون الأميركية بقلق أقل؛ إلا أنني لست على ثقة من صحة هذه المعلومة.
من ناحية أخرى، أتفق مع ما قاله لوكاس حول المعنيين بالعلوم السياسية، من أنهم أصبحوا مهووسين بـ«الرئيس المغرد».
من بين الأمور التي قد تثير دهشة من هم خارج حقل العلوم السياسية، أن عدداً قليلاً منا متابع بدقة للأحداث الراهنة. لذا، عندما نجتمع أعرف جيداً أنني سأستمع إلى كثير من الأحاديث المعنية بتخصصات دقيقة، وأحاديث مجردة حول نظريات جديدة، والدلائل التي تدعمها. وفي بعض الأحيان، يعتمد البعض على دلائل من أحداث سياسية وقعت في الفترة الأخيرة، وأحياناً تحمل دلالات واضحة بالنسبة للسياسات أو الانتخابات.
ومرة أخرى أؤكد أنني أتحدث عمن التقيتهم؛ لكنني أعتقد أن ترمب أثار اهتماماً وحديثاً حول الحياة السياسية اليومية، أكثر من أي رئيس آخر في السنوات الأخيرة. وهنا، أود الإشارة إلى تغريدة أطلقها أحد الحضور بالمؤتمر وحظيت باهتمام واسع، وقال فيها، إنه «بالكاد التقى بأي ممن انتخبوا ترمب»، وتوقع أن يكون «غالبية المعنيين بالحقل الأكاديمي لم ينتخبوا ترمب».
في الواقع، يبدو هذا الأمر غير مألوف بالنسبة لي، فالذين يتولون تدريس العلوم السياسية لطلاب الجامعات يلتقون بأعداد غفيرة من الناس على امتداد الوقت، وحتى داخل أكثر المناطق التي يغلب عليها أنصار الحزب الديمقراطي، تبقى هناك بعض العناصر التي صوتت لصالح الجمهوريين. كما أن هناك كثيراً من الجامعات في نبراسكا وإيداهو وألاباما وميسيسيبي وولايات أخرى، يغلب عليها أنصار الحزب الجمهوري.
وهناك أيضاً علماء متخصصون في العلوم السياسية مؤيدون للحزب الجمهوري، وإن كنت أعتقد أن عدد معارضي ترمب بينهم أكبر من مؤيديه.
- بالاتفاق مع بلومبيرغ
