حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

مؤيدو نظام الانقلاب في قطر!

كيف لمن غدر بجاره وغزاه في ليلة ظلماء، وكان يقتل ويضرب في شعبه أن يكون أيقونة للصمود والشجاعة، ولا يزال الكثيرون مقتنعين بتلك المقولة، والحديث هنا عن صدام حسين، وكيف لمن غدر بجاره واحتله وقتل رموز قياداته، وقتل وشرّد شعب بلاده أن يكون صورة للممانعة، ولا يزال هناك من هو مقتنع بهذا الهراء، والحديث هناك عن بشار الأسد.
وكيف لمن تاجر بالمخدرات والبلطجة والطائفية، وكان تنظيماً مرتزقاً لأنظمة طائفية تبيد شعوبها أن يكون رمزاً للمقاومة، والحديث هنا عن الإرهابي حزب الله، والآن هناك من يرى نظام الانقلاب في قطر ورموزه حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وتميم أنهم مناصرون للحق وشعوب المنطقة وخط الدفاع الأول عن الدين الصحيح، وغير ذلك من الهراء، نفس المستنقع الشعبوي الخادع يقع فيه القطيع الذي أيد من سبق في تأييدهم وتعاطفهم مع نظام متآمر ومخادع وغدار. نظام تتساقط يومياً أوراق التوت التي كانت تغطي فضائحه، فها هي التسجيلات والاعترافات المتتالية التي توضح تآمر نظام الانقلاب بغدر ضد السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ملفات مفزعة وقذرة، لإثارة الفتنة ونشر الأكاذيب الممنهجة، عمليات اغتيال، إطلاق مساجين من المعتقلات، وتحريك البلطجية والاعتداء على قوات الأمن، وإطلاق الآلاف من الحسابات الوهمية على قنوات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها غايتها التشكيك في الخطابات الرسمية لهذه الدول والإيقاع بين مواطنيها على أساس صراعات طائفية وقبلية والتخوين والتكفير في اتجاهاتها وسياساتها المختلفة.
إذا كانت دولة متآمرة وخادعة من الممكن أن تكون رمزاً للمقاومة ونصرة المظلوم و«كعبة المضيوم»، فعلى كل الشعارات العظيمة المرفوعة لتأييدها السلام، وقد يكون ذلك خير تفسير لماذا فشلت قطر في كل مشاريعها السياسية بلا استثناء، لأنه من الواضح جداً لم يكن في أي خطواتها أي هدف نبيل أو مراعاة للقيم ولا الأخلاق. التناقض الحاد والنفاق العظيم الذي يعيشه مؤيدو نظام الانقلاب في قطر، واستعدادهم لغض النظر وتقديم المبررات لكل التصريحات والمؤامرات المنحطة ليجعل من مواقفهم على الدرجة نفسها من هذا الانحطاط، ويشكك في مصداقية شعاراتهم التي يرفعونها.
مشروع نظام الانقلاب الحاكم في قطر تم فضحه، واستيقظت الحكومات المؤثرة في المنطقة من غفوتها وبدأت تسمي الأمور بأسمائها، بقيت غيبوبة المؤيدين لذلك والمبررين له، وعودتهم عن هذا الموقف المخزي له علاقة بالصدمة التي حدثت من جراء سقوط الوهم، الذي كانوا يعيشون عليه، ومن جهة أخرى استمرار شراء ذمم المؤيدين لقاء مبالغ لا تزال تدفع من خزانة نظام الانقلاب.
مشكلة استمرار تأييد نظام الانقلاب في قطر وإعطائه كل المبررات والأعذار هي مسألة ليست بجديدة، ولكن الاستمرار فيها هو دليل أننا لم نتعلم من دروس الماضي، وقطر ما هي إلا آخر فصول العار وليس أسوأ مما فعلته قطر في المنطقة سوى استمرار غيبوبة مؤيديها.