حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

قطر... سقط القناع

هل تدرك دولة قطر حقيقة حجم وعمق الورطة التي وقعت فيها، أم أن الإنكار التام الموجود في سياستها سيكون وبالا هائلا عليها.
قطر ليست بحجم ولا أهمية العراق وليبيا، ومع ذلك لا تتعظ بسبب موقف عنيد خال من الحكمة. سقط القناع وانكشف المستور، وظهرت أدلة الخيانة ومستودع الغدر الذي كانت تخطط له دولة قطر ونظامها الانقلابي ضد السعودية ومصر والإمارات والبحرين.
أدلة دامغة بالصورة والشهود والوثائق، مول نظام الانقلاب في قطر الجماعات الإرهابية المختلفة حول العالم العربي، وكان يروّج لهم عبر وسائله الإعلامية. فتح الخطوط مع كافة الأطراف في سبيل تحقيق أجندته، ولكن الهدف الأهم كان تحطيم منظومة الدولة، وإحداث الشروخ فيها لنزع الأمن والاستقرار وتمهيد الأرضية لتغيير نظام الحكم فيها والإتيان بمرتزقة، مرتزقة ثبت تورطهم بما لا يدع مجالا للشك.
الفدية المقدرة بمليار دولار التي دفعت لـ«حزب الله» العراقي والحشد الشعبي وأحرار الشام، وفتحت صندوقاً أسود على نظام الانقلاب في قطر. العلاقة بين قطر وإيران، لها علاقة بقوة العلاقة بين قطر وجماعة الإخوان المسلمين المرتبطة بقوة مع إيران، وهذا تسبب به دعم جماعة الحوثي قبل انطلاق عاصفة الحزم، واستمرار «تعاون» نظام الانقلاب في قطر مع إيران والحوثيين وتقديم المعلومات لهم، رغم مشاركتها «ظاهريا» في التحالف العربي.
وزاد الحلف القطري الإيراني بإنشاء جامعة بيام نور الإيرانية في الدوحة، ويرأسها بعض قيادات الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى إرسال بعثات قطرية إلى إيران للاستفادة من «الفكر الخميني الثوري»، وهي دعمت بقوة الانفتاح الكامل لنظام محمد مرسي والإخوان في مصر على إيران، وإنشاء جهاز حرس ثوري تابع لإيران والإخوان، واستثمارات غير مسبوقة من إيران في مصر. واحتضنت قطر مجموعة من الإرهابيين زرعتهم في بقع وجيوب حساسة في العالم العربي. فهي قامت بتمويل أبو مصعب الزرقاوي الإرهابي المعروف، واحتضنت خالد شيخ محمد وكلاهما كان تحت حماية أحد أفراد الأسرة الحاكمة من آل ثاني، استخدموا فيها نفوذهم وصلاحيتهم لعل من أبرزهم الإرهابي الكبير عبد الله بن خالد آل ثاني، الذي كان يصرف عليهم من ماله ومن مال الأوقاف التي كان وزيرا لها، ولعل من أهم أوجه تمويل الإرهاب في نظام الانقلاب بقطر هي الجمعيات الخيرية، وأهمها جمعية قطر الخيرية التي روجت ودفعت أموالا هائلة لتنظيم القاعدة والنصرة والإخوان المسلمين، وهي الجمعية التي حاولت تطهير سمعتها بوضع شعارها على قمصان فريق برشلونة العريق في إسبانيا.
اليوم بعد أن عرف أن قطر منحت أكثر من عشرين جواز سفر لأعضاء من تنظيم القاعدة، بما فيهم خالد شيخ محمد وعقدت لقاءات في مزارع بقطر لأفراد من الأسرة الحاكمة آل ثاني مع أسامة بن لادن. قطر احتضنت عائدين من غوانتانامو وزرعتهم في اليمن عن طريق الإرهابي عبد الوهاب الحميقاني، وفي ليبيا تم زرع عبد الحكيم بلحاج بنفس الطريقة، وأبو محمد الجولاني الزعيم الإرهابي الذي عقدت معه «الجزيرة» ثلاثة حوارات وكان من ضيوف غوانتانامو هو الآخر.
كل هذه المعلومات خرجت وأصبحت في ملف قطر المتعلق بتمويل الإرهاب ومع ذلك تعاند. إلى نظام الانقلاب في قطر نذكركم أن صدام حسين ومعمر القذافي يبلغانكما أن غيركم كان أشطر.