ستيفن كارتر
TT

إليكم ما سيحدث في 2017

في بداية الأسبوع الحالي راجعت توقعاتي لعام 2016، ووجدت أن كثيرًا منها قد حدث بالفعل، وكثيرًا أيضًا، خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة، لم يحدث. وحان الوقت لإعادة المحاولة. إليكم مجموعة من توقعات عام 2017 فيما يتعلق بعدد من الموضوعات الجادة والخفيفة المتنوعة. كذلك ألحقت بالتوقعات ثلاثة قرارات للعام الجديد، التي سأفعل ما بوسعي، بمساعدة قرائي المخلصين، لتنفيذها. لنبدأ إذن دون مزيد من الثرثرة.
سوف تواصل ما يسمى الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا تأججها خلال العام الأول من رئاسة دونالد ترامب، لأن أسبابها الجوهرية ليست شخصية بل جيوسياسية. سوف يفاجئ ترامب الجميع، بمن فيهم نفسه، بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، إضافة إلى العقوبات التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول). ولن يبدو على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي دهشة تقريبًا.
بمجرد تولي ترامب الرئاسة، سوف يعيد اليسار اكتشاف فضائل ومزايا الحكومة المحدودة، وبوجه خاص القيود الدستورية الصارمة على الممارسة المستقلة للسلطة المتاحة للمسؤول التنفيذي. وفي تحول آخر، سوف يحتفي اليسار بسلطة الشركات بوصفها رقابة على الحكومة.
سوف يستمر ذوبان جليد بحر القطب الشمالي، حيث وصل الغطاء الثلجي إلى أدنى حد له في سبتمبر (أيلول)، ويتضاءل كل عام. سوف يقدم المتشككون في الأمر أسبابًا وجيهة لحدوث هذا الأمر غير التغير المناخي، وقد يكونون على صواب، لكن لن تكون أي من اقتراحاتهم ببساطة الفرضية التي تقول بزيادة الاحتباس الحراري للكرة الأرضية.
سوف يكمل فريق «نيو إنغلاند باتريوتس» دورة «توم برادي ريفينج» بهزيمة فريق «دالاس كاوبويز» في المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأميركية. صحيح أنني أختارهم كل عام، لكنني أصرّ على ذلك.
سوف يجعل الغضب من الهجرة من المستحيل بالنسبة إلى الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية إقرار التوسع الضروري في برنامج تأشيرة «إتش - 1 بي» الخاصة بالعمال الذين يتمتعون بمهارة كبيرة. على الجانب الآخر، لن يختلف معدل ترحيل الولايات المتحدة للموجودين بشكل غير شرعي في البلاد كثيرًا عن أحدث معدل له.
سوف تواصل العملة الإلكترونية صعودها، وتشهد ارتفاعًا في سعرها خلال الأشهر الأولى من عام 2017، لكن مع إدراك المستثمرين تدني مستوى الإنفاق المتوقع للحكومة الفيدرالية، سوف نتجاوز وصول العملة الإلكترونية إلى الذروة، حيث سينخفض سعرها، رغم أنه لن يصل إلى مستوياته خلال عام 2015.
سوف يفشل آخر وقف إطلاق للنار في سوريا، مثل غيره من اتفاقات وقف إطلاق النار الأخرى، بإشارة من نظام بشار الأسد، ورعاته من الروس. ومع استمرار المذبحة بلا هوادة، سوف يتجادل الحزبيون المثرثرون حول الطرف المسؤول عن ذلك. ولن تحدث نتيجة ذلك الجدال أي فارق بالنسبة إلى السوريين الذين يموتون يوميًا.
لن يتمكّن الجمهوريون، رغم كل خطاباتهم، من الاتحاد حول إعادة صياغة معقولة لقانون الرعاية الميسورة. لا أقول إنه لن تكون هناك أفكار أفضل، ولكن أقول إن الحزب لن يتجمع أو يتحد حول أي منها. رغم أن أي تشريع جديد لن يحدث تغييرًا كبيرًا، سوف يعلن قادة الكونغرس عن عملية «إلغاء» ناجحة.
سوف يتزايد تدفق الشباب البالغين المتعلمين تعليمًا جيدًا إلى ديترويت، بحسب تقارير علماء السكان.
استنادًا إلى ما سيحققه فيلم «حرب النجوم: الجزء الثامن» خلال عام 2017 - 2018، سوف يكون ضمن قائمة الأفلام المتصدرة لشباك التذاكر للعام. لن تكون النهاية البطولية الدرامية، التي وضعها صانعو الفيلم للأميرة ليا أورغانا، التي تلعب دورها كاري فيشر، عشوائية، بل تحرك أحداث القصة بشكل كبير.
سوف يزداد عدد المحاكم التي تصدر حكمًا بعدم دستورية مكتب الحماية المالية للمستهلك بهيكله الحالي. وسوف يرفض الجمهوريون إنشاء هيئة جديدة تقوم بالمهمة نفسها مع الخضوع لمبدأ الفصل بين السلطات. وسوف يسفر ذلك عن عدم تقديم المال اللازم لتشغيل مكتب الحماية المالية للمستهلك. سوف يقول الديمقراطيون إنه تم إحباط عملية حماية المستهلك دون أن يذكروا أنه كان بإمكانهم القيام بالأمر على النحو الصحيح منذ البداية، لكنهم قرروا المضي قدمًا، وتنفيذه بطريقة خاطئة، رغم محاولة كثير من أساتذة القانون المتعاطفين معهم تحذيرهم.
ستكون أليسون إيد، هي المرشحة الأولى التي يقترح اسمها ترامب لرئاسة المحكمة العليا.
سوف يفاجئ فريق «سان أنطونيو سبيرز» الخبراء ويفوز بالدوري الأميركي لكرة السلة.
تلك هي توقعاتي لعام 2017، سوف نرى ما إذا كانت ستتحقق أم لا.
وفيما يلي قراراتي لهذا العام:
1 - لطالما قال معلمي ومرشدي ثارغود مارشال، إنه لا يبالي بما يقوله المرء حتى يتم انتخابه، بل يهتم بما إذا كنت تستطيع العمل معه. وبهذه الروح، سوف أبقي على عقلي منفتحًا ومتفائلاً مع بداية فترة رئاسة ترامب. كذلك لن أطلق أحكامًا مسبقة، وسابقة لأوانها، وقد قررت أن أفعل ما بوسعي لأتجاهل ما يقوله، وأنتظر لأرى ما سيفعله حقًا.
2 - القول إننا نتعلم من إخفاقنا أكثر مما نتعلم من نجاحنا يعد قولاً مكررًا معتادًا، هو صحيح بالفعل. نظرًا لتعجلي في الكتابة ارتكبت خطأً جسيمًا في عمودي الأسبوع الماضي، ووجّه عدد كبير من القرّاء نظري إليه بشكل لائق أحيانًا، وبشكل وقح أحيانًا أخرى. ورغم كل جهودي المضنية، أوقن أنني سأرتكب مزيدًا من الأخطاء في عام 2017، لذا قررت أن أتعلم من كل منها.
3 - كتب الروائي ريتشارد آدامز، الذي توفي الأسبوع الماضي: «الماء ضروري لنا جميعًا، لكن الشلال ليس بهذه الأهمية، وحين نجده يكون ذلك أمرًا إضافيًا، ويكون شكلاً جميلاً من أشكال الزينة». هذا الاقتباس من رائعة آدامز «ووتر شيب داون»، التي تعد في حد ذاتها زخرفًا جميلاً، فهي رواية أوصي بقراءتها. وقد قررت قضاء الوقت خلال عام 2017 في البحث عن شلالات مياه.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»