جمال الدين طالب
كاتب وصحافي في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

«درونات» غوغل وفيسبوك!

يخوض عملاق النت وموقع البحث «غوغل» وموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ما يشبه سباق توفير الإنترنت اللاسلكي للمناطق الأقل نموا في العالم عبر الجو، وذلك ليس حبًا أو لـ«سواد عيون» المستخدمين في هذه المناطق طبعا إنما لأغراض تجارية، فبينما أصبح العالم المتقدم مشبعا بالتغطية الإنترنتية فإن هناك تقديرات تقول إن هناك نحو خمسة مليارات نسمة في العالم ليسوا مربوطين كما ينبغي بشبكة الإنترنت. وفي هذا السياق أعلنت شركة «غوغل» الأسبوع الماضي استحواذها على شركة «تايتان إيروسبيس» المتخصصة في صناعة الطائرات دون طيار (الدرونات).
وتقوم شركة الطائرات هذه ومقرها ولاية نيو مكسيكو الأميركية ببناء طائرات دون طيار تحلق على ارتفاعات عالية وتعمل بالطاقة الشمسية، وتكون قادرة على أن تظل محلقة في الفضاء على ارتفاع 19 ألف متر لمدة خمس سنوات. وبحسب صور نشرت لها تشبه الطائرة دون طيار الطائرة الشراعية ويبلغ طول جناحيها 50 مترا. ومن المتوقع أن تكون تلك التكنولوجيا جاهزة بحلول عام 2015.
وكانت «فيسبوك» تسعى لإبرام تلك الصفقة مع «تايتان إيروسبيس» في أوائل مارس (آذار) الماضي، لكنها بدلا من ذلك استحوذت في صفقة قدرت بـ20 مليون دولار على شركة «أسينتا» البريطانية المطورة للطائرات دون طيار التي تعمل طائراتها أيضا بالطاقة الشمسية.
ويبدو أن «غوغل» في وضع أكثر تقدما من «فيسبوك» في هذا السباق الإنترنتي العالمي، وهذا بالنظر إلى القوة المالية التي تتمتع بها «غوغل»، فبينما تصل القيمة السوقية لـ«فيسبوك» إلى نحو 150 مليار دولار، فإن «غوغل» تعتبر ثاني أكبر شركة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 394 مليار دولار، بعد أن تجاوزت مؤخرا مجموعة «أكسون موبيل» النفطية الأميركية التي كانت تحتل هذا المركز، والتي تراجعت إلى المرتبة الثالثة بقيمة سوقية تصل 388 مليار دولار، في حين تتصدر قائمة الترتيب مجموعة «آبل» بفارق كبير، إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو 472 مليار دولار.
كما أن «غوغل» وقبل التوجه نحو الطائرات دون طيار فقد بدأت قبل سنوات تجربة توفير الإنترنت اللاسلكي عبر المناطيد ضمن مشروع سُمي بـ«لوون»، وقد أعلنت الشركة مؤخراً فقط أن منطادها «إيبيس 167» الذي يعمل بالطاقة الشمسية، والذي يهدف إلى نقل إشارات الشبكات المحلية اللاسلكية (واي فاي) وتوصيلها إلى أي مكان في العالم، استطاع القيام برحلة حول الأرض في زمن قياسي يبلغ 22 يوما.
وتعمل هذه المناطيد بنفس فكرة الأقمار الصناعية، حيث إنها مزودة بهوائيات خاصة ويمكنها توصيل خدمة الإنترنت إلى محطات استقبال على الأرض.
[email protected]