لمَ لا نبيع تذاكر؟ وأنا جاد في هذا الاقتراح. لو كان باقي العالم يشاهد الانتخابات في بلادنا مقابل المال، لكنا قد سددنا كل ما علينا من ديون. مع ذلك في الوقت الذي يبدو فيه أن المشاهدين حول العالم يتابعون برنامج الواقع الذي نقدمه، هل نحن كمواطنين أميركيين سنستفيد من هذا الأمر؟
تحديدًا هل سنحصل على الشيء الذي نحن في أشد الحاجة إليه، والذي لم نتمتع به كثيرًا خلال هذا القرن، ألا وهو حكومة تعمل بكفاءة؟ لدينا الكثير من الأمور المؤجلة التي بحاجة إلى إصلاح، وحاجة إلى وجود قيادة تأجلت كثيرًا، وإعادة تصور مؤجلة، مما لا يجعلنا نتحمل الانتظار لأربع سنوات أخرى من أجل حل أكبر مشكلاتنا.
إذا انغمسنا في عامين من التسلية الانتخابية، والإشفاق، لنصل إلى النقطة التي كنا فيها من قبل، بل أسوأ من ذلك، فلن يكون الأمر محبطًا من الناحية الشعورية فحسب، بل ستبدأ أمتنا في الانهيار. عندما نهمل في إدارة بلادنا استراتيجيًا على المستوى القومي لهذه الفترة الطويلة، فحتمًا يبدأ حدوث تسرب من السقف، وتبدأ الأرضيات في الانحناء. كيف يمكن تحقيق أي نفع من حملة انتخابية يقتصر الترفيه بها على البالغين فقط؟
ما الذي ينبغي أن يحدث للنص الدرامي للانتخابات حتى ينتهي نهاية مختلفة، أو على الأقل نهاية أقل مأساوية؟ بداية، يجب أن تختفي هذه النسخة الخاصة بالحزب الجمهوري. أنا لا أقول ذلك بدافع التحيز لحزب في مواجهة الآخر، بل أقول ذلك كمواطن أميركي يعتقد أن أميركا بحاجة إلى حزب يمين - وسط سليم يقدم حلولاً للمشكلات تعتمد على السوق، والاستمرار في مواجهة تخفيف القيود، وزيادة حرية التجارة، وتشكيل حكومة أصغر. مع ذلك الشكل الحالي للحزب الجمهوري لا يجعله حزبًا قادرًا على حل المشكلات. وقد تبين ذلك منذ استقالة رئيس مجلس النواب، جون بينر، الجمهوري من منصبه، لا بسبب عدم قدرته على العمل مع الرئيس أوباما، بل لأن نحو ربع عدد الجمهوريين، أو ما يسمى بمؤتمر الحرية، لم يكونوا مهتمين بالحكم وإدارة البلاد، وجعلوا مهمته مستحيلة.
من أجل صالح البلاد يجب تفكيك هذه النسخة من الحزب الجمهوري مع الإطاحة باليمين المتطرف من أمثال دونالد ترامب، وحزب الشاي، وتيد كروز، مع كل الإعلاميين الثرثارين من تيار اليمين، الذين يظهرون على شاشات التلفزيون وفي الإذاعة، ويعيشون على الفوضى، مخلفين وراءهم كتلة من تيار اليمين الوسط المعتدل، التي يأمل المرء أن تصبح ذات يوم نواة الحزب الجمهوري الجديد. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، من المهم سحق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي لتوصيل رسالة إلى الحزب الجمهوري، وخارجه، مفادها أن شخصًا من هذا النوع السام لا يمكن أن يفوز في أميركا، ومنعه هو ومؤيديه من استخدام حجة تزوير الانتخابات.
في الوقت ذاته، ليس علينا أن نأمل فحسب في فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات، لكن أيضًا في استعادة الديمقراطيين لمجلس الشيوخ على الأقل، حتى تتمتع ببعض الامتيازات الفعلية لعقد صفقات مع أفراد أكثر تعقلاً في الحزب الجمهوري، من أجل إصلاح الأمور: وضع القوانين المتعلقة بحمل السلاح في وضعها الصحيح، على سبيل المثال، وكذلك اقتراض المال بسعر فائدة يقترب من الصفر لإعادة بناء البنية التحتية، وتطبيق ضريبة تعادل العائدات بدلاً من بعض الضرائب على الدخل والشركات من أجل تشجيع الإنتاج بطاقة نظيفة، وإصلاح نظام الرعاية الصحية، الذي وضعه أوباما، وتطبيق إصلاح حكيم ورشيد فيما يتعلق بالهجرة، وعمل إصلاحات مسؤولة في الضرائب ونظام الاستحقاق والأهلية.
كلما زاد هامش فوز كلينتون، أصبحت أقل اعتمادًا، كما آمل، على جناح اليسار في حزبها، وزادت فرص عملها وتعاونها مع الجمهوريين، كما تعهدت في آخر مناظرة عندما تحدثت عن «العثور على أرضية مشتركة، لأنك قادر على التفاهم مع الناس من أجل إنجاز المهام في واشنطن».
أنا أقول: «آمل» لأنني لا أعلم شخصية هيلاري الحقيقية؛ هل هي أشبه ببيرني ساندرز وهو يتحدث علنًا أمام الجماهير، أم أشبه ببيل كلينتون الذي تحدث على انفراد مع «غولدمان ساكس».
سيكون السيناريو الكئيب التشاؤمي، باستثناء فوز ترامب لا قدر الله، هو فوز كلينتون بأغلبية ضعيفة، وسيطرة الحزب الجمهوري على كل من مجلس النواب، ومجلس الشيوخ. سيسيطر يساريو الحزب الديمقراطي على كلينتون، في حين سيدشن ترامب شبكة تلفزيونية وحركة خاصة به، وسيبقي على اشتعال جذوة الغضب في نفوس قاعدة الحزب الجمهوري، ويقوم بإرهاب كل مشرع جمهوري يفكر في التوصل لحل وسط. إذا حدث ذلك، ستنجرف أميركا على غير هدى.
تبقى أمنية أخيرة؛ في غضون ساعات بعد تسريب الشريط الذي يظهر فيه ترامب وهو يقول أشياء بذيئة عن النساء، سرّب موقع «ويكيليكس»، الذي يبدو أنه أصبح ذراعًا للاستخبارات الروسية، رسائل بالبريد الإلكتروني خاصة بالحزب الديمقراطي الهدف منها إحراج كلينتون. وأشار معسكر كلينتون إلى أن روسيا تحاول أن تميل بكفة الانتخابات نحو ترامب. إذا كان الأمر كذلك، فهزيمة ترامب في استطلاعات الرأي هي أفضل طريقة يقول الأميركيون من خلالها لبوتين: «يمكنك تزوير انتخاباتك والتلاعب بها، لكنك لا تستطيع التلاعب بانتخاباتنا».
مع ذلك أرجو الله ألا يكون هذا هو الأمر الإيجابي الوحيد في هذه الانتخابات.
* خدمة «نيويورك تايمز»
8:7 دقيقه
TT
هل تستطيع أميركا الفوز بهذه الانتخابات؟
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة