دانا ميلبانك
TT

نصف مؤيدي ترامب عنصريون

ليس من الحكمة أن تقول هيلاري كلينتون، إن نصف مؤيدي دونالد ترامب عنصريون، وغير ذلك من الأوصاف، لكنها أيضا لم تكن مخطئة. ففيما يخص التأييد العنصري لترامب، فقد خفضت كلينتون من الرقم الحقيقي.
فخلال كلمته أمام المؤتمر السنوي لـ«جمعية الحرس الوطني» الأميركية الذي انعقد مؤخرا، ظهر ترامب وكأنه «مصدوم وفي غاية الانزعاج» من إقدام كلينتون على وضع نصف مؤيديه في «سلة المهملات»، وكأنه لا يزال هناك من لم يصدم مما شاهدناه في الحملة، ومن ترامب نفسه، مع اقتراب حملة ترامب من نهايتها. تساءل ترامب: «كيف تجرؤ على مثل هذا الهجوم على هؤلاء الناس الرائعين وتشويه صورتهم».
لكن المسألة هنا لا تتعلق بإساءة غير مبررة، فقد كشفت هذه الانتخابات أن العنصرية في الولايات المتحدة أكبر مما تخيل كثيرون.
ففي دراسة أجراها «مركز دراسة الانتخابات» المختص بعمل استقصاءات انتخابية، نفذ القائمون على الدراسة عام 2012 اختبارًا في التحيز لمن شملهم الاستقصاء بأن طلب منهم عمل قائمة تشمل البيض والسود تعتمد على الاجتهاد في العمل والكسل أساسًا للترتيب، وأيضا الذكاء والغباء. ووجد الباحثون أن 62 في المائة من البيض أعطوا السود تقييمًا متدنيًا في واحدة من الصفات على الأقل. ويعتبر التقييم قفزة كبيرة للأمام؛ إذ إن دراسة مشابهة كانت قد أجريت عام 2008 أظهرت أن 45 في المائة من البيض عبروا عن وجهة نظر سلبية تجاه السود.
يعتبر السؤال مؤشرًا جيدًا لكيفية تصويت الناخب، فقد فاز المرشح الجمهوري ميت رومني بأصوات 61 في المائة ممن عبروا عن وجهات نظر سلبية نمطية. وعندما تم توجيه نفس السؤال في الانتخابات التمهيدية عام 2008، أصر هؤلاء الناخبون الذين تبنوا وجهات نظر عنصرية، على تفضيل المرشحين الجمهوريين تلقائيًا، أيًا كان اسم المرشح، عن أي مرشح ديمقراطي.
ومن جهتها، أفادت سايمون جاكمان، مديرة مركز الدراسات الانتخابية حتى بداية العام الحالي، وحاليًا تدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة «سيدني»، بأن «هناك تحيزًا واضحًا»، مضيفة أن البيض الذين أفصحوا عن معتقدات متعصبة عن السود.
اختيار كلينتون غير الموفق لتعبير «سلة المهملات» - الذي لا يختلف كثيرًا عن روايات فيكتور هوغو والتصنيف الطبقي في الهند – يقف جنبًا إلى جنب مع التعبير العنصري الذي استخدمه المرشح السابق ميت رومني عندما قال: «الملف مليء بالنساء» عند رده على سؤال عن فرص العمل المتاحة للنساء. لكن بالنسبة للعدد الكبير من العنصريين ممن انجذبوا إلى ترامب، فمقاس الحذاء يبدو مناسبًا.
ففي يونيو (حزيران) الماضي، وجد مركز «بيو» البحثي أن 79 في المائة من الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لهيلاري كلينتون يرون أن معاملة الأقليات العرقية أمر مهم، في حين أن 42 في المائة فقط ممن أعطوا أصواتهم لترامب يفكرون بهذه الطريقة. وكما كتبت في السابق، فقد أظهر بحث أجري قبل ذلك أن أنصار ترامب أقل من غيرهم من الأميركان (وحتى أنصار غيره من المرشحين الرئاسيين الجمهوريين) في الاعتقاد بأن التنوع العرقي يساعد على تطوير الولايات المتحدة.
وأظهر بحث أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وجامعة «كاليفورنيا»، بمعاونة أستاذ علم السياسة مايكل تسيلر وآخرين، أن أداء ترامب يتحسن بين الأميركيين من ذوي النزعة العنصرية. وتشير الدلائل إلى أن مخاوف البيض من تراجع سطوتهم هو الهدف الأساسي الذي اختاروا ترامب من أجله، لا من أجل غرض اقتصادي.
ويرى استطلاع حديث أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية، أن الفريقين متساويان تقريبا؛ إذ يقول 46 في المائة من أنصار ترامب إنهم «متحمسون جدا» لترشحه، في حين أن الباقين كانوا متحمسين «إلى حد ما» أو ليسوا متحمسين جدا.
على المسرح، رفض ترامب أي إشارة إلى العنصرية، قائلا: «الناس التي تريد حماية الحدود ليسوا عنصريين»، و«الناس التي تحذر من الإسلام المتطرف ليسوا مصابين بالإسلاموفوبيا»، و«الناس التي تؤيد الشرطة ليسوا منحازين».
«أميركا أولاً»، تذكروا أنه قال: «أميركا أولاً».
* خدمة «واشنطن بوست»