بدأ الدوري السعودي للمحترفين وكأنه لم ينفصل عن نهاية الموسم الكروي الذي انقضى، وهو أمر قد يبدو إيجابيا، لولا أن الرابط كان جسرا من ماضي الشحن والتشاحن من خلال سلسلة من الاتهامات والبيانات التي أخفت معها طبيعة التحضير لهذا الموسم، وغيبت الإعلان عن الأهداف.
خطورة ما يجري هذه المرة، إن كان معتادا كل مرة، أن المنتخب الكروي يبدو محشورا في وسط ذلك كله، رغم فرضية تحريره لأداء مهمة المنافسة للوصول إلى نهائيات مونديال روسيا 2018، حيث تنتظره ثلاث مباريات مهمة وصعبة بدءا من السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل أمام كل من أستراليا والإمارات واليابان، وهو دون شك سيتأثر سلبا أو إيجابا بما ستكون عليه تداعيات التنافس داخل الملعب وخارجه.
مهمة اتحاد الكرة المنتظرة عبر لجانه ورابطة المحترفين، أن يضع في حسبانه حماية المنتخب من خلال كبح جماح الأندية وأنصارها، والإعلام؛ لتوفير أفضل الظروف والأجواء؛ وذلك بتحسين أداء منظومته والسيطرة بقوة النظام على الجميع وتغليب المصلحة العامة لضمان عدم الخروج عن النص، وهو أمر ممكن إذا ما تحلى بالشجاعة والحكمة التي عادة تستمد من المتابعة الدقيقة المستنيرة، والمعالجة السريعة العادلة، وفتح التعاون الجاد مع كل الأطراف.
اليوم تبدأ الجولة الرابعة بعد أن ذاق مبكرا أربعة من المنافسين المحتملين على اللقب الهزيمة، الأهلي والنصر والهلال والشباب، وهو يعني فنيا أن تبدأ هذه الفرق عمليا رحلة البحث عن الانتصارات بعيدا عن الفكرة الساذجة (دوري بلا هزيمة) هذا سيفرض أن ترمي بكامل ثقلها من أجل جمع أكبر عدد من النقاط فقط، وهو شعار منافسات الدوري في كل العالم دون هواجس (الفريق الذي لا يهزم) فيما سينتظر الجميع ما سيفعله الاتحاد غدا أمام الأهلي؛ كونه الفريق الذي تأخرت هزيمته من بين الفرق المرشحة حتى الآن!
اللافت في الجولات الثلاث الماضية أن نسبة أخطاء الحكام عالية، وبخاصة المحليون بعد أن قادوا مباريات أكثر عددا وأهمية، وهذا تسبب في أكثر من مشكلة، ساهم في تفاقمها رئيس لجنة الحكام بدفاعه أو حديثه المجاني عنها، وبنى أحد أعضاء اتحاد الكره عليها (تخريفته) الشهيرة وما ترتب من تصاريح وتعقيبات وبيانات وشكاوى، ردا على رئيس اللجنة الشغوف بالظهور الإعلامي دون مراعاة منه أنه لا يتحمل مسؤولية ما يجري، إذا علمنا أن تعيين أطقم التحكيم المحليين أو الأجانب مسؤولية مدير دائرة التحكيم، وحتى تدريبهم وتطويرهم!
ستعيد جماهير الأهلي والاتحاد غدا في مواجهتها على ملعب مدينة الملك عبد الله (الجوهرة المشعة) حضورهما الطاغي إلى الواجهة بعد ثلاث جولات فقيرة في عدد المتفرجين، لكن ما أرى أن ننتظر مشاهدته باهتمام أكبر هو حال عشب هذا الملعب الذي نافسه مسؤولوه بالترقيع؛ ففي كل مرة تنكشف عورة أرضيته ويعلو صوت المدربين واللاعبين ويضج بالشكوى، يظهر أحد مسؤوليه (ليرقع) هو الآخر عبر الإعلام: أن يوم غد أفضل، بل وإن كل شيء سيكون على ما يرام، لكن لا شيء يتغير، فهل يكون الغد يوم عشب أخضر لا ترقيع فيه ولا طلاء؟.. نأمل ذلك.
8:37 دقيقه
TT
دوري بلا هزيمة.. ملعب بلا ترقيع
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة