حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

مفاجآت صندوق الانتخابات!

المعركة الرئاسية في سباق الانتخابات الأميركية تأخذ منحنيات درامية في صراع بين مرشحين لا قبول «حقيقيًا» لهما، ولا قناعة كافية فيهما لدى الناخب الأميركي، وذلك بحسب استطلاعات الرأي المختلفة والمتنوعة التي كلها كانت تصب في النتيجة نفسها.
الناخب الأميركي لديه رأي سلبي في دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، وفي هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي. وهذا الرأي السلبي نابع في الأساس من انعدام الثقة فيهما.
اليوم ينفتح الملف الصحي للناخبين على مصراعيه؛ وذلك بعد الوعكة الصحية التي أصابت هيلاري كلينتون منذ أيام في مدينة نيويورك خلال إحياء ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وأصبح ملف الحالة الصحية للمرشحين هو حديث الساعة. أميركا تشعر بالاضطراب والقلق إزاء هذه الانتخابات، والفارق ضيق للغاية في استطلاعات الرأي بين المرشحين؛ فالمرشح «الغريب والمستحيل»، وهو الوصف الذي كان يطلق على دونالد ترامب، أصبح على مرمى أنفاس قريبة من الفوز بالرئاسة الأميركية ودخول البيت الأبيض، وذلك رغم مواقفه الحادة والشديدة التطرف، البعيدة تمامًا عن مبادئ الحزب الجمهوري نفسه، سواء أكان ذلك على نطاق السياسات المالية والعسكرية أم العلاقات الخارجية، وهي المسألة التي أصابت قادة الحزب نفسه بالحيرة الشديدة، فهم على غير قناعة بمواقفه ومبادئه، ولكنهم مضطرون؛ من أجل إبقاء الحزب في حالة وحدة وتوحد وتوافق، إلى أن يؤيدوه ويدعموه ويشجعوه بكل ما أوتوا من قوة وجهد.
الآثار المترتبة على هذه الانتخابات هي وجود دونالد ترامب، وهو الذي تعتبره دوائر الأمن السياسي في واشنطن مرشحًا «مخترقًا» أمنيًا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ نظرًا لوجود علاقات «خاصة» مع دونالد ترامب وأكثر من عضو في فريق ترامب الانتخابي وبوتين ومستشاريه، وكثرة المديح المتواصل وغير المتوقف بينهما في أكثر من مناسبة تدعو للقلق بالنسبة لأميركا وأمنها السياسي. ولكن كل ذلك لم يؤثر في شعبيته، ولا يقلل من حظوظه في الفوز بالسباق الرئاسي، وهو أمر حير المحللين السياسيين والمتابعين للمشهد الرئاسي في الولايات المتحدة.
الفاصل «الصحي» الأخير ما هو إلا جولة في الصراع بين الناخبين والقادم سيكون أشد حدة، فكل جولة لها حساباتها وتقديراتها، وكل ذلك سيكون له تبعات مهمة جدًا على الصعيد الدولي، فأميركا بوجود ترامب سيعاد فيها حسابات الكثير من القرارات في ملفات لافتة ومهمة، ولكنها الرغبة الديمقراطية والشعبية التي يجب أن تحترم. اسألوا أهل بريطانيا بعد أن أفاقوا ذات صباح على نتيجة تصويت أوصلهم للخروج من الاتحاد الأوروبي.
صندوق الانتخابات حمّال مفاجآت على ما يبدو.