سعد المهدي
TT

المشكلة ليست في الـ90 دقيقة

عشرة منتخبات آسيوية تبدأ اليوم مشوارها نحو التأهل لمونديال روسيا 2018، نصفها عربية، المنتخب السعودي فقط سيلعب على أرضه وبين جماهيره، إذ ستلعب الإمارات في اليابان، والعراق في أستراليا، وسوريا في أوزبكستان، وقطر في إيران، لكن ما أهمية ذلك؟
من الجانب النفسي أن تبدأ خارج الديار أفضل، حيث يمكن للفريق أن يجري معسكرا تحضيريا تاما ينتهي بلعب المباراة في ظروف هادئة، يعود بعدها وقد تجاوز الخطوة الأولى أيا كانت النتيجة، ليبدأ في الدخول الفعلي في أجواء التنافس بحسابات عملية، خلاف إغلاقه لواحدة من مبارياته التي ستكون أكثر أهمية في الإياب على أرضه، وطبيعي أن الفوز على الأرض أو خارجها يعني تحقق الهدف بعيدا عن كل ما تم ذكره.
طوال الأسبوع الماضي كانت الرسائل الإعلامية فيما يخص مواجهة المنتخب السعودي نظيره التايلاندي في معظمها تراوح بين مطالبة الجماهير بالحضور، وعدم لومه على أن قرر عدم الحضور؟!
التناقض ليس مفهوما لكنه نتيجة طبيعية لكثرة المنصات الإعلامية وزيادة المساحة الزمنية وحجم المشاركين، أدى هذا إلى أن اجتهد البعض بحسن نية أو سذاجة (لا فرق) وقالوا للجماهير قفوا مع منتخب بلادكم وفي الوقت نفسه كانوا يقدمون محتوى ينتقص من القيمة الفنية لعناصر المنتخب ويشكك في أهليتهم ؟!! وهذا يتضح أكثر في تباري الشاشات، والإذاعات، ومواقع التواصل في تمجيد أجيال مضت، ونجوم قدامى، فما علاقة هذا بذاك؟!!
أفهم أن التحفيز لفريق يكون بتذكيره بما صنعه من سبقه من إنجازات، لكن ليس بتعييره بها؟ إلا أن ما لا يمكن فهمه هو كيف أن عناصر المنتخب تصبح لا مثيل لها في نظر هؤلاء عند تمثيلهم أنديتهم، ولا يساوون شيئا حين يصبحون في قائمة المنتخب؟ أعتقد أن السر الذي ليس بسر: أن من يقيم وينتقد إن كان إعلاما أو جماهير لا يعتد بهم ولا يوثق في صدقية توجههم، ولا بد من تجريدهم من كل ما يعتقدون أنهم أهل له أسوة بما يمارسونه تجاه غيرهم.
الجماهير السعودية سيكون لها دور مؤثر في مواجهة الرياض، هذا سينتهي في 90 دقيقة، بعدها يبدأ مهرجان (اصطياد الخصوم) وربما ناشطو «تويتر» سيكونون أسرع في بدء تحديد الفرائس واختيارها للاصطياد والإشارة للبقية بالاتجاهات المطلوب سلوكها لاستهدافهم، لتتولى مسؤولية ذلك بعد ساعات وسائل الإعلام على قاعدة كل يغني على ليلاه (ومن ليس له ليلى يلعب على الحبلين) هذا يحدث دائما لكنه لم يصحح ولن يجد من يتصدى له إلا ضمير المسؤول، ووعي المتلقي إن وجدا!