ألبرت هنت
كاتب عمود في صحيفة بلومبيرغ
TT

مكسب هيلاري الأكبر

ربما لا تحتاج هيلاري كلينتون لمكسب آخر، فقد فازت بالفعل بالمكسب الأكبر خلال الـ12 أسبوعًا الماضية من السباق الرئاسي: الداعمين. والمقصود هنا الشخصيات البارزة المساندة لها التي بمقدورها حشد التأييد والمال خلفها.
ومن بين كبار الداعمين لمرشحة الحزب الديمقراطي اثنان من الرؤساء السابقين، ونائب رئيس، وسيدة أولى تحظى بشعبية كبيرة، واثنان من الشخصيات المحبوبة في أوساط الناخبين الشباب الذين تسعى كلينتون لاجتذابهم.
وعلى النقيض، نجد أن أبرز أعضاء الحزب الجمهوري إما أنهم لا يدعمون دونالد ترامب، أو لا يشاركون في مناسبات عامة ليعلنوا تأييدهم له خلالها. ورغم أن الداعمين ليس بمقدورهم حسم نتيجة انتخابات ما بالفوز أو الخسارة، فإن افتقار ترامب إلى داعمين فاعلين من حوله يضعه في موقف ضعف.
وفي هذا الصدد، أوضحت ستيفاني كتر، نائبة مدير الحملة الانتخابية لباراك أوباما عام 2012، أن الشخصيات السياسية الشهيرة باستطاعتها اجتذاب الجماهير، ونقل الرسائل، وتوفير المصداقية اللازمة للجماهير الذين يشكلون قاعدة التأييد، والآخرين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
وبالمثل، أعرب إريك فيرنستروم، المستشار البارز المعاون لميت رومني (المرشح الجمهوري)، عن اعتقاده أن الداعمين «باستطاعتهم تقديم عون كبير، لقدرتهم على تعظيم الأصوات العادية الصادرة عن الحملة الانتخابية، وزيادة المصداقية»، مضيفًا أنه في هذا العام «يعاني الجمهوريون من عجز حاد في الداعمين»، وذلك بسبب نفور الشخصيات الرائدة بالحزب من «سلوك ترامب الغريب»، علاوة على ضعف مجهود فريق العمل بالحملة الانتخابية لترامب في محاولة اجتذابهم.
جدير بالذكر أن الرئيس السابق جورج دبليو بوش وشقيقه جيب لا يدعمان ترامب، وكذلك الحال مع رومني وحاكم ولاية أوهايو جون كاسيك. وينطبق القول ذاته على السيناتور تيد كروز من تكساس، الذي ربما ساند أعضاء تيار اليمين الرافضين لترامب. أما رئيس مجلس النواب بول ريان، فيركز اهتمامه على إعادة انتخاب زملائه بالمجلس عن الحزب، بينما يكرس السيناتور جون ماكين وماركو روبيو وقتهما للمنافسات الانتخابية التي يخوضونها.
وعليه، يتبقى الداعمون من الفئة الثانية من حيث النفوذ، مثل حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، الذي يفتقر إلى الشعبية داخل ولايته، ولا يزال متورطًا في فضيحة محتملة، وعمدة مدينة نيويورك السابق رودي غيلياني، الذي يعد واحدًا من الموضوعات المفضلة للبرامج السياسية الساخرة، والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش، الذي لم ينتخب لأي منصب خلال الأعوام الـ20 الماضية، والذي تتسم تصريحاته بقدر من الطيش والتهور لا يقل عن ترامب، وكذلك السيناتور جيف سيشنز، الذي لا يكاد يعرفه أحد خارج موطنه في ولاية ألاباما.
أما هيلاري كلينتون، فتبدأ قائمة داعميها بزوجها بيل، الرئيس السابق الذي يتصرف على نحو فاعل غريب الأطوار أيضًا في دعمه لها، فقد وضع بيل مساعدي هيلاري في حملتها الانتخابية في مأزق كبير الأسبوع الماضي، عندما هاجم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي انتقد استخدام هيلاري كلينتون لبريدها الإلكتروني الشخصي في أثناء عملها وزيرة للخارجية. ومع ذلك، يظل بيل كلينتون شخصية جذابة أكثر منها مثيرة للجدل.
ومن بين داعمي هيلاري نائب الرئيس جو بايدن، المشهور بسقطاته الكلامية، وإن ظل يعد من الشخصيات المحبوبة داخل الحزب، التي تحظى بشعبية في أوساط الناخبين من أبناء طبقة العاملين. كما تضم قائمة الداعمين بيرني ساندرز، الذي تفوقت عليه كلينتون خلال معركة الفوز بترشح الحزب، والسيناتور إليزابيث وارين من ماساتشوستس، التي تجسد روح الشجاعة داخل وول ستريت، والتي يمكنها الترويج لهيلاري كلينتون في أوساط الناخبين الشباب وأبناء تيار اليسار.
كما أن ميشيل أوباما، التي أبهر خطابها أمام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، من المتوقع أن تشارك في فعاليات حملة كلينتون هذا الخريف. وعن هذا، قالت ستيفاني كتر إن النساء والشباب «الذين ربما لم يقتنعوا تمامًا قط بفكرة تأييد هيلاري سيفدون للاستماع إلى السيدة الأولى»، مضيفة: «بعد سماعهم رسالة ميشيل بخصوص هيلاري، فإن الاحتمال الأكبر أنهم سيؤيدونها».
وهناك أيضًا الداعم الأكبر، أوباما، الذي قفزت معدلات تأييد أدائه بوصفه رئيسًا فوق حاجز الـ50 في المائة. ومن المؤكد أنه يعد بمثابة أصل قيم داخل الولايات والضواحي التي لم تحسم قرارها بعد، وسيكون له دور كبير على مستوى مجتمعات الأقلية.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»