خروج المنتخب السعودي الأولمبي من الدور الأول لكأس آسيا تحت 23 سنة المؤهلة لأولمبياد (ريو دي جانيرو)، يعني أن مجلس اتحاد الكرة عليه أن يعمل بكل ثقله لحصول المنتخب الأول على بطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018، حتى يسجله كمنجز وحيد لفترة عمله التي تنتهي في الأشهر المتبقية من هذا العام 2016. لكنها بالتأكيد أيضا لن تغير صورته السيئة.
من أضر بعمل مجلس الاتحاد هم مجموعة من المنتفعين، من داخل الاتحاد وخارجه، وساهم البعض من الإعلاميين، وبعض الشخصيات الرياضية، في خلق عداء بين الاتحاد وأندية وإعلام وجماهير، وذلك بمحاولة شيطنة المنتقدين، وتحويل الأمر على أنه صراعات شخصية، أو تنافس أندية، هم لم يتوقفوا يوما عند أدنى مشاكل مجلس إدارة هذا الاتحاد، بل راحوا يغيرون في حقائق النقد باتجاهات الفراغ، حتى أصبح الأمر ليس أكثر من ملهاة.
الراصد لتحركات هؤلاء (البعض) في الفترة الأخيرة، يلمس رغبة في الهجرة العكسية، خاصة بعد أن صاحب تحضيرات (الأولمبي) ثم نتائجه جدل ورفض كامل من المجتمع الرياضي، هؤلاء المتحولون يريدون أن يكونوا بكامل جاهزيتهم لاستقبال المجلس الجديد، للعب نفس الدور مجددا، منهم أعضاء منتخبون ومعينون في اللجان يتوقون للتجديد ولا يريدون أن يحسبوا على المجلس القديم، وآخرون في الإعلام كانوا يعتقدون أن الدفاع عن هذا الاتحاد يأتي بتوزيع التهم على منتقديه، لكن طوفان الأخطاء والغضب الجماهيري يكاد يبتلعهم فطفقوا يبحثون عن النجاة نحو الشاطئ الآخر.
الكل كان يتمنى أن ينجح مجلس الإدارة في قيادة اتحاد الكرة، إلا أنه ليس الكل كان بيده أن يدله على الطريق الصحيح، أو يقومه إذا اعوج لكن كان بإمكان اختصار ذلك كله بالسؤال عن خريطة الطريق التي يتضمنها النظام الأساسي، وحث المجلس أو إجباره بآليات النظام على اتباعه، لأن من بين محطاته عمل - رقابي - وموافقة - وتشريع - ورفض - وإنذار - وعزل - لكن الذين مع هذا المجلس كانوا يريدون إرضاء أعضائه ورئيسه، وليس عونهم، والذين ضده كان همهم، إحراجه وتوريطه، لم يكن من بين الطرفين من كان مهتما فعلا بنجاح اتحاد الكرة، بقدر تعزيز فكرته ورأيه ومصالحه.
العيب في ضيقنا من نتائج المنتخبات، أننا لانفتح المسارات الصحيحة للنقد، لا ننظر للقادم، بل إلى الماضي، وبمبالغة شديدة، ولا نطرح بعض الحلول، بل نزيد الأمر تعقيدا، فمثلا لا يمكن اعتبار التأهل مرتين للأولمبياد 84 بلاعبين هواة مفتوحة السن و96 باللاعبين الأولمبيين، تاريخا عريضا يدعو أن لا نفرط فيه سنة 2016، وقد مرت 20 سنة على آخر مرة وأربع دورات أولمبية، ولا يمكن التحفيز بمحاكاة غيرنا الذين استعانوا بمدرب محلي مثل مهدي علي في الإمارات 2008 والمنتخب السعودي تأهل أول مرة 84 بالمدرب السعودي خليل الزياني. إن حداثة سن بعض المشاركين في حفلات النقد عبر كل وسائل الإعلام جديده وتقليديه، وتيبس أدمغة بعض مخضرميه، تعمق من أزمة الكرة السعودية، وتساهم في إدخال مسيريها في الدائرة المفرغة.
يستطيع رئيس مجلس الاتحاد وأعضاؤه، إسداء خدمة للكرة السعودية لا تقدر بثمن، لو فرغوا أنفسهم ما تبقى لهم من مدة وهي أقل من سنة، في العمل على تفعيل النظام الأساسي، وإحياء مواده، في عقول كل العاملين في الوسط الكروي، ونشر توصيف ووظائف مكونات الاتحاد، وحدود دور الأعضاء العاملين، مثل هذا وغيره ربما يساهم في فهم ما يجري وآليات تغييره، وأدوات الاحتجاج عليه، لأن من بين الوسط من يعتقد أن الانتخاب يعني الحصانة للعاملين المنتخبين ولو أخطأوا، وهناك آخرون يرون أنه المساواة بين من انتخبوهم على حساب العدل، وكل ذلك غير صحيح.
المشهد سيتسع أكثر لمتحولين جدد ربما على شكل نشر غسيل وهذا ما لا نتمناه.
8:48 دقيقه
TT
المتحولون جاهزون لاستقبال الاتحاد الجديد
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة