الإعلاميون يزايدون على الاعتناء بالرياضة والرياضيين، لكنهم لا يتزحزحون عن ميادين كرة القدم، ولا يهمهم إلا نجومها، هذا هو حالنا دون استثناء، حتى المسؤولين عن الرياضات الأخرى يسابقون غيرهم على المشاركة في تناول قضايا وملفات كرة القدم، إذن لماذا تتبارى في ذرف الدموع على إهمال أم الألعاب وأخواتها؟
السعودية هي عملاق الرياضة الخليجية، ورياضيوها في المقدمة، هذه حقيقة لم يشكك بها إلا بعض من اختار لقياس ذلك مسطرة تشكو مرض المصلحة، والاستنفاع، أو جهل حقائق التاريخ والجغرافيا، السنوات القليلة الماضية ومع تأثر شعوب المنطقة بما يجري من احتجاجات وفوضى في أكثر من دولة عربية، تم استهداف السعودية أكثر من غيرها بالتعبئة ضد كل مقومات ومقدرات البلاد، إما بالتشكيك في قيمتها، أو بمقارنات مع غيرها تفتقد للرشد، جرت محاولة عملية غسيل دماغ على أصعدة عدة كان الشباب والرياضة في مطلع المستهدفين بها بواسطة سلاح التخذيل والتحبيط والتشويه بغرض زعزعة ثقتهم في بلادهم، وإضعاف ولائهم لها.
عملت على ذلك جهات ودول بعيدة وقريبة جدًا، وتم استخدام البعض من الشباب والرياضيين السعوديين عن جهل لتبني ذلك إعلاميا، في قوالب صحافية، وإذاعية وتلفزيونية ومنصات إعلام جديدة، والكل يتذكر الهياج الذي يثار على أمور تافهة، والانتدابات الفاضحة لتشويه الصورة في وسائل إعلامية غير محلية، والارتهان لاتحادات وشخصيات رياضية غير سعودية بغرض الحصول على المناصب والامتيازات، وكل ذلك يتم تأطيره زورا بالنقد والمكاشفة لعودة الرياضة السعودية المتراجعة والرياضيين السعوديين الغائبين، والادعاء بأنهم لا يريدون إلا الإصلاح؟
لم نشك لحظة أن السعودية بحجمها وما تملكه من كوادر بشرية وعقول وإمكانيات وبنى تحتية يمكن أن تتنازل عن موقعها الطبيعي الطليعي بين دول الإقليم، يكشف عن ذلك التفوق الكاسح في دورة الألعاب الخليجية الثانية التي اختتمت مؤخرًا في السعودية دون مشاركة الكويت، التي كان سيكون لها لو تم التأثير على جدول الترتيب من الثاني فما دون، فالسعودية حصلت على 115 ميدالية من بينها 57 ذهبية بفارق 31 ذهبية عن الإمارات الوصيف.
الرياضة والرياضيون السعوديون هم هؤلاء الذين حصدوا الميداليات في الملاكمة (24 ذهبية) وألعاب القوى (13 ذهبية) والكاراتيه (5 ذهبيات) والبولينغ (4 ذهبيات) والطاولة (3 ذهبيات) والجودو (3 ذهبيات) والفروسية (2 ذهبية) والسباحة (2 ذهبية) وكرة اليد (1 ذهبية) ومعها 58 ميدالية بين فضية وبرونزية، فأين المدعون بتراجع الرياضة السعودية ورياضييها؟ ولماذا لم يصغِ أحد منهم لرنين الذهب وفضل عليه حراج كرة القدم ووصلات الردح المتبادلة، ومسرحيات تمرير ما يطلبه الدافعون أو المهووسون؟
نحن في حاجة إلى إعادة تعريف للرياضة، وتسمية الرياضيين، وتوزيع حصص الدعم والرعاية، وترتيب أولويات العمل الرياضي على قاعدة ما يمكن تحقيقه وإنجازه يستحق أن يصرف عليه ويصفق له، هذا دور اللجنة الأولمبية وعليها أن لا تنتظر فرصة أنسب من بعد ما حققته مؤخرا في أولمبياد الخليج تنظيما ونتائجيًا.
9:32 دقيقه
TT
أم الألعاب وأخواتها عقوق الأبناء وتفكك الأسرة
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
