مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الطبّاخون الجدد!

استمع إلى المقالة

كتبَ خالد العضّاض الباحثُ السعودي «العارفُ» بدهاليزِ الحركات السرورية و«الإخوانية» في السعودية خاصة في السنوات الأخيرة، مقالةً لافتةً بجريدة الوطن السعودية، تحت عنوان «آلية عمل الصحوة... مخططات سلمان العودة ورفاقه». الفكرة الرئيسة التي يحاججُ حولَها الكاتب هي أنَّ قدراتِ الإسلاميين المسيّسين على العودة والتحوّر أكبرُ ممَّا يتصوَّرُه بعضُ الطيّبين أو المتواطئين... أو الكسالى!لكن في تقديري أهم ما في مقالة العضّاض هي إشارتُه لدراسة أو استبيان «داخلي» قام به الصحويون في السعودية مطلع الألفية الجديدة، كانَ عنوان هذا الاستبيان هو «نحو فضاءٍ جديد للدعوة». يقول الكاتب إنَّ هذا الاستبيان الداخلي أشرف عليه سلمان العودة، الذي حُوكم وسجن في السعودية حالياً، ومجموعة من أتباعه، لاستطلاع آراءِ مجموعة من أفراد التيار الصحوي، أو من المتعاطفين معه في مختلف أنحاء العالم، حول بعض القضايا التي تناقش تغيير الخطاب، وأسلوب العمل الصحوي، ويذكر العودة أنَّ الاستطلاع أرسل إلى 60 من نخبة العلماء والمفكرين والمثقفين، وصل منها 45، والواقع أنَّ الاستطلاع وصل لمئات ورجع منه مئات، ولا يخفى - كما يلاحظ الكاتب - سر تعمية الأسماء والأعداد لمن عرف القوم. الدراسة استغرقت عام 1421 هـ، تقريباً 2001 كاملاً، توزيعاً، وجمعاً، وتفريغاً، وشملت مجموعةً من المحاور. من أهمها حسب قراءة الكاتب؛ محور حول الطرح الفكري - محور العلاقات مع المجموعات الإسلامية - محور حول العامة، أي ما يطلق عليه الصحويون «العوام» - محور بعنوان «نحن والفضائيات» - محور الطرح السياسي - محور العمل الاجتماعي. يقول الكاتب إنَّه من خلال هذه المحاور، يمكن فهمُ جزءٍ من آلية عمل الصحوة في الفترة ما بين «2001 حتى اليوم»، مع ملاحظة الكاتب أنَّ هذه الدراسة لها أخوات وشقائق سرية كثيرة، لا يُعلم عنها شيء حتى الآن. حسناً، هذا ما سلّط الضوء عليه الباحث السعودي خالد العضاض، حول هذه الاستراتيجية الصحوية التي عمرها الآن 22 سنة، منذ كُتبت ووزّعت الإستمارات على «النخب» الصحوية داخل وخارج السعودية. هل ثمة باحثون ومراكزُ دراساتٍ لمراقبة ورصد المشهد من ذلك الوقت حتى الآن، لنضع أيدينا على تطبيقات هذه الخطّة القديمة؟ ويحضرني في هذا الصدد أن دعاة الصحوية في السعودية كانوا يهاجمون الفضائيات السعودية، وأنه مُحرّم العمل فيها، ثم لبثنا قليلاً وشهدنا تهافت هؤلاء النجوم على الظهور في الفضائيات السعودية واللبنانية والخليجية أيضاً. الدخول على عالم السوشيال ميديا حالياً، وتقديم نجوم جدد وشباب «كروتهم» غير محترقة بهيئة خبراء تقنية أو تنمية أو استشارات أسرية أو قانونية، أو كما لاحظ العضاض حسابات الطعام والمختصين به، سمَّاهم هو باللهجة المحلية «طبابيخ» الإنترنت. .. كل هذه الصور ليست عفوية في أصلها، بل تطبيق عملي لما وُجد في تلك الاستمارة.ربما يرى البعض في هذا مبالغة وإغراقاً في نظرية المؤامرة، ولكن الفيصل هو مضاهاة النظرية بالتطبيقات وفحص نتائجها ونوعية الأفكار التي تنشرها وطبيعة «الذوق» الذي تشيعه حيال أجندة الصحوة المعروفة.