هل تؤثر منتجات الألبان والأطعمة الأخرى على التهاب المفاصل؟

هل تؤثر منتجات الألبان والأطعمة الأخرى على التهاب المفاصل؟
TT

هل تؤثر منتجات الألبان والأطعمة الأخرى على التهاب المفاصل؟

هل تؤثر منتجات الألبان والأطعمة الأخرى على التهاب المفاصل؟

س: هل يسبب اللاكتوز في منتجات الألبان ألماً وتيبساً في مفاصل مرضى التهاب المفاصل؟
ج: ثمة أكثر عن 100 نمط من التهاب المفاصل، وليس هناك ثمة صلة واضحة بين معظمها ومنتجات الألبان، بما في ذلك أي صلة باللاكتوز الموجود في منتجات الألبان. ومع ذلك، يظل من الممكن أن يضطلع النظام الغذائي بدور مهم في بضعة أنماط من التهاب المفاصل.
التهاب المفاصل
> النقرس (Gout)، يمكن أن يتعرض البعض لنوبات من النقرس حال تناول مشروبات كحولية أو أطعمة غنية بـ«البيورين» (purines) (بروتين شائع موجود في الحمض النووي). ومن بين الأطعمة التي تحوي نسبة مرتفعة من البيورين، السردين والكبد ولحوم أعضاء أخرى من جسد الحيوانات. ويبدو النقرس أكثر شيوعاً بين الأشخاص أصحاب الوزن الزائد، الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم والأكلات البحرية، وكذلك شراب الذرة عالي الفركتوز. ومع ذلك، فإنه حتى بين الأفراد الذين يعانون النقرس، عادة ما يكون تأثير اختياراتهم من الطعام ضئيلاً.
> الفصال العظمي (Osteoarthritis)، تبدو مخاطر الإصابة بالفصال العظمي أعلى بين الأفراد أصحاب الوزن الزائد، وعادة ما يوصى بفقدان الوزن الإضافي فيما يخص الأشخاص الذين يعانون من هذا النمط من مرض المفاصل. بجانب ذلك، تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين اعتماد نظام غذائي منخفض في فيتامين «دي» وارتفاع مخاطر الإصابة بالفصال العظمي. ومع ذلك، فإن زيادة الكمية التي يجري تناولها من فيتامين «دي» لا تؤثر على الأعراض أو مستوى تفاقم الحالة، ومن غير الواضح كذلك ما إذا كان انخفاض مستوى فيتامين «د» يسبب بالفعل أو يسهم في تفاقم الفصال العظمي.
أمراض أخرى
> هشاشة العظام (Osteoporosis)... تتسم هذه الحالة الشائعة في انخفاض كثافة العظام وميل لانكسار العظام بسهولة. وبمجرد أن تنكسر عظمة في الرسغ أو الفخذ أو العمود الفقري (أكثر المناطق شيوعاً للكسور الناجمة عن هشاشة العظام)، يصبح من الممكن أن يتطور الأمر نهاية الأمر إلى فصال عظمي.
ويمكن أن يسهم الاعتماد على مدار الحياة على نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين دي (بما في ذلك منتجات الألبان)، في الوقاية من هشاشة العظام، وإن كانت العقاقير أكثر فعالية عن النظام الغذائي بمفرده عندما تكون كثافة العظام منخفضة على نحو لافت.
> الداء البطني (Celiac disease)، يتحفز جهاز المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة كرد فعل للغلوتين، العنصر الشائع في الحبوب داخل النظام الغذائي. ويمكن لجهاز المناعة المحفز، بدوره، مهاجمة بطانة الأمعاء والجلد (ما يسبب ظهور طفح جلدي)، والمفاصل ليسبب ألماً في المفاصل أو التهاب المفاصل، من بين مشكلات أخرى. ويمكن تفادي غالبية هذه الأعراض من خلال الاعتماد على نظام غذائي خال من الغلوتين. ومع أن منتجات الألبان التي بها مواد حافظة يمكن أن تحتوي على كمية كبيرة من الغلوتين، فإن اللاكتوز ليس المسؤول عن مشكلات للأشخاص الذين يعانون من الداء البطني.
وبخلاف هذه الحالات المحددة، لا يرى غالبية الخبراء أن النظام الغذائي يلعب دوراً مهماً في إدارة الأنماط الشائعة من التهاب المفاصل. ولم يتضح من زيادة كميات صور معينة من الطعام أو الامتناع عن تناولها، تحقيق فوائد متسقة لدى غالبية مرضى التهاب المفاصل.
ورغم ذلك، تبقى الصلة المحتملة بين النظام الغذائي وأمراض المفاصل محل اهتمام مكثف. ويمكن أن تكشف الأبحاث الجارية عن عوامل غذائية غير معروفة من قبل، بمقدورها التأثير على صحة المفاصل. وحتى ذلك الحين، ليس ثمة توصيات تقوم على أدلة بأن يتجنب الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل الأطعمة التي تحوي لاكتوز.

* منشورات «هارفارد الصحية»
- خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».