مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

مقتطفات السبت

بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي أُقيمت لمدة شهر كامل في قطر، وتوافد على حضورها (الملايين) من جنسيات ودول العالم، ونقلتها وسائل البث التلفزيوني المباشر (لمليارات) البشر في مختلف أصقاع الأرض، أكثر ما لفت الأنظار للوافدين والمشاهدين هي أزياء لباس أهل الخليج، من الدشداشة إلى العقال والشماغ والغترة - وكمّل الناقص اللاعب الأرجنتيني ميسّي، عندما ارتدى (البشت)- وطوَّر هؤلاء الناس تلك الأزياء التقليدية وخلطوها بجميع الألوان، وارتداها الرجال والنساء من دون تمييز، وتشاهد مثلاً الحسناء الفرنسية وهي تضع على رأسها عقالاً لونه أحمر مع شماغ لونه أخضر، أو عجوزاً إنجليزية ارتدت دشداشة قرمزيّة مقلمة باللون الأزرق، وهكذا (دواليك) من دون أي تميز بين الرجال والنساء، والكل يضحكون ويصفقون ويهتفون ويرقصون كأنهم في مهرجان (فكاهي)، وتجاوب معهم كذلك أهل الخليج نساءً ورجالاً، واختلط (الحابل بالنابل)، ولم يكن ينقص النساء إلاّ أن يطلقن لحاهن كالرجال -حسب (الموضة المحمّضة) في هذه الأيام.
ولا أستبعد من دور الأزياء المشهورة في هذه السنة الجديدة (2023)، أن تكون الأزياء الخليجية هي (القاسم المشترك) بينها - ولم يكن مصمم الموضة منهم إلاّ أن يصيح قائلاً: (بهر) الدلة، وصب القهوة يا فليحان. بالمناسبة: أظهر مقطع فيديو وثّقه أحد المواطنين فتاة من إحدى الدول الأفريقية حضرت إلى السعودية عبر مطار جدة، مرتدية الزي الرسمي السعودي للرجال، وبيّن الفيديو السيدة وهي ترتدي الثوب والغترة والعقال وعلى وجهها ابتسامة، فيما أوضح مصور الفيديو أنه ربما تكون قد فهمت خطأ، ولا تعلم المسكينة أن هذا الزي مخصص للرجال من دون النساء.
واحتجزوها ورفضوا أن يختموا على جواز سفرها إلا قبل أن يتأكدوا أنها أنثى حقيقية، وسمحوا لها بالدخول بعد أن خلعت لباسها الرجالي، وأعطوها ثوباً نسائياً مع طرحة تغطي شعرها وعباءة نسائية سوداء تحتوي جسدها الضخم -وكان الله يحب المحسنين- بعد أن كتبت إقراراً بألا تعود لمثل ذلك الزي الرجالي -وخرجت وهي تضحك و(تتقصوع).
***
شاهدت برنامج (صح النوم) على قناة (إل تي سي) المصريّة وقد استضاف الشيخ مصطفى راشد والمحامي نبيه الوحش اللذين دخلا في شجار عنيف بدأ بنقاش حاد وانتهى باستخدام الأحذية وتكسير الكراسي وبعض محتويات الاستوديو، ولم يسلم حتى مقدم البرنامج من قذائف الأحذية الصاروخية، وخرج الاثنان المتشاجران من الاستوديو أحدهما حفيان، والآخر بفردة حذاء واحدة.