علي العميم
صحافي ومثقف سعودي بدأ عمله الصحافي في مجلة «اليمامة» السعودية، كتب في جريدة «الرياض» وكتب في جريدة «عكاظ» السعوديتين، ثم عمل محرراً ثقافياً في جريدة «الشرق الأوسط»، ومحرراً صحافياً في مجلة «المجلة» وكتب زاوية أسبوعية فيها. له عدة مؤلفات منها «العلمانية والممانعة الاسلامية: محاورات في النهضة والحداثة»، و«شيء من النقد، شيء من التاريخ: آراء في الحداثة والصحوة في الليبرالية واليسار»، و«عبد الله النفيسي: الرجل، الفكرة التقلبات: سيرة غير تبجيلية». له دراسة عنوانها «المستشرق ورجل المخابرات البريطاني ج. هيوارث – دن: صلة مريبة بالإخوان المسلمين وحسن البنا وسيد قطب»، نشرها مقدمة لترجمة كتاب «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» لجيميس هيوارث – دن مع التعليق عليه.
TT

هل كان محمد محمد حسين من زوّار القاهرة؟

هناك معلومة تتصل بتصدي محمد حسين لمنح الطالبة تغريد السيد عنبر شهادة الماجستير بعد مناقشة رسالتها «دراسة في أصوات المد في التجويد القرآني» يجب أن أشير إليها، وهي أن أمينة السعيد التي شنَّت على محمد محمد حسين حملة إعلامية ضارية في مجلة «المصور» استمرت ما يزيد عن الشهر بأيام قليلة تحت عناوين مختلفة: «كرامة العلم والعلماء تضيع في جامعة الإسكندرية» و«حول كرامة البحث العلمي» و«حول كرامة العلم والعلماء الضائعة في جامعة الإسكندرية»، نصرة للطالبة تغريد السيد عنبر التي تسبب صاحبنا في سحب الدرجة العلمية منها، تنقّصت من مجال تخصصه في رسالته للدكتوراه «الهجاء والهجاءون في الجاهلية وفي صدر الإسلام»، وقزّمت موضوعها واستهزأت به.
الناقد الأدبي أنور المعداوي - كما رأينا في المقال السابق - فعل ذلك على نحو أخف قبلها بسنوات عديدة لسبب سيكولوجي. وهي فعلته بعنف وتطرف، لأنها كانت ثائرة على موقفه المتعنت الذي ألحق كل الضرر بمستقبل الطالبة الأكاديمي، ولأنها كانت ضائقة بموقفه الرجعي المتزمت في رفضه تطبيق الدراسات اللغوية الحديثة.
أمينة السعيد عرَّفت بموضوع رسالته للدكتوراه بالأصالة عن نفسها وليس بالنيابة عن غيرها، لأنها كانت من جيله في كلية الآداب. وهذه المعلومة عرفتها من سنوات عمر لويس عوض.
فهو يقول في هذا الكتاب: «وكان معي في السنة الأولى أمينة السعيد التي كانت محور اهتمام جميع الطلبة، أولاً، لأنها كانت فيما أعتقد الطالبة الوحيدة في قسم اللغة الإنجليزية في جيل 1931، وثانياً، بسبب جمالها الطاغي».
المعلومة التي ذكرها لويس عوض عن محمد محمد حسين ذكرها عنه، وهو يتحدث عن زملائه خريجي كلية الآداب عام 1937. والمعلومة التي ذكرها أنور المعداوي، سجّلها لنفسه وهو يدون ما فعل في 9 مارس (آذار) عام 1947.
وفي غير هذين التاريخين نجد معلومة ثالثة تمت بصلة إلى علاقة محمد محمد حسين بمدينة القاهرة. نجدها في بحث ألقي مع تسعة بحوث في ندوة عن فكر محمد محمد حسين أقيمت في جامعة الإسكندرية عقب وفاته. هذه الندوة أقيمت بتاريخ 24 و25 ديسمبر (كانون الأول) عام 1983. وطبعت في كتاب عام 1985، عنوانه «موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة».
البحث للدكتور محمد مصطفى هدارة وموضوعه (محمد محمد حسين وحركة الترجمة في العصر الحديث). والمعلومة مفادها أن أستاذه محمد محمد حسين زاره لأول مرة في مكتبه في الإدارة الثقافية بالجامعة، فأهداه قدراً من الكتب التي ترجمتها هذه الإدارة، وهي الكتب التي شنّع عليها وعلى طه حسين وعلى تلك الإدارة في مقالاته التي كان ينشرها في مجلة «الأزهر».
هذه الحادثة التي رواها يرجع تاريخها إلى أواخر الخمسينات الميلادية، وذلك حين كان محمد محمد حسين يكتب مقالاته الأزهرية. وكان محمد مصطفى هدارة في ذلك التاريخ لم ينل درجة الدكتوراه بعد. وهو يسمي الكتب المترجمة التي أهداها لأستاذه «أفعوان التغريب الذي يستهدف محو شخصيتنا الإسلامية والعربية»!
في ذلك التاريخ كان محمد محمد حسين يتردد على القاهرة، ليراجع بروفات مقالاته في مجلة «الأزهر»، وليحصل مجّاناً من تلميذه هدّارة على الكتب المؤلفة والمترجمة والندوات المطبوعة في كتب، التي يهاجمها هجوماً عنيفاً هو في الكثير منه هجوم ديني وفي القليل منه هجوم قومي.
بعد ذلك التاريخ لم أجد شاهداً في الكتب التي عدّدت أصنافها في المقال السابق يشير إلى أنَّه كان يزور القاهرة لسبب أكاديمي أو علمي أو ثقافي. فهو من عام 1960 إلى عام 1964 في ليبيا. ومن عام 1968 إلى عام 1976 في لبنان. ومن عام 1976 إلى عام 1982 في السعودية. وإجازاته كان يقضيها بمدينته مدينة الإسكندرية.
وبين سنوات إعارته إلى الجامعة الليبية، وسنوات إعارته إلى جامعة بيروت العربية، قضى أربع سنوات في التدريس في جامعته، جامعة الإسكندرية من عام 1964 إلى عام 1968. وفي هذه السنوات الأربع، الأثر والذكر الوحيد له، كان في الحملة الإعلامية التي شنتها عليه أمينة السعيد، والتي استضافت فيها أساتذة في اللغة والأدب العربي وفي العلوم الدينية وفي القانون في مجلة «المصوّر» عام 1966.
نشاط محمد محمد حسين الثقافي انحصر في إلقاء المحاضرات. وهذا النشاط تحدث عنه تلميذه الدكتور سعيد منصور بغير دقة فهو يقول: «وكان يلقي محاضرات كثيرة، ومن ذلك المحاضرات التي جمعها في كتاب (الغرب والحضارة الإسلامية) والذي طبع في وزارة الأوقاف بالكويت».
محاضرات محمد محمد حسين - كما كتبه - قليلة. فمن عام 1959 إلى عام 1975، مجموع ما ألقاه من محاضرات هو دون العشر محاضرات. وسأسرد أسماءها - بحسب تسلسلها الزمني - مع ذكر أماكن إلقائها واسم الكتاب الذي يضمها. وسيلحظ القارئ أنه لم يلق أي محاضرة منها في القاهرة.
عام 1959. ألقى محاضرة موضوعها «تحضير الأرواح» في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية. وهي في الأصل بحث أعده لنشره مسلسلاً في مجلة «الأزهر». ونشر جزءاً منه فيها تحت عنوان «الروحية الحديثة: دعوة هدامة». وهذا الجزء المنشور في مجلة «الأزهر» أعاد نشره في كتابه «حصوننا مهددة من داخلها - في أوكار الهدامين» في طبعته الأولى وفي طبعته الثانية بالعنوان نفسه. وحذفه منه ابتداء من الطبعة الثالثة.
أجزاء البحث غير المنشور في مجلة «الأزهر» هو الذي ألقاه في محاضرة في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية، ثم طبع المحاضرة في كتاب صدر عن منشأة المعارف بالإسكندرية عام 1960. عنوانه «الروحية الحديثة: حقيقتها وأهدافها». وفي عام 1969. ضم المحاضرة المنشورة في منشأة المعارف في كتاب إلى الجزء المنشور في مجلة «الأزهر»، مع بعض الإضافات ونشرها في كتاب عنوانه «الروحية الحديثة دعوة هدامة: تحضير الأرواح وصلته بالصهيونية العالمية»، صادر عن مؤسسة الرسالة ببيروت.
شارك في الموسم الثقافي لجامعة الاسكندرية عام 1959. بمحاضرة عنوانها «القومية العربية والأدب العربي». وهذه المحاضرة طبعتها الجامعة ضمن محاضرات ذلك الموسم، وطبعتها دار الإرشاد ببيروت عام 1970 بكتاب عنوانه (الأدب العربي في ظل القومية العربية)، ثم ضم محمد محمد حسين هذه المحاضرة في عام 1979 إلى كتابه (الإسلام والحضارة الغربية). وهذا الكتاب كان -كما الكتب السالفة - كتيباً في طبعته الأولى وفي طبعته الثانية ثم صار كتاباً منذ طبعة عام 1979. الصادرة عن المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق. وقد اعتبرت هذه الدار بالاتفاق مع المؤلف أن هذه الطبعة هي الطبعة الأولى للكتاب!
ألقى في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية محاضرة ثانية عام 1961. عنوانها «اتجاهات هدامة في الفكر الغربي المعاصر». يقول محمد محمد حسين في مقدمة الطبعة الثانية لهذه المحاضرة، المؤرخة بـ22 – 10 - 1970، الصادرة عن دار الإرشاد ببيروت: إن جمعية الشبان المسلمين الإسكندرية رأت وقت إلقاء المحاضرة أن تطبعها تعميماً للانتفاع بها. ولم يذكر في هذه المقدمة اسم الدار التي طبعتها في كتيب ولا تاريخ طباعته. ذلك لأنه قد أمدَّ دار الإرشاد بهاتين المعلومتين التي كتبتهما في بيانات نشر طبعتها لهذا الكتيب على هذا النحو:
الطبعة الأولى: الإسكندرية: 1381هـ (1961م)
الطبعة الثانية: بيروت: 1391هـ (1971م)
ومما قاله محمد محمد حسين في مقدمة الطبعة الثانية لهذا الكتيب، نفهم أن تلك الجمعية طبعته في مطبعة ما في الإسكندرية، ولم تصدره عن دار نشر في هذه المدينة.
محمد عبد الحميد محمد خليفة في رسالته «دارسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين، غير المنشورة في كتاب، يقول: «اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر (60 صفحة) نواته محاضرة ألقيت بجمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية. وطبعتها الجامعة عام 1961، وعليها اعتمدت. وأعيد طبعها في بيروت عام 1971. فهل في هذه المعلومات تصحيف بين كلمتي (جمعية) و(الجامعة) أم أن محمد محمد حسين في الطبعة الأولى لهذا الكتيب، كان قد طبعه في مطابع جامعة الاسكندرية؟».
موضوع هذه المحاضرة أو هذا الكتيب يبتدئ بتقرير أن الحضارة الغربية تمر الآن في طور التدهور والانحلال الذي مرت به الإمبراطورية الرومانية من قبل، استناداً إلى ما قاله أرنولد توينبي في كتابيه: «الغرب والحضارة» و«الحضارة في الميزان».
الاتجاهات الهدامة في الفكر العربي المعاصر، كما حددها، هي: ما يقصد إلى هدم الدين، وما يقصد إلى هدم الخلق، وما يقصد إلى هدم اللغة. وهذه الأقسام الثلاثة هي ما انطلق في الحديث عن كل واحد منها، وبحسب التحليل الذي قدّمه، العلمانية والليبرالية تتكفلان بهدم الدين. والرومانتيكية والوجودية تستهدف هدم الخلق. أما هدم اللغة فيعني بها الدعوات المحدثة إلى إصلاح قواعد اللغة العربية، والتحول إلى استعمال اللهجات العامية، وإلى تعديل أصول الكتابة العربية، وإلى استعمال الحروف اللاتينية... إلخ.
ما بين نشر هذه المحاضرة في الإسكندرية وفي بيروت، كان مصطفى السباعي مراقب الإخوان المسلمين في سوريا، قد حصل على نص المحاضرة، فنشر نصها في مجلة «حضارة الإسلام» الصادرة بدمشق في عدد أغسطس (آب) وعدد سبتمبر (أيلول)، وعدد أكتوبر (تشرين الأول) عام 1963. وقد كتبت المجلة اسمه بطريقة ثنائية، أي الدكتور محمد حسين، وليس بالطريقة الثلاثية التي يستعملها هو، وهي: الدكتور محمد محمد حسين. وهذه الملحوظة الشكلية ذات دلالة. وهي ما سيأتي الحديث عنها في موضوع «الإخوان المسلمون ومحمد محمد حسين».
في مساء يوم السبت 7 ديسمبر عام 1963. ألقى محاضرة في كلية الآداب بالجامعة الليبية ببنغازي عنوانها «المتنبي والقرامطة». ثم نشرها في المجلد الثامن عشر من مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1964. وطبعتها دار الرفاعي بالرياض في كتيب عام 1981.
بدعوة من وازرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت في موسمها الثقافي الأول عام 1968، ألقى محاضرتين. المحاضرة الأولى، عن البذور الأولى للتغريب. وهذه المحاضرة هي أصل الثلب عند الإسلاميين لرائدين من رواد التنوير في العالم العربي، وهما: رفاعة رافع الطهطاوي وخير الدين التونسي. والمحاضرة الثانية عن التغريب. ومن بين ما تناولته هذه المحاضرة تقديم دور المسيحيين الشوام والمسيحيين الشوام المتمصرين التنويري في نقل الحضارة الغربية إلى العالم العربي في إطار تآمري على الإسلام والمسلمين. وإثارة شبهات حول شخصية جمال الدين الأفغاني وحول دعوته الدينية الإصلاحية ودوره السياسية والفكري، وتقديم كل هذا وفق الإطار التآمري السابق.
هاتان المحاضرتان طبعهما عام 1969 في كتيب، عنوانه «الإسلام والحضارة الغربية»، صدر في طبعته الأولى عن دار الإرشاد بيروت عام 1969. وصدر في طبعته الثانية عن دار الفتح بيروت عام 1973.
في طبعة هذا الكتاب في طور اكتماله عام 1979. قال محمد محمد حسين في مقدمته: «والفصل التاسع: نشرته جامعة الإسكندرية ضمن مجموعة المحاضرات التي ألقيت في موسم العام الجامعي 1379هـ - 1959م، ثم أعادت دار الإرشاد ببيروت... والفصلان السابع والثامن: محاضرتان ألقيتا في ليبيا بدعوة من جامعة طرابلس. ثم نشرتهما مجلة (الوعي الإسلامي) الكويتية».
مؤسسة الرسالة ببيروت في طبعة من طبعة من طبعاتها لهذا الكتاب، وهي الطبعة الثامنة (1986)، كتبت في الصفحة الأولى من هامش الفصل السابع «الإسلام والعالمية» ما يلي: «وهي محاضرة ألقيت في ليبيا بدعوة من جامعة طرابلس 1394 - (1974)».
وقد وجدت في كتاب من الكتب، أنه مؤلفه يحيل إلى المحاضرة، على أنها منشورة في تلك المجلة في العدد 104. عام 1973.
محمد عبد الحميد محمد خليفة في رسالته المذكورة، يذكر أن محاضرتيه: «الإسلام والعالمية» و«الإسلام والقومية العربية» ألقاهما في طرابلس الغرب بدعوة من جامعتها عام 1971، وأن المحاضرة الثانية كان عنوانها «الإسلام والعروبة».
في عام 1975. ألقى سلسلة من المحاضرات في الرياض، بدعوة من جامعة الملك سعود (جامعة الرياض وقتذاك). هذه المحاضرات غير محسوبة عدداً، لأنه قد قال في مقدمة كتاب «الإسلام والحضارة الغربية» عنها: «والكتاب في جملته صورة من سلسلة محاضرات ألقيتها في الرياض...»، أي أن محاضراته في الرياض، كان قد سبق له أن ألقاها في الكويت وطرابلس الغرب والإسكندرية.
في هذا السرد يتضح لنا، أن محاضراته كانت قليلة، وإن محاضراته فيما عدا محاضرة واحدة، ضمَّها كتابه «الإسلام والحضارة الغربية»، وأن هذا الكتاب ليس اسمه «الغرب والحضارة الإسلامية»، وأنَّ وزارة الشؤون الإسلامية الكويتية كانت جهة داعية وليس جهة طابعة. والأهم من ذلك أن صلته بالقاهرة قد انقطعت بعد أعوام مقالات «حصوننا مهددة من داخلها» الأزهرية.
في البورتريه الذي كتبه أنور الجندي عن محمد محمد حسين في كتابه «مفكرون وأدباء من خلال آثارهم» الصادر عام 1967. كتبه عن بعد، اعتماداً على بعض كتبه. فليس في هذا البورتريه ما ينم عن أنه التقاه شخصياً أو أنه يعرفه عن قرب.
لم يشارك محمد محمد حسين قط في أي ندوات ثقافية أو مؤتمرات علمية معقودة في القاهرة أو في الإسكندرية أو في أي مدينة عربية. الاستثناء الوحيد هو مشاركته في «أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب» ببحث عنوانه «دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة». وهي الندوة التي قدمت فيها أبحاث في الفترة من يوم السبت 8-3-1980 إلى يوم الخميس 14-3-1980.
فأين كان أنور الجندي - حسب زعمه - يلتقيه طيلة عشرين عاماً قبل وفاته؟!
محمد محمد حسين كان عازفاً عن إجراء حوارات فكرية أو صحافية معه. ولم أجد سوى حوار صحافي واحد أجراه معه محمد أبو غوش في مجلة «الوعي الإسلامي» في عدد 1 أبريل (نيسان) عام 1966. بمناسبة إلقاء محاضرتيه عن الإسلام والحضارة الغربية في الكويت.
هذه المجلة تصدر عن وزارة الشؤون الإسلامية الكويتية، وهي الجهة التي دعته لإلقاء محاضرتيه في موسمها الثقافي الأول.
ومن قراءاتي لهذا الحوار الصحافي معه، عرفت أن العنوان الأصلي للمحاضرتين كان «الإسلام والحضارة الغربية»، وأنه ألقاها في دار الثقافة والتوجيه في منطقة الشامية بالكويت. وللحديث بقية.