طارق الحميد
صحافي سعودي، عمل مراسلاً في واشنطن. تدرَّج في مناصب الصحيفة إلى أن أصبحَ رئيس تحرير «الشرق الأوسط» من 2004-2013، ورئيس تحرير مجلة «الرجل» سابقاً. محاضر دورات تدريبية في الإعلام، ومقدم برنامج تلفزيوني حواري، وكاتب سياسي في الصحيفة.
TT

السعودية... الحقبة الخضراء

قدمت المملكة العربية السعودية عدة مبادرات مناخية للمنطقة والعالم من خلال قمة مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، في العاصمة الرياض، التي افتتحها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بافتتاحه للقمة التي شهدت حضوراً دولياً لافتاً، أنه امتداداً لدور المملكة الريادي في تنمية أسواق الطاقة سيتم العمل على تأسيس صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون بالمنطقة، وكذلك مبادرة عالمية تُسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص بالعالم. وأضاف ولي العهد أن إجمالي الاستثمار في هاتين المبادرتين يبلغ ما يقارب 39 مليار ريال (10.4 مليار دولار) ستسهم السعودية بتمويل نحو 15% منها.
كما كشف الأمير محمد بن سلمان عن مبادرات سعودية لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، منها تأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه. ولا شك أن مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» تعد واحدة من أهم المبادرات الاقتصادية، والسياسية، والمناخية، كونها تمس صميم الحياة، وفي لحظة تحذير أممي من خطورة تداعيات المتغيرات المناخية في العالم.
إلا أن للمبادرة دلالات مهمة لا يمكن إغفالها، ويجب تسليط الضوء عليها، وأهمها أن السعودية النفطية هي التي تقود مبادرة تاريخية وسط هذه المتغيرات المناخية، مما يعني أن السعودية تقوم بدورها القيادي، وتتحمل مسؤولياتها تجاه المنطقة والعالم.
وهذا أمر لا يمكن أن يتم لو أنه تم في مبادرة خارجية فقط، لكن ما فعلته وتفعله السعودية هو امتداد لمبادرات داخلية إصلاحية سعودية تفوق ما يقال، وما يُنشر، وعلى المستويات كافة ، ومنها الحفاظ على البيئة.
في كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمام القمة قال: «ندشن اليوم حقبة خضراء جديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سوياً». وهذا صحيح تماماً، ففي ظل «رؤية 2030» فإن السعودية تقود وتقطف الثمار.
اليوم نحن في مرحلة مملكة المبادرات، وهذا واقع، فنحن في منطقة علمتنا وتعلمنا أنْ من لا يبادر يتخلف عن الركب ويدفع أثماناً قاسية، ويكفي أن نتأمل ما حولنا لنعرف المصير القاسي لمن لا يبادر ويتطور.
ولا يمكن أن تقدم أي دولة، أياً كانت، مبادرات وواقعها متردٍّ وصعب، ولذلك فإن قيمة ما تقدمه السعودية اليوم من مبادرات أنه يأتي نتاجاً واستكمالاً لمبادرات سعودية داخلية بدأت بشكل متسارع، ومختلف اختلافاً جوهرياً منذ عام 2015.
نعم السعودية دولة مبادرات خيرة منذ تأسيسها، لكن سعودية 2030 تنطلق من مبادرات داخلية، وإصلاح داخلي جذري، مستمر، ومتسارع، وبقفزات نوعية، مما خوّلها حق الريادة في تقديم المبادرات للمنطقة والعالم.
وعليه، وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «ندشن اليوم حقبة خضراء جديدة للمنطقة، نقودها ونقطف ثمارها سوياً»، حقبة للإنسان والإصلاح وإعلاء القيم الإنسانية، وحقبة بث الأحلام والآمال بأن غداً أفضل لنا ولأبنائنا ووطننا.
خلاصة القول: كان العالم في الرياض لتدعيم فرص الحياة والتطور، بقيادة سعودية تقول إننا في حقبة خضراء.