أليكس ويب
TT

عن ملكية الصحف وطباعة النقود

من شركات صناعة السيارات الكهربائية إلى سياحة الفضاء إلى شركات التعلم عبر الإنترنت، وفّرت «شركات الاستحواذ لأغراض خاصة»، المعروفة اختصاراً باسم «سباك»، طريقاً سهلاً إلى الأسواق العامة للشركات التي تديرها لتحقيق الربحية.
كما تعمل طفرة «شركات الاستحواذ» الآن على تمهيد الطريق لشركة إعلامية قديمة - أكبر صحيفة بريطانية - لمغادرة الأسواق العامة من خلال عمل ماهر في الهندسة المالية.
في هذا الصدد، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» وشركة «جنرال تراست بي إل سي» الإعلامية البريطانية، الاثنين، أن عائلة روثرمير، التي أسست الصحيفة اليمينية الوسطية منذ 125 عاماً، تعتزم الاستحواذ على 64 في المائة من الشركة التي لا تمتلكها بالفعل. ويقدر العرض ظاهرياً قيمة أسهم «DMGT» بنحو 4 مليارات دولار، أو زيادة بنسبة 38 في المائة على متوسط سعر سهمها العام الماضي، وهو أمر ليس سيئاً بالنسبة لشركة يتراجع نشاطها الأساسي في الصحف على المدى الطويل.
ويأتي جزء كبير من هذا التقييم من حصة شركة «DMGT» البالغة 16 في المائة في شركة «Cazoo Ltd»، وهي وكالة بيع السيارات المستعملة عبر الإنترنت، التي هي في طور الاستحواذ عليها من قبل شركة SPAC المدرجة في نيويورك. ويتطلب تقييم الشركة الناشئة البالغ 7 مليارات دولار قدراً مما يطلق عليه «دفعة إيمان»، وهو مصطلح يعني الإيمان بشيء غير موجود.
وتبلغ قيمة استثمار ذراع المشروع في «Cazoo» الآن نحو مليار جنيه إسترليني، وسيجري توزيع الحيازة على مساهمي DMGT، وسيحصلون على 1.4 مليار جنيه إضافية في شكل توزيع أرباح خاصة، بتمويل من بيع أعمال تكنولوجيا التعليم في وقت سابق من هذا العام والبيع المخطط لقسم التأمين.
ولأن عائلة روثرمير هي المساهم الأكبر، فإنها ستحصل على الجزء الأكبر من الحصص النقدية. ويعني هذا التدفق أن جوناثان هارمزورث، الرئيس الحالي لشركة «لورد روثرمير» وشركة «DMGT»، لا يحتاج إلى أي تمويل خارجي للصفقة. إن عرض 251 بنساً للسهم المخطط له يعادل 367 مليون جنيه إسترليني فقط لجزء من الشركة لا تملكه العائلة بالفعل. وسيؤدي توزيع الأرباح الخاص وحده إلى إرسال 502 مليون جنيه إسترليني إلى عائلة روثرمير، ما يمنحها وفرة من المال.
إن آفاق الشركات الإعلامية القديمة بدأت في التفتح مع تحول الصناعة نحو نظام حظر الاشتراك غير المدفوع عبر الإنترنت. ورغم كل نجاح لشركة «DMGT» في جذب جمهور الويب من خلال «MailOnline» الذي يركز على محتوى المشاهير، لا يزال الموقع يحقق أرباحاً تبلغ 144 مليون جنيه إسترليني فقط سنوياً. وهو الآن يختبر نظام حظر الاشتراك غير المدفوع للمحتوى الذي يبدأ من الصحف.
الرائد في هذا النهج هو بالطبع شركة «نيويورك تايمز»، التي استفادت من استراتيجيتها الناجحة للجدار الرقمي غير المدفوع في رسملة سوقية تمثل 37 ضعف أرباحها المتوقعة هذا العام. ومن المحتمل أن يقدر عرض روثرمير أعمال صحيفة «ميل» بأقل من 20 ضعفاً للأرباح المتوقعة. وبالتأكيد، تعتبر «ميل» رهاناً أكثر خطورة، ولكن إذا كان بإمكانه اتباع النهج الصحيح، فهناك اتجاه تصاعدي كبير. ونظراً لأن العائلة هي المستثمر الأكبر وتتحكم في جميع الأسهم التي لها حق التصويت، فإن عرض السعر المقابل يعد مستحيلاً.
لقد مضى وقت طويل منذ أن كانت ملكية الصحف بمثابة ترخيص لطباعة النقود، لكن باقي المساهمين قد يجدون صعوبة في تحقيق ذلك.