مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الشاطر يعمل من الفسيخ شربات

مقالي اليوم عن التلوث البيئي والعالم الممتلئ بكل (ما لا يلذ ولا يطيب)؛ لهذا من المستحسن يا عزيزي أن تحكم ضغط (الكمامة) على أنفك وأنت تقرأ.
هل تعلم - يا رعاك الله - أنه قد توصلت دراسة دولية حديثة إلى أن البشر صنعوا منذ الحرب العالمية الثانية كمية من البلاستيك كافية لتغطية الكرة الأرضية كاملة بالتغليف، مثلما تغلف أنت في المطار شنطة سفرك، مشيرين إلى أن هذا دليل على أن الأنشطة البشرية لديها الآن تأثير (خبيث) على الكوكب.
وهل تعلم أيضاً أنه حالياً يصنع 300 مليون طن من البلاستيك سنوياً، وهذه الكتلة تعادل تقريباً وزن جميع البشر الذين يعيشون على الكوكب، وقد بلغت كمية البلاستيك المنتجة منذ الحرب العالمية الثانية نحو خمسة مليارات طن، ومن المتوقع أن تصل إلى 30 مليار طن مع نهاية القرن الحالي.
ويعتقد أن للبلاستيك مخاطر صحية محتملة على صحة البشر، ولا شك أن الصين هي أكبر دولة تخرج منها تلك المخلّفات، تليها إندونيسيا، غير أن شركة إندونيسية تملكها امرأتان، استطاعت أن تخلط البلاستيك مع قليل من الإسمنت والرمل، وصنعت قوالب بناء أقوى وأخف وأرخص وأسرع بالبناء للمنازل، ولا يتأثر بالأمطار، ولو حدثت زلازل فمصائبها على السكان أهون.
وسوف أترك بقية الدول، وأقصر حديثي على وطني السعودية في هذا المجال، وأقول:
ففي الوقت الراهن تقوم المملكة بإعادة تدوير ما يقارب من 10 في المائة فقط من المواد القابلة لإعادة التدوير الذي يبلغ حجم إنتاجها السنوي نحو 50 مليون طن، في حين يتم التخلص من نحو 90 في المائة من المواد عن طريق الطمر؛ مما يلحق ضرراً كبيراً بالبيئة ويمنع الاستفادة من المواد القابلة للتدوير؛ لهذا صمموا على إعادة التدوير ليصل إلى 85 في المائة من النفايات الصناعية والخطرة في المملكة ونحو 15 في المائة من مدافن النفايات المتبقية بحلول عام 2035، وذلك عقب استكمالها جميع إجراءات الاستحواذ النهائي.
وتخطط الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير أكثر وأكثر، لتطوير وامتلاك وتشغيل والاستثمار في قطاع معالجة المواد القابلة للتدوير داخل المملكة، في حين تتطلّع للمساهمة بأكثر من 37 مليار ريال سعودي من إجمالي الناتج المحلي، وجذب ما قيمته 6 مليارات ريال سعودي من الاستثمارات الخارجية إلى المملكة، وخلق نحو 23 ألف فرصة عمل جديدة وذلك بحلول 2030.
ومعنى هذا أن الزبائل وهي الزبائل، قد تدر المليارات! صدق المثل المصري القائل (الشاطر يعمل من الفسيخ شربات).