زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

الهيئة الملكية لمدينة الرياض

يعيش في تلك المدينة اليوم ما يزيد على 5.7 مليون نسمة. ومن الغريب أن مدينة الرياض هي المدينة الوحيدة في العالم التي يوجد بها مواطنون يمثلون نحو خمسين دولة، ولذلك تسمع في شوارعها العديد من اللغات واللهجات.
وتقوم الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالعمل من خلال العديد من المحاور لكي يتم تحقيق التطوير الشامل الذي تضمن التخطيط الحضري والاستراتيجي وتنفيذ البرامج التطويرية ذات الأهمية مثل الإدارة الحضرية والتشغيل والتنسيق والمتابعة للبرامج التطويرية التي يندرج تنفيذها ضمن مسؤولية جهة حكومية أو أكثر، وإجراء الدراسات الأساسية عن المدينة وتأسيس نظام المعلومات الحضرية للمدينة وإدارته وتنفيذ المشاريع الإنشائية لجهات مختلفة في الرياض. وقد روعي أن بعض البرامج التطويرية تستدعي ممارسة الهيئة لعدة مهام في برنامج واحد، فتتولى التخطيط والتنفيذ والتشغيل والتنسيق والمتابعة.
وقد عرفت كل هذا عندما زرت الرياض لأول مرة ووجدت هذا التطوير الهائل، ولذلك كان لا بد أن نتعرف على آلية هذا التطوير. فعندما حضرت للمرتين الثانية والثالثة كنت أجد إنجازات جديدة في كل مرة، ولذلك بدأت رحلة المشروعات الحضارية؛ ومنها تأسيس مدينتين صناعيتين في جنوب المدينة. والآن أستطيع أن أطلق على الملك سلمان بن عبد العزيز مهندس إعمار الرياض الحديثة، حيث بدأ في تطوير منطقة قصر الحكم بهدف إعادة المنطقة إلى ما كان يجب عليه أن تكون كقلب مدينة الرياض، وإعادة القيم المعنوية للمنطقة على مستوى المدينة وعلى مستوى المملكة ككل، بل وعلى المستوى العالمي كمنطقة استقطاب سياحي وثقافي. وقد أعيد بناء أهم صرح وهو القصر الظاهر المعروف باسم قصر الحكم وهو العنوان الأبرز في المنطقة. ويشمل هذا القصر مقر الاحتفالات الرسمية للملك والدولة واستقبال المواطنين ومكتب أمير منطقة الرياض ونائبه، وهو ما أقيم في موقعه السابق على أرض مساحتها 11500 متر مربع. وقد استلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية للعمارة في نجد. وفي تقرير الهيئة الموجود أمامي أن عدد المشاريع التي تمت في الرياض قد وصلت إلى نحو 4821 مشروعاً بتكلفة 509 مليارات ريال، وهناك أكثر من 500 مشروع بتمويل حكومي وخاص مشترك.