علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الطاقة المهدرة

في عالمنا العربي للأسف كثير من الموارد الطبيعية المهدرة، وإن تم استغلال بعض هذه الموارد فإنه لا يتم الاستفادة منها وفق الطاقة القصوى، بل يتم استغلال جزء من هذه الموارد والجزء الآخر مهدر، فلدينا الشمس التي لم تستغل استغلالاً كاملاً عبر توليد الطاقة الشمسية المتجددة والنظيفة. وهي بديل نظيف يغني عن استخدام النفط في توليد الطاقة. ويكفي من استخدام الطاقة المتجددة أنها ستوقف من استنزاف النفط في توليد الطاقة الكهربائية كما أن استخدام الطاقة الشمسية المتجددة سيقلل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق النفط المضر للبيئة بشتى أنواعها سواء البيئة النباتية أو الحيوانية أو صحة الإنسان ذاته، كما أن استخدام العالم العربي للطاقة النظيفة والمتجددة سيجعلنا نستفيد من النفط عبر مخرجات أخرى يتم الحصول عليها عبر الصناعة البتروكيميائية التحويلية.
هذا غيض من فيض وإلا فكثير من مواردنا الطبيعية في العالم العربي مهدرة، فموقعنا الجغرافي في ملتقى القارات وإطلالنا على المضايق البحرية يفترض أن يجعل منا حلقة وصل في المواصلات الدولية سواء كانت جوية أو بحرية ولو تركنا كل ذلك جانبا فلدينا إرث تاريخي يمتد عبر آلاف السنين وفي ظني أننا لم نسوق لهذا التراث وجلب السائح له رغم أن هذا التراث يمثل مصدراً من مصادر الدخل للدولة وجلب العملة الصعبة وبعض الدول العربية التي تجعل من النشاط السياحي مصدراً للدخل لم تطور هذا المصدر ولم تستغله الاستغلال الأمثل.
تنوعنا الجغرافي في العالم العربي يجعل من مناطقنا مصيفاً ومشتى، فإذا كانت جبال الأطلس تمثل المصيف فإن صحراء الربع الخالي تمثل المشتى، أنا هنا أورد الأمثال ولا أحصر المناطق. تداعت لي هذه الصور حينما رأيت مشروع سكاكا للطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية فهذه فاتحة خير تجعلنا نأمل في أن يضع العالم العربي قدمه على التفتيش عن طرق مثلى للاستفادة من جميع موارده الطبيعية. ويكفي أننا في العالم العربي لم نلتفت بعد للثروات المعدنية.
وأقترح في هذا المجال أن يسند إلى جامعة الدول العربية القيام بدراسة للتفتيش عن موارد العالم العربي الطبيعية واقتراح الطرق المثلى للاستفادة من هذه الموارد، فلعلّ نجاح الجامعة العربية في الجانب الاقتصادي يجعلنا نتغاضى عن ترقب نجاح في الجانب السياسي. وإسناد مثل هذه الدراسة للجامعة العربية ربما يخلق حلقات ربط أو تكامل بين المشاريع العربية بحيث لا تتضاد ولا تتعارض ويمكن للجامعة العربية أن تستلهم تجربة السعودية الحديثة في الاستفادة من الموارد الطبيعية وكذلك الاستفادة من أي تجربة ناجحة في عالمنا العربي. ودمتم.