د. محمد النغيمش
كاتب كويتي
TT

حتى الوظيفة تسبب «الاحتراق»!

يفاخر البعض بأنهم قد أمضوا جلّ حياتهم في وظيفة واحدة وينسون أن ذلك قد يسبب لهم «احتراقاً» وظيفياً. هذا الاحتراق (Burnout) هو «نوع خاص من الضغط العصبي المرتبط بالعمل» حسبما عرفه مستشفى «مايو كلينك». ذلك أن الموظف قد ينتابه بسبب طول سنوات عمله في مكان واحد شعور بالإجهاد البدني أو النفسي وتراجع ملحوظ بإنتاجيته فضلاً عن فقدانه للهوية الشخصية.
ومن أسباب هذه المعضلة الصدمة التي تواجه الموظف حينما تكون توقعاته عن بيئات العمل «ضبابية» لأسباب عدة، منها عدم دقة الصلاحيات المتوقعة منه من قِبل مشرفه فيدخل في دوامة من انعدام المقدرة على الإنتاجية. وربما يعود السبب إلى «الاضطرابات الإدارية» مثل تصيد المدير لكل زلّات الموظف أو شعوره بأنه منبوذ أو محروم أو يطاله شيء من تنمر المحيطين به. والعجيب أيضاً أن «شدة النشاط» على الرغم من إيجابيتها فإنها عندما تصطدم ببيئة عمل فوضوية سوف تستنزف طاقة المرء ليبقى مركزاً بصورة كبيرة خشية الوقوع في أخطاء وظيفية مما يسبب له مزيداً من الإنهاك والتعب.
ومما يزيد الطين بلّة «غياب الدعم الاجتماعي»، خصوصاً عندما يتعرض المرء للعزلة في بيئات العمل وحياته الشخصية مما يفاقم من الضغوط النفسية. وربما تعد أشهر مشكلة شائعة هي «عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية».
ولذلك كان أحد أفضل الحلول للتعامل مع هذه المشكلة يكمن في تغيير الوظيفة أو الإدارة، أو زيادة الأنشطة الرياضية ولحظات الاسترخاء المنتظمة، فضلاً عن اكتشاف عالم النوم المريح. ففي النوم العميق استرداد لعافية الجسم ورغبته في الإقبال على مباهج الحياة.
كما أن من أكثر ما يردَّد في أدبيات الإدارة الحث على ضرورة تغيير الوظيفة بعد مرور بضع سنوات أو أكثر قليلاً حتى يتسنى للمرء اكتساب مهارات جديدة، وثقافات، وتحديات تصقله للمهمات التالية.