سام فازيلي
بالاتفاق مع «بلومبرغ»
TT

عن لقاح «أسترازينيكا» والجلطات!

أجاب سام فازيلي، أحد كتاب الرأي في «بلومبرغ» والذي يكتب في صناعة الأدوية أيضاً في قسم «بلومبرغ إنتليجنس»، عن الأسئلة بعد تعليق الدنمارك والنرويج استخدام بعض أو كل لقاحات «كوفيد 19» الذي طورته شركة «أسترازينيكا بي إل سي» بالتعاون مع جامعة أكسفورد وسط مخاوف من مخاطر حدوث جلطات الدم.
يأتي ذلك في أعقاب تعليق مؤقت للحقنة في دول أوروبية أخرى بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة، بالإضافة إلى أسئلة حول كيفية إجراء تجارب لقاح شركة «أسترا أوكسفورد» لبيان فعاليته مقارنة باللقاحات الأخرى، وها قد قمنا بتحرير المحادثة وتنقيحها.
تبدو الآثار الجانبية للقاح -مثل جلطات الدم- خطيرة، لكن هذا لم يكن مشكلة في المملكة المتحدة حيث جرى إعطاء الملايين من لقاحات «أسترا» من دون وقوع حوادث، فهل مسؤولو الصحة مبالغون في الحذر؟
لا أعتقد أنك يجب أن تكون شديد الحذر، ولكن يجب مراعاة التوازن. يعد هذا جهداً ضخماً للتطعيم، وعليك توخي الحذر وتقييم أي خطر محتمل، ولكن بطريقة محسوبة، ومن المؤسف أن يحدث ذلك مع لقاح «أسترا».
ولذلك فقد وجدت السلطات الصحية نفسها عالقة بين المطرقة والسندان: فإذا لم يتخذوا إجراءات احترازية، وكانت هناك علاقة ولو بسيطة بين الأعراض والعقار، فإنهم يعرضون الناس للخطر، وإذا اتخذوا احتياطات، فإن ذلك سيزيد من الشك في اللقاح. والطريقة الصحيحة للقيام بذلك، رغم كل هذا، هي التواصل مع منظمي الأدوية في المملكة المتحدة وغيرها أولاً وسؤالهم عما إذا كانوا قد لاحظوا أي علامات على ملايين الأشخاص الذين تم تطعيمهم.
نحن بحاجة إلى نظام مراقبة منسق هنا، والذي للأسف لا يبدو أن هذا يجري في الاتحاد الأوروبي بالنظر إلى أنه حتى مع موافقة الجهات التنظيمية، فإن بعض دول الاتحاد الأوروبي قد سارت في طريقها الخاص وعلقت اللقاحات مؤقتاً.
بالنسبة للوضع في الولايات المتحدة، أفترض أن المنظمين الأميركيين يرغبون في رؤية بيانات من التجربة التي تجريها «أسترا» والتي تعد أكبر بكثير من تجربة المملكة المتحدة ولديها تصميم بسيط للغاية يمكن مقارنته بتجارب شركات «مودرنا»، و«جونسون أند جونسون»، و«فايزر - بيونتيك» (جميعها معتمدة في الولايات المتحدة). ومع ذلك، من الممكن أن تظهر تجربة «أسترا» فعالية أقرب إلى تلك التي شوهدت في جرعة «جونسون أند جونسون»، أي 72 في المائة، أو حتى أقل، بدلاً من 95 في المائة التي سجلت في لقاحات «مودرنا»، و«فايزر - بيونتيك» و«مودرنا»، وذلك لأنه يتطلب فترة زمنية قصيرة لا تتعدى أربعة أسابيع بين الجرعتين، في حين أظهرت البيانات من تجربة «أسترا أوكسفورد» في المملكة المتحدة، فعالية أفضل بكثير مع فترة جرعات مدتها 12 أسبوعاً.
ألم تحدث جلطات مع لقاح «جونسون أند جونسون»؟ ماذا عن ذلك؟
كان هناك ما يسمى عدم توازن حالات الجلطات في تجربة «جونسون أند جونسون» مع 15 حالة في مجموعة اللقاح و10 في مجموعة الدواء الوهمي. لكن هذا العدد من الحالات محدود جداً بحيث لا يوحي بوجود رابط، ولكن هذا شيء يجب الانتباه إليه بشكل خاص بمجرد طرح اللقاح. من الجدير بالذكر أيضاً أنه كان هناك عدم توازن في حدوث شلل نصفي في تجربة «فايزر - بيونتيك» في البداية، وتبين أن ذلك لم يتم إثباته بناءً على قاعدة بيانات السلامة الهائلة التي جمعتها مراكز «السيطرة على الأمراض والوقاية منها» على ملايين الأشخاص الذين تم تطعيمهم حتى الآن.
ماذا عن الآثار الجانبية الأخرى للقاح؟ كانت هناك أنباء في وقت سابق من هذا العام عن كبار السن في النرويج الذين توفوا بعد تلقي لقاح فايزر؟
صحيح، لقد تسبب ذلك في الكثير من القلق للناس، واتضح أنه كان إلى حد كبير بسبب عمر الأشخاص وضعفهم. ومرة أخرى، لم يكن هناك خلل في معدل الوفيات في بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، بعد أن تلقى الملايين جرعة «فايزر بيونتيك».
أأنت على استعداد للحصول على أول جرعة لك الشهر الجاري في لندن. إذا كان العقار هو «أسترا»، ما مدى قلقك؟ هل هناك لقاح تفضل الحصول عليه على آخر؟
أنا سأحصل على جرعة «أسترا» باطمئنان كبير، وآمل ألا تكون استجابتي للقاح مختلفة عن استجابة أكثر من 11 مليوناً آخرين تعاطوها في المملكة المتحدة من دون آثار جانبية غير متوقعة حتى الآن. هل أنا متأكد من أنني لن أكون الشخص الغريب الذي سيعاني من آثار جانبية نادرة جداً، مهما كان ذلك؟ لا بالطبع لا. لكنني أرغب حقاً في الحصول على فرصة لاستعادة بعض جوانب حياتي الطبيعية، واللقاحات هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك. المكافأة المحتملة تفوق أي مخاطرة صغيرة.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»