علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

العوامل والتوقعات

تحدثتُ في مقالي الأسبوع الماضي عن قصة الثلاثة الذين غادروا نجد إلى الهند، وأعتقد أن ذلك كان في عام 1333 هجرية أي نحو عام 1913 ميلادية، وعندما وصلوا إلى الهند نزلوا بضيافة ابن بسام الذي قال لهم: «إن الدول اعترفت بابن سعود، ولو كنت سأعود إلى نجد لاشتريت عقاراً في الرياض عاصمة ابن سعود».
وثبت صحة توقع ابن بسام. أولاً، ابن بسام حصل على معلومة، وهي اعتراف الدول بابن سعود، ويبدو أن ابن بسام كان يستمع للإذاعات ويجيد الإنجليزية لذلك بنى توقعه على معلومة مهمة وهي اعتراف الدول بابن سعود واتخاذ الرياض عاصمة لابن سعود، مما يعني تطور العاصمة السعودية الرياض أكثر من غيرها من المدن السعودية.
في الاقتصاد نقول إن العوامل التي يُبنى عليها التوقع أهم من التوقع نفسه، لأنك متى حصلت على معلومات صحيحة استطعت أن تبني توقعات صحيحة، وتزداد درجة التوقعات صحةً كلما كانت المعلومة دقيقة، وتكون المعلومة أكثر ربحية لك إذا حصلت عليها مع الأوائل، وفسّرتها التفسير الصحيح، واستثمرتها قبل غيرك.
الآن يذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن الخطة لديه أن يجعل سكان الرياض ما بين 15 و20 مليون شخص، وهم الآن نحو 7 ملايين شخص.
ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أنك لا بد أن توفر مساكن لنحو 20 مليون شخص، إذاً ببساطة أسعار الأراضي والمنازل والشقق سترتفع وقد يكون الارتفاع جنونياً.
ثم إن هذا العدد الكبير من الناس يحتاج إلى خدمات عديدة بدءاً من الأكل وانتهاء بالتطبب، مما يعني لمن يملكون المال فرصة تجارية مربحة، وتعني لمن لا يملكون المال فرص وظيفية متعددة.
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أطلق هذه المعلومة عن الرياض، فعلى الشباب القادر على شراء منزل أن يسارع بشراء المنزل، حتى لو كان ذلك عن طريق القروض وألا يلتفت لكل المبشرين بهبوط أسعار العقار لأننا نبني توقعنا لارتفاع العقار على معلومة أُطلقت من ولي العهد، وليست أماني نتمناها، فأمانينا تراجع أسعار العقار ليملك كل مواطن سكناً، ولكن التوقعات تقول إن أسعار العقارات سترتفع في الرياض وقد تشهد هدوءاً في غيرها من المدن، وهذه التوقعات مبنيّة على معلومة أُطلقت من ولي العهد السعودي وتم تحليلها وبناء العوامل لنصل إلى التنبؤ، أي إننا لا نرجم بالغيب، ولكننا نبني التوقعات على العوامل. ودمتم.