كارل سميث
TT

لقاح «كورونا» بين الإحباطات والآمال

يشير تراجع أعداد الحالات المصابة بفيروس «كورونا» ضمناً إلى احتمال تحسن الاقتصاد الأميركي خلال الشهر المقبل أو ربما الشهرين المقبلين، في ظل عودة الأميركيين إلى حياتهم الطبيعية. مع ذلك هناك خطر غير متوقع على المدى القصير يتمثل في توفر اللقاح بحلول نوفمبر (تشرين الثاني). ولنكون أكثر وضوحاً، يتعين علينا قول إن اللقاح سيكون بمثابة هبة إلهية تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي على المديين المتوسط والطويل.
إليكم السبب وراء ذلك. لا تلوح في الأفق أي نهاية للوباء في الوقت الحالي؛ وفي الوقت الذي تتراجع فيه أعداد الحالات المصابة في كثير من المناطق داخل الولايات المتحدة، يمكن أن تشهد البلاد ارتفاع الإصابات مجدداً خلال فصل الشتاء. ويمكن لأي شخص التكهن بما يمكن أن يحدث بعد ذلك؛ حيث تشير أكثر التقديرات تفاؤلاً إلى أن الولايات المتحدة سوف تشهد موجات عديدة أخرى قبل أن تصل البلاد إلى مرحلة مناعة القطيع. ونتيجة لذلك تحاول المؤسسات التجارية والعائلات التوصل إلى طرق لتحمل الوضع السائد الجديد في الوقت الراهن.
ربما يغير وجود لقاح المشهد برمته؛ حيث سيحدد تاريخاً لنهاية هذا الوضع. وربما يقدم اللقاح إجابة شافية ومحددة بالنسبة إلى من يفكرون في العودة إلى أعمالهم.
كذلك سوف يضع اللقاح معياراً للأشخاص المسموح لهم بالعودة إلى العمل؛ حيث سيكونون هم من تلقوا اللقاح. وفي ظل الجدل المحتدم بشأن الفئات التي لها أولوية تلقي اللقاح، يملي علينا المنطق أن يكون من بينهم العاملون في مجال الطوارئ والطواقم الطبية، يليهم العاملون الأساسيون في مختلف مناحي الاقتصاد. لذا لن يضع التوصل إلى لقاح بالضرورة حداً لحالة الإغلاق الحالية للمدارس وأماكن العمل؛ وسوف تعتمد إعادة فتحها على نطاق ومدى عملية توزيع اللقاح. لا يستطيع الخبراء تحديد المدة التي ستستغرقها عملية التوصل إلى لقاح؛ لكنها تقدر بعدة أشهر.
على الجانب الآخر، في حين تنتظر الولايات المتحدة توزيع اللقاح، من المرجح ألا يحدث ازدياد لفرص العمل. من المرجح أن يحتفظ من لديهم وظائف حالياً بوظائفهم؛ لكن سيكون من الصعب على أصحاب العمل تبرير السماح لأي شخص لم يتلقَّ اللقاح بالمجيء إلى مكان العمل. وبالمثل، سوف يطلب كثير من المناطق التعليمية تطعيم الأطفال قبل عودتهم إلى المدارس. وسوف يحد هذان الشرطان من ازدياد معدل التوظيف بشكل سريع حتى نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل. نتيجة لذلك ربما سيحتاج الاقتصاد الأميركي إلى حزمة أخرى من الحوافز لتوفير اللقاح.
مع ذلك، هناك ما يدعو إلى التفاؤل. ففي الوقت الذي ربما يتسبب فيه التوصل قريباً إلى لقاح في تجمد الاقتصاد مؤقتاً، فسيكون له تأثير معاكس على الكونغرس؛ حيث سيتمكن من إقرار خطة إنقاذ سريعاً.
ينبغي على السياسيين والمسؤولين الحكوميين في واشنطن وغيرها من المناطق الاستعداد لمواجهة احتمال مخالف للتوقعات؛ وهو أن يحمل اللقاح في طياته مصاعب، مثلما يحمل معه الأمل بالنسبة إلى كثير من العاملين على الأقل بشكل مؤقت. وسوف يحتاج الأميركيون الذين يناضلون من أجل البقاء، إلى مساعدات حتى بعد التوصل إلى لقاح.
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»