مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

هل شبكة «تويتر» محايدة سياسياً؟

هل العقل الحاكم لشبكة التواصل الشهيرة على الإنترنت {تويتر} بلا لونٍ فكري وهوى سياسي وتوجُّهٍ محدَّد؟
هل «تويتر» مستقلة عن كل فكرة واتجاه سياسي، أم هي منحازة؟ وحين نقول «هي» فالمقصود من يسيّرها طبعاً. اخترنا مثال «تويتر»، لأنَّ وكالة الأنباء الفرنسية نشرت مؤخراً خبراً مفاده أن شبكة التواصل الاجتماعي {تويتر} قامت بحذف آلاف الحسابات، المؤيدة لبعض الدول مثل مصر والسعودية، وبعض الدول الأخرى غير العربية بتهمة أنها تتلقَّى التشجيع والدعم من الحكومات، وأنها - نعم بالنص قالوا - تهاجم قطر وتركيا لصالح هذه الدول!
من ضمن الحسابات المصرية المغلقة حساب باسم {بوابة الفجر} بهذه التهمة المضحكة: مهاجمة قطر وتركيا ودعم الدولة المصرية.
جاء في نص بيان شركة {تويتر}: «قامت المجموعة الإعلامية بإنشاء حسابات زائفة لإبراز رسائل تنتقد إيران وقطر وتركيا. وتشير معلومات حصلنا عليها من الخارج إلى أنَّ المجموعة كانت تتلقى توجيهاً من الحكومة المصرية».
سكرتير تحرير الفجر مينا صلاح قال لوكالة الأنباء الفرنسية «إنَّنا بالفعل مؤيدون للدولة ولكنَّنا لا نتلقى تعليمات من أحد. إننا ندافع عن بلدنا وموقفها صريح تجاه كل من إيران وقطر وتركيا».
مينا صلاح قال إنَّ «تويتر» تحذف محتوى الموقع، والصحافيون لا يستطيعون حتى إنشاء حسابات شخصية!
هذا السلوك من «تويتر» يتطابق مع السياسات اليسارية الليبرالية المتشنجة ضد السعودية ومصر، وكل الدول العربية وغير العربية، التي لا تجاري أجندة هذا الليبرتارية المهووسة عالمياً، وهي نفسها التي تدافع عن جماعات الإسلام السياسي في العالم بحجة أنهم مجموعات ديمقراطية تدافع عن القيم الليبرالية وتطبيقاتها السياسية مثل تدوال السلطة وحرية التعبير وحق الفرد الطاغي على حق الدولة!
كأنَّه لا يوجد موقف «حقيقي» لدى شعوب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بل ربما أغلب الشعوب العربية من سياسات تركيا الإردوغانية وقطر، أو قل قادة قطر، المتشابكة مع أجندة جماعة الإخوان في العالم كله، ومع المعسكرين الخميني والعثماني الجديد. من الواضح أن بخار اليسار الليبرالي هو الذي يتنفسه من يحرّك هذه المنصات ويديرها على هوى معيّن، ويمارس أقصى درجات «العزل» والتهميش ضد من يخالف هذا المسار. حدّثني منتج ومخرج عربي عن إنه أراد من منصة رقمية عالمية شهيرة أن تأخذ عمله الدرامي المعاكس للدعاية التركية الإردغانية عن التاريخ العثماني، فردَّت عليه إدارة هذه المنصة العالمية، بأنهم لا يبثون محتوى سياسي، فردّ عليهم وماذا عن المسسلات التركية التي على منصتكم عن أمجاد سلاطين العثمانيين؟ فأسقط بيدهم وثرثروا بكلام لا معنى له!
العبرة... هؤلاء القوم لديهم أجندتهم وهواهم الواضح، وكل ما حاولنا صنع منصات خاصة بنا أو «مزاحمة» الخصوم هناك، أو الاستثمار بعيد المدى في هوليوود وسوق المنصات الرقمية للعرض، كان ذلك مصدر قوة لنا.