فرانسيس ويلكنسون
TT

دفعة «كوفيد» 2020

تعرض أفراد دفعة 2020 الجامعية للعنة. الآن، وبينما يخوضون آخر أسابيع دراستهم الجامعية، يعانون حالة من الفوضى، بسبب إجراءات التعليم عن بعد، وضرورة حفظ مسافات معينة بين الأفراد بعضهم البعض، وتزايد أعداد الوفيات.
فيما يخص ابنتي، فقد نجحت في استغلال سنوات دراستها الجامعية على النحو الأمثل، وكونت صداقات، وحصدت قدراً مبهراً من المعرفة. إلا أنها في الفترة الأخيرة دأبت على إرسال رسائل إليّ تحمل تساؤلات منطقية حول ما إذا كانت خطواتها الأولى نحو عالم البالغين قد خيمت عليها ظلال نهاية العالم.
أما إجاباتي، فتفتقر إلى الإقناع، ذلك أنني أستمر في ترديد أن كل شيء سيتحسن ـ بافتراض أنها وأصدقاءها في نوفمبر (تشرين الثاني) سيشاركون بالتصويت في الانتخابات. إلا أن عباراتي التشجيعية لا بد وأنها تبدو فارغة من أي معنى حقيقي أمامها على نحو متزايد. اليوم، بدأت المدن والولايات في إغلاق مؤسساتها في وقت تستعد أمة غير مستعدة على الإطلاق لمواجهة نفشي وباء فتاك. أما الأسواق المالية، فقد سقطت كعادتها في موجة من الذعر. من الصعب القول في ظل الظروف الحالية أن العالم لا يتحرك بسرعة نحو الهلاك، خصوصاً منذ أن دخل شخص محتال وكذاب إلى البيت الأبيض، بعد فترة قصيرة من دخول ابنتي الجامعة. واليوم، يتولى هذا الشخص قيادة البلاد في وقت كارثة وطنية تسلط الضوء على كل المساوئ التي تجعل منه شخصاً غير كفء لهذا المنصب منذ اللحظة الأولى. ورغم حصولهم على فرصة إسقاطه، اختار أعضاء مجلس الشيوخ بدلاً عن ذلك حمايته، والإبقاء على قدرته على إساءة إدارة أزمة قد تسفر عن وفاة المئات، بل وربما الآلاف، والتسبب في تفاقمها.
والسؤال: كيف يمكن لأي أب أو أم تقديم شرح لمثل هذا الموقف بنبرة واثقة تدفع الآخرين للشعور بالاطمئنان.
الآن، ومع استعداد غالبية هؤلاء الطلاب للتخرج، الذي ربما لا يحدث على الإطلاق، تبدو السلطة التنفيذية بالبلاد مهلهلة، خصوصاً مع تفاقم عيوب الرئيس جراء ضعف مستوى المعاونين له. والواضح أن أحداً ليس بمقدوره النجاح في ظل هذه الإدارة المحطمة بسبب الرداءة المتأصلة في جوهرها.
وفي تلك الأثناء، يستمر تدفق رسائل ابنتي النصية، التي تبدو ساخطة بشدة بسبب رعونة اختيارات جيل أبيها وأمها، في الوقت الذي يساورها القلق إزاء من هم أصغر عنها سناً. ماذا سيحدث للمشتركين ببرامج الغداء بالمدارس عند إغلاق مدارسهم؟ كيف ستجري رعايتهم؟ وتقترح أن نحصر تركيزنا على النطق المحلي، حيث يوجد الكثير من الأطفال المحتاجين يمكن ترك تأثير إيجابي على حياتهم.
وتبدو هذه نصيحة ذكية، ولم يرد بخاطري التفكير في أصحاب مثل هذه الاحتياجات الملحة، وإنما سيطر عليّ الغضب، وغرقت في بحر سخطي. اليوم، ورغم سعادتي بقدرة ابنتي على التفكير الإيجابي، أقف عاجزاً عن إخبارها بأن كل شيء سيصبح على ما يرام، فدفعة 2020 تتخرج في أجواء وباء فتاك مستشرٍ.
- بالاتفاق مع «بلومبرغ»