فرانسيس ويلكنسون

حتى مؤسسو أميركا أصيبوا بخيبة أمل منها

قبل وفاته في عام 1799، كتب جورج واشنطن يقول إن أمته الفتية قد سممتها الميول الحزبية لدرجة أنه إذا قام الجمهوريون برفع عصا مكنسة على أنها إحدى «مكاسب الحرية الحقيقية»، فإن تلك العصا «ستكون سبباً في حصولهم على الأصوات الانتخابية بالكامل». في عام 1776، قبل أن تتعمق شكوكه، كان الأب المؤسس والحقوقي والدبلوماسي والكاتب جون آدمز قلقاً بالفعل من انتشار ما وصفه بـ«النذالة، والفساد، والجشع في الربح والتجارة بين جميع طوائف الرجال»، مضيفاً: «حتى في أميركا، أشك أحياناً في وجود فضيلة كافية لدعم الجمهورية».

صعود مشاعر العنصرية ضد الآسيويين في كندا

في الغالب، يتطلع الليبراليون الأميركيون بأعينهم نحو الشمال بحثاً عن رؤية لما يمكن أن تصبح عليه الأوضاع. كندا: بلاد التعددية الثقافية الداعمة للهجرة. ولا يمكن القول إن هذه الصفة محض خرافات. على سبيل المثال، نجد في فانكوفر، التي أقمت بها خلال الأسابيع العديدة الماضية، أن السكان منقسمون إلى جزأين متساويين تقريباً ما بين كنديين من أصول أوروبية وآخرين من أصول آسيوية، ويشكل كل من الجانبين ما يزيد على 40 في المائة من إجمالي سكان المدينة. ومع ذلك، فإن كندا في واقع الأمر ليست النعيم الليبرالي، ولا يتسم الكنديون دوماً، على عكس الأقاويل المكررة والشائعة، باللطف الشديد في التعامل.

الحرب على الكمامات الواقية

انتشار الوباء الفتاك عبر مختلف بلدان العالم يرقى إلى أن يكون أبرز القضايا الخاسرة في القرن الحادي والعشرين، فهو يثير صراعاً مريراً مفعماً بالأساطير والخرافات والأكاذيب، ذلك الذي سوف يخلف وراءه خسائر عظيمة وفادحة في ساحة المعركة التي تشمل العالم بأسره. لقد أثار وباء «كورونا» المستجد حالة بالغة التعقيد من المحفزات الصحية، ناهيكم عن الأزمات الاقتصادية والسياسية. فقد تمخضت تلك الأزمة عن أزمات أخرى، تمثلت في الاستجابة القاسية للغاية على حالة التفكير الخيالية التي تشكل الأساس الركين لشعار «لنجعل أميركا أمة عظيمة مرة أخرى». ولا يمكننا اعتبار ردود الفعل هذه من المجريات العشوائية بحال.

أميركا بين ديباجة الاستقلال والواقع الراهن

إن كنت من الذين سئموا من سياسات المظالم الأميركية، وفاض بك الكيل من الخلط المستمر بين الاستياء والمرارة، فإن مناسبة الرابع من يوليو (تموز)؛ (يوم الاستقلال في الولايات المتحدة) هي مجرد احتفالية الراحة المؤقتة التي ربما تحتاج إليها للفرار من ذلك. على شرط ألا تولي اهتماماً كبيراً لفاتورة المتطلبات والتغييرات الكبيرة المزمعة. على مدار أكثر من قرنين من الزمان، تعمدت الولايات المتحدة دفن أغلب بنود إعلان الاستقلال تحت أرتال تلو الأرتال من الطموحات الكبيرة. والجزء الذي يحظى باحتفائنا - وهو القمة البلاغية التي تعانق عنان السماء - لا يتجاوز ديباحة الإعلان. وحتى في ذلك، فإننا قلما نحتفي بالديباجة كلها.

دفعة «كوفيد» 2020

تعرض أفراد دفعة 2020 الجامعية للعنة. الآن، وبينما يخوضون آخر أسابيع دراستهم الجامعية، يعانون حالة من الفوضى، بسبب إجراءات التعليم عن بعد، وضرورة حفظ مسافات معينة بين الأفراد بعضهم البعض، وتزايد أعداد الوفيات. فيما يخص ابنتي، فقد نجحت في استغلال سنوات دراستها الجامعية على النحو الأمثل، وكونت صداقات، وحصدت قدراً مبهراً من المعرفة.

الخوف من «كورونا» ينقذ متاجر السلاح

لقد فعل الاتحاد الوطني الأميركي للسلاح، الذي ينشط في الأجواء الهستيرية من أجل زيادة عدد أعضائه وكذلك مبيعات الأسلحة، الصواب حين واجه خطراً حقيقياً، حيث ألغى مؤتمره السنوي، الذي كان من المقرر عقده خلال الشهر المقبل في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، على خلفية المخاوف من فيروس «كورونا». الكثير من أعضاء الاتحاد من كبار السن مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس.

نيوزيلندا حظرت البنادق... وأميركا؟

اتخذت نيوزيلندا قراراً بحظر تداول الأسلحة نصف الآلية في عموم البلاد اعتباراً من الأسبوع الحالي، ويسري الحظر بصفته القانونية على الفور للحيلولة دون تخزين الأسلحة أثناء فترة صياغة التشريع القانوني. ولا تبدو نيوزيلندا معنية بالآمال الكبيرة التي يتبناها الكونغرس الأميركي في أعقاب كل مذبحة مروعة من مذابح إطلاق النار هناك. وقد حفزت «المسيرة من أجل حياتنا»، التي انبثقت في عام 2018 من رحم مجزرة مدرسة «مارجوري ستونمان دوغلاس» الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، الشباب في جميع أرجاء البلاد، وألهبت مشاعر المواطنين الأميركيين للتظاهر من أجل سن التشريعات القوية ضد تداول الأسلحة في البلاد.

ترمب يجعل أميركا أكثر ترحيباً بالمهاجرين

قد يصبح الرئيس دونالد ترمب في النهاية سبباً لتوحيد الشعب في التعامل مع إحدى أهم القضايا في السياسة الأميركية، ألا وهي الهجرة. بالطبع لم يكن ذلك في نية ترمب بالنظر إلى حملته الانتخابية التي استهلها بحالة أقل ما توصف بأنه تزمت عقائدي ضد المهاجرين. حسب ما أوضحته استطلاعات الرأي العام، فإن مصطلح «الهجرة» هو البديل المنقوص لكلمة «عرق». فقد جاء ترمب ليجعل لتلك العبارة وقعاً أوضح، حسب ما أوضحته التحليلات السياسية الكثيرة، فإن سياسة ترمب هذه أشبه بالمادة اللزجة التي تلصقه بأنصاره المتحمسين.

إنها الحرب... و«واشنطن بوست» تدرك ذلك

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن حالة من الغش هذا الأسبوع، ولكنها كانت قضية غير مثيرة للاهتمام بشكل ملحوظ. ولكن كان هناك شيء غير اعتيادي بشأنها. والمؤسسات الصحافية الرائدة تتصرف أحياناً كما لو كانت تترفع كثيراً عن ألاعيب مهرجي الأحزاب السياسية، فهل هذا يعد نوعاً من أنواع أفلام التجسس الرخيصة؟ إنه أمر لا يكاد يستحق النظر أو الاعتراف بوجوده، فضلاً عن سبر غور أساليبه وتكتيكاته. وقد يعزو النقاد مثل هذه المواقف إلى الغطرسة المتعالية، وهذا صحيح بصورة من الصور.

مسلمو أميركا بين كلينتون وترامب

سوف تحصل هيلاري كلينتون على تأييد ساحق من الناخبين المسلمين الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فهي تعتبر الملاذ الآمن في البيئة السياسية الداخلية التي تشتعل بالاعتداءات المباشرة من جانب دونالد ترامب ضدهم. ولكن بالنسبة لكثير من المسلمين، الذين يشكلون 1 في المائة من سكان الولايات المتحدة، فإن التصويت لها يشكل حلاً وسطًا شديد الصعوبة. يقول داود وليد، المدير التنفيذي لفرع ميتشيغان في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: «لا يشعر كثير من الناس في بلادنا بسعادة غامرة حيال هيلاري كلينتون، بسبب سجلها السابق في السياسة الخارجية إزاء العالم الإسلامي.