مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

«من شاهدك يا أبو الحصين»؟!

تبنى زوجان ألمانيان مولوداً لقيطاً، اسمه دوهلي، حينما كانا في رحلة سياحية للهند، وأخذاه معهما إلى ألمانيا.
وقد انتاب دوهلي الفضول بشأن جذوره منذ بلغ الرابعة عشرة، وسافر للهند وعمره 20 عاماً، وطلب من الملجأ أن يعطيه أوراق تبنّيه، لكن المسؤولين رفضوا طلبه، ما دفعه لإقامة دعوى عليهم.
وبعد 17 عاماً، وصلت القضية إلى المحكمة العليا في الهند، التي قضت بالسماح له بالاطلاع على سجلات تبنّيه.
بعدها عرف أن والدته هندوسية، كانت تبلغ من العمر 20 عاماً عندما أنجبته بجانب الملجأ، بعدما رفض صديقها الزواج منها عندما حملت منه.
وأول مقابلة له مع أمه كانت في حديقة عامة، وتعانق الاثنان وذرفا الدموع، والغريب أنه لم يسأل أمه عن والده، ولا أراد أن يعرف اسمه.
وأعطى والدته مبلغاً من المال لتشتري منزلاً لأهلها، وبعد سفره رتّب دخولها إلى ألمانيا، ولا تزال تعيش معه معززة مكرمة ترعى أحفادها.
***
سيدة أميركية اسمها كايتي سكراغز، ذهبت كي تشتري تذكرة «اللوتو»، أي «اليانصيب».
وأخطأ البائع وأعطاها تذكرة «باوبربال»، بدلاً من تذكرة «ميغاميليونز» مثلما طلبت، واكتشفت ذلك عندما وصلت إلى منزلها، فاستشاطت غضباً، وذهبت إلى ذلك البائع لتتخانق معه وتستبدل تذكرتها، فوجدت الكشك مغلقاً.
وفي المساء، وهي تشاهد على شاشة التلفزيون سحب النتائج، كاد يغمى عليها عندما انطبقت جميع الأرقام في تذكرتها على الجائزة الأولى، وربحت 25 مليون دولار!!
وفي اليوم التالي، من شدّة فرحتها ذهبت إلى البائع ونفحته مبلغ 2500 دولار (وهو يمثل 0.01 في المائة) من إجمالي المبلغ الذي حصلت عليه، وذلك جزاء له على غلطته المباركة.
حتى الأخطاء، وهي أخطاء، تكون أحياناً مفيدة.
***
هذا ما ذكره لي أحدهم في بلد أوروبي، يقول استخدمت المرأة التي كانت تقف بالطابور في أحد المولات بطاقة اعتماد لدفع ثمن مشترياتها، فطلب منها أمين الصندوق أن تكتب رقم هاتفها في أسفل الفاتورة وتوقعها، والسيدة الأخرى التي كانت تقف أمامي أتت بعدها وهي تنوي الدفع أيضاً بواسطة بطاقة اعتماد، فسألت الموظف بكل براءة: هل تريد رقم هاتفي؟! فأجابها الخبيث، وهو «يلعب حواجبه»: آسف يا سيدتي فأنا متزوج. انتهى.
صحيح أن بعض الرجال لا يستحقون اسم «الرجولة»، إلا ما ندر منهم، مثلي أنا، ومثل القارئ الكريم. وبالمناسبة، هناك مثل شعبي يقول: «من شاهدك يا أبو الحصين؟! قال ذَنَبي». أي ذيلي.