الأرز والخيزران يتحولان بأنامل نساء هنديات إلى حلي وإكسسوارات

تزيّنت بها ملكات تاميل نادو منذ نحو 2500 سنة

نساء يعملن في شركة «جانغل - جولز»
نساء يعملن في شركة «جانغل - جولز»
TT

الأرز والخيزران يتحولان بأنامل نساء هنديات إلى حلي وإكسسوارات

نساء يعملن في شركة «جانغل - جولز»
نساء يعملن في شركة «جانغل - جولز»

هل فكرت يوماً في ارتداء الحلي المصنوعة من زهرة الشمس، أو البطيخ، أو التمر الهندي، أو الأرز، أو البازلاء، أو بذور شجرة الصابون، أو غير ذلك من البذور، بالإضافة إلى الخيزران؟
تستعين النساء الريفيات في الهند بهذه المنتجات العضوية البسيطة في صناعة قطع فنية جميلة ورائعة. فداخل منزل مكون من طابقين، تعيش غيثا، المرأة الريفية المتخصّصة في صناعة حلي البذور، حيث تمسك حبة من الأرز بكماشة خفيفة حتى تقرنها بإحكام ببذرة أخرى من بذور شجرة الصابون الهندية. وتعتبر غيثا واحدة من العديد من النساء الأخريات لدى شركة «جانغل - جولز» (دُرر الغابة)، حيث يعكفن على تصنيف وتثقيب وتجميع وإضفاء اللمسات الأخيرة على مجموعة متنوعة من البذور، وأجزاء النباتات التي تشكل في النهاية مجموعة متنوعة وجميلة من الحلي المصنعة يدوياً.
والرجل الذي يقف وراء هذا النوع من الحلي والإكسسوارات العضوية والنباتية هو بالأمورالي، مهندس السيارات الأسبق الذي غير مساره المهني إلى الاهتمام والدفاع عن حقوق سكان الريف في البلاد.
كان والد المهندس بالأمورالي قد أنشأ حديقة أعشاب مخصّصة لزراعة النباتات ذات الفائدة الطبية لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية البديلة لسكان الريف. وبعد مرور سنوات، خطر على بال الابن أن البذور في حديقة والده تضيع سدى. وقال، متذكراً الفكرة التي تحوّلت فيما بعد إلى نشاط الحلي العضوية الريفية: «لاحظت قبل بضعة أعوام أنّ النساء يجمعن بذور التمر الهندي وحبوب الأرز ويستخدمنها كأقراط للأذن. واتتني فكرة صناعة الحلي العضوية من البذور، فقرّرت البحث عنها وإن كانت موجودة بالفعل في الأسواق»، وكشفت أبحاثه عن أنّها منطقة جديدة غير مطروقة من قبل.
ومن ثمّ، ولدت فكرة «جانغل - جولز» مع العديد من النساء، من خلفيات اقتصادية متواضعة، ممن تلقين التدريب على صناعة هذه الحلي. وهن يعملن على ثقب البذور، ويطلين أو يرسمن بعض الأشكال، من ثمّ يربطنها سوياً داخل ورشة من ورش العمل. وخرجت الكثير من النساء من منازلهن للمرة الأولى للعمل في هذا المجال لتوفير دخل مالي إضافي لإعالة الأسرة.
وكانت الحبوب تأتي من الأسواق جنباً إلى جنب مع البذور التي تُجمع من الحديقة النباتية. وبمجرد ابتياع البذور، تُصنّف من حيث النوعية والجودة، اعتماداً على التصميم المطلوب، من ثم تُثقب إمّا بطريقة يدوية أو آلية، ليُعبّئها بعد ذلك، بعض الأفراد. ويقول المهندس بالأمورالي، الذي يعتقد أنّ الحرف اليدوية من أكثر الأعمال التي تلائم النساء، إنّ فريق العمل التابع له يمثل نسبة 20 في المائة الآن من «جانغل - جولز»، مما يعتبر حافزاً مهماً وقوياً لهم.
وتستخدم ماكينة ذات مثقاب صغير في ثقب البذور. ويقول بالأمورالي: «لا بد من ثقب البذور بأعلى درجات الدّقة. ويسهل كثيراً إعداد الأقراط بسرعة، غير أنّ القلائد تستلزم المزيد من الوقت والعمل». وأضاف: «ما كان لأحدنا أن يتصور أنّه يمكن لـ«زنبقة القنا» - إحدى النباتات المعروفة للغاية في العديد من الحدائق المنزلية القديمة في بنغالورو - أن تتحوّل إلى حلي جميلة ورائعة بمجرد حياكته مع بعض الخرزات الخزفية الملونة». وتعدّ بذور شجرة الصابون من المواد الأخرى المفضلة التي تستخدمها النساء في صناعة الحلي. ومن كان يصدق أنّ بذور أشجار «الليوسينا» (التي تشبه بذور البطيخ إلى حد كبير)، وتستخدم أعلافاً للماشية، أن تصنع الفارق الجميل في قلادة طويلة مع بذور «العشب الدمعي» (دمع أيوب) المستخدم في العلاجات العشبية التقليدية وكبديل للشعير.
كما أنّ النساء يستخدمن الكثير من بذور نبات «عين العفريت» الحمراء اللامعة والمستخدمة في الهند لوزن الذهب. ويصف بالأمورالي المواد المستعان بها في صناعة الحلي بقوله: «نستخدم قشر جوز الهند في بعض الأعمال، وخشب شينايباتينام، والخرز الخزفي الملون، والأحجار البيضاء الاصطناعية في الزينة». كما يشارك فريق العمل أيضاً في تحديد الأنواع الجديدة من البذور التي يمكن الاستعانة بها. ويتراوح سعر هذه المواد بين 30 و200 روبية، اعتماداً على مجال العمل المستخدمة فيه. ويعتبر الأفراد من أصحاب الاهتمامات البيئية وغيرهم ممن يبحثون عن الهدايا التذكارية الفريدة من نوعها، من أبرز المشترين لهذه المنتجات العضوية. ويتابع: «طلبت إحدى النساء من تشيناي صناعة حلي الزفاف باستخدام الأرز وبعض البذور كبيرة الحجم مثل (الهيل الأسود). وكان الطّلب من التحديات المهمة».
تُعرض منتجات شركة «جانغل - جولز» بصفة متكررة في ولايات تشيناي، وحيدر آباد، وبومباي، ودلهي، وجايبور، وبوندشيري، وتُصدّر إلى ماليزيا، وسنغافورة، وأستراليا. وهناك طلب مرتفع في جميع أنحاء العالم على المفاهيم الطبيعية والبيئية الأصلية، كما يقول المهندس بالأمورالي. وتتواصل الشركة الآن مع أحد المواطنين الفرنسيين لمحاولة تسويق المنتجات في فرنسا.
كانت السيدة بوتول داس ميترا تعمل على صناعة الحلي الدقيقة من الأرز اعتباراً من عام 2000. وهي من النساء الحائزات على الجوائز الوطنية، وتمارس إلى جانب نساء أخريات صناعة الحلي من الأرز، تلك التي تستخدم توازناً دقيقاً بين البراعة المهنية والثروة التقليدية الطبيعية. يُعالج الأرز غير المقشور بصمغ أرالدايت في أول الأمر، وبعد ذلك تُحاك حبوب الأرز بشكل جمالي رائع في أنماط وأشكال مختلفة. ويستخدم خليط من الخرز الصناعي، والأزرار، وخيوط النايلون، وألوان الأكريليك، وغير ذلك من أدوات الزخرفة والتزيين في صناعة الأقراط، والقلائد، وغير ذلك من المنتجات.
ويُعرف الأرز غير المقشور في اللغة الهندية المحلية باسم «Dhaan»، ويستلزم تحويله إلى حُلي عملية معقدة وحساسة ودقيقة للغاية.
وقبل نحو 2500 سنة، كانت ملكات تاميل نادو يتباهين بجمالهن من خلال التزين بالحلي والإكسسوارات المصنعة من البذور البرية، وليس من الذهب كما هو الحال في العصر الحديث. وتعتبر الحلي العضوية من مجالات الشغف الكبيرة بين الشبان المهتمين بالطبيعة والبيئة ولدى الصناع الذين يؤمنون بفلسفة «إعادة التدوير نحو الأفضل».
وعلى نحو مماثل، لدى كل من «مرونمايي بيندس تشودري» و«شيلبا داهاكي» حلول مبتكرة لبذور الفواكه التي عادة ما ينتهي بها الأمر إلى سلّة المهملات. فهما يصممان الحلي والإكسسوارات الرائعة باستخدام هذه البذور.
وكجزء من مبادرة التدوير نحو الأفضل، أسّس الثنائي شركة «بيج» الناشئة، لتصميم الحلي والإكسسوارات باستخدام البذور التي عادة ما يتخلص الناس منها. وهما يجمعان مجموعة متنوعة من البذور من مصادر مختلفة مثل محلات بيع الآيس كريم، ومتاجر العصير، ومن السكان، وغيرها.
تقول السيدة تشودري: «كانت الفكرة تدور حول إيجاد بديل للمجوهرات الحديثة باستخدام مواد طبيعية نتخلص منها من دون تفكير، مثل بذور السفرجل الهندي أو التمر الهندي. وفي حين أنّنا نخزن كمية من البذور التي تُجمع من أجل إنتاج المزيد من الشتلات، فإنّ الجزء الأكبر منها يُستخدم في صناعة الحلي والإكسسوارات». وتواصل قائلة: «بعد حصولي على البكالوريوس في الهندسة المعمارية، اخترت دراسة دبلومة في علوم البيئة والترميم، وأثناء الدراسة عرفت الكثير عن الاستدامة، والحياة البيئية، وأهمية ذلك بالنسبة للهندسة المعمارية. وكنا نعمل على الوصول إلى بدائل مطلوبة اليوم في عالمنا المعاصر. وعندما رجعت بعد الدراسة إلى بلدتي، بدأت أفكر في تغيير أفكار الناس وتعزيز الحياة المستدامة. وناقشت فكرتي مع إحدى صديقاتي وقررنا فتح ما يسمى بالحوار الحضري».
أثناء صناعة الأقراط، تُعالج البذور بمادة كيماوية من التي تستخدم في مكافحة انتشار حشرات النمل الأبيض، وذلك لتفادي أي نوع من أنواع التأثير البيئي عليها مثل تعفن البذور. من ثمّ تُحوّل البذور إلى أشكال وقطع فريدة من الحلي والإكسسوارات من خلال حياكتها في خيوط وعقد. ولا يتغيّر شكل أو حجم أو لون البذور بمرور الوقت أبداً. ومن أفضل الأشياء في هذه القطع الاستثنائية من الحلي هو طلاؤها بألوان الباستيل الطبيعية، مما يجعل من السهل مقارنتها بالملابس التي نرتديها.
حلي الخيزران
وعلى نحو مماثل، تتحدر «ميناكشي واكي»، من بيئة ريفية فقيرة، غير أنّ فنونها وتصاميمها بالخيزران قد تجاوزت حدود الهند. ومن دون أي خبرة سابقة تعرفها عن فنون الخيزران، عملت ميناكشي وتدربت بجدية ومثابرة لتتعلم خبايا هذا الفن وتؤسس لنفسها سمعة راسخة كأحد الفنانات الحرفيات المعروفات في تخصّص حلي وإكسسوارات الخيزران. وهي تستخدم الورق، والبذور، وقشور جوز الهند، وخيوط الحرير، والخيزران، والخشب في صناعة التصاميم الحديثة.
ولا يزال فنّها في نمو وتصاعد مستمرين. ولقد وصلت بالفعل إلى شواطئ أميركا، وسنغافورة، ودبي مع العديد من المواقع الأخرى في الطريق.
تتحدر رحيمة خاتون من منطقة تيزبور الرّيفية الفقيرة في وسط ولاية آسام الهندية الوسطى، وحتى 10 سنوات مضت لم تكن تعرف كيف يمكنها الاعتماد على نفسها. وكان الشيء الوحيد الذي تعرفه، بصرف النظر عن الأعمال المنزلية الأخرى، هو صناعة السّلال الصغيرة من أعواد الخيزران. بيد أنّ تلك المهنة البسيطة لم تكن تدرّ عليها ما يكفي من المال، حيث هناك العديد من النساء الأخريات في نفس المنطقة يعملن في نفس المهنة. لكن مهارة خاتون المتواضعة في صناعة سلال الخيزران قد تحوّلت إلى حرفة بالغة الأهمية عندما شرعت في التدرب على صناعة الحلي والإكسسوارات من الخيزران والبذور. والآن، هي ليست مجرد صانعة ماهرة في هذا المجال فحسب، وإنّما صارت تستعين كذلك بالمواد المتاحة في الطبيعة من حولها مثل بذور النباتات، وأغصان الأشجار، كي تصنع منها قطعاً فنية جميلة تجد طريقها إلى التصدير الخارجي الآن.
بدأت النساء، اللواتي كن يتقوقعن حول أنفسهن في بادئ الأمر، بالسفر في جميع أنحاء البلاد الآن لعرض أعمالهن اليدوية والتعلم من المنتجات والمعروضات الأخرى. وهنّ يخطّطن الآن لتطوير أعمالهن من خلال صناعة الحافظات، ومفارش الموائد، وواقيات الكؤوس، وسلاسل المفاتيح، وهدايا الشركات، من ثمّ بيع هذه المنتجات من خلال مختلف المتاجر والمحلات المعنية بالمنتجات العضوية.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.