في سوق حقائب اليد... كلما خلا تصميمها من التفاصيل الكثيرة ارتفعت أسهمها

الإقبال على تصاميم بسيطة وراقية يخلق منافسين لـ«البيركن» من «هيرميس»

رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
TT

في سوق حقائب اليد... كلما خلا تصميمها من التفاصيل الكثيرة ارتفعت أسهمها

رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)

هيلاري كلينتون سياسية مخضرمة ومثقفة تتمتع بمؤهلات كثيرة قد يتفق عليها البعض أو لا يتفقون. لكن المؤكد أن الأناقة ليست واحدة منها، إذ يستحيل وضع اسمها ضمن خانة أيقونات الموضة بمفهومنا المعاصر. ومع ذلك، كانت أفضل من لخَّص أهمية حقيبة اليد في حياة المرأة حين قالت في لقاء أجرته معها مجلة أميركية عام 2011: «أعتقد أن هذا الإكسسوار له القدرة على الجمع بين النساء أو التفريق بينهن». وتابعت: «لا ينبغي لأحد أن ينتقد أي شخص آخر على اختياراته في هذا المجال... فالحقيبة حاجة نفسية عميقة تعكس رغبة في تنظيم ما هو مهم في حياتك اليومية وما تحتاج إلى حمله معك في كل الأوقات».

أصبحت تصاميم «تيسا فونتانيدا» تثير الرغبة فيها لعمليتها وحرفيتها (خاص)

لخصت هيلاري الدور الأساسي لحقيبة اليد، ألا وهو منح صاحبتها الطمأنينة والأمان وهي تعرف أنها تحمل معها كل الأغراض التي تحتاج إليها سواء كانت متوجهة إلى مكان العمل أو لحضور دعوة غداء. لكن ما لم تُشر له سيدة البيت الأبيض السابقة أن للحقيبة أدواراً أخرى تتعدى الدور الوظيفي. هي الآن من الإكسسوارات التي تُستعمل لتغذية رغبة دفينة تسكن المرأة والرجل على حد سواء في التميز والتفرد فضلاً عن كونها وسيلة للتعبير عن الوجاهة والمكانة الاجتماعية. لم تعد مجرد مكمل للأناقة، بل من أساسياتها مثلها مثل الجاكيت الأسود وبنطلون الجينز والقميص الأبيض أو الفستان الناعم. وكلما خلا تصميمها من البهرجة دخلت كل المواسم والفصول والمناسبات. ثم لا ننسى أنها الدجاجة التي تبيض ذهباً لبيوت الأزياء العالمية.

«برايفت آي» من «ميتييه» التي يُقدّر سعرها بـ2.250 جنيه إسترليني

لهذا كان من الطبيعي أن تُغذي بيوت أزياء شهيرة مثل «شانيل» و«هيرميس» وغيرهما هذه الاحتياجات النفسية والاجتماعية بابتكار أساليب تسويقية ذكية؛ «شانيل» برفع أسعارها باستمرار، و«هيرميس» بابتداع ما أصبح يعرف بلائحة الانتظار على حقيبتها «البيركن». كان للعمليتين مفعول السحر ترجمَتْه أرقام المبيعات. تبيَّن أنه كلما زاد السعر وارتفع وضَح الفرق بين المقتدرات والمتطلعات، وهذا هو المطلوب. هذا هو أيضاً السبب الذي يجعل «هيرميس» تنتقي بعناية شديدة من تُوفر له حقيبتيها: «الكيلي» و«البيركن».

صعوبة الحصول على حقيبة «البيركن» تحديداً لا يختلف عليها اثنان، ومنذ زمن يعود إلى 1984، تاريخ ولادتها. نُدرتها، بمعنى عدم توفرها في الأسواق، فضلاً عن الانتقائية التي يخضع لها كل من يسعى لاقتنائها، هما من أهم أسرار جاذبيتها وصمودها طوال هذه السنين كاستثمار بقيمة الذهب أو أكثر.

حقيبة «البيركن» من «هيرميس» في مزاد «سوذبيز» بنيويورك تؤكد أنها استثمار بقيمة الذهب وأكثر (رويترز)

منذ أسبوع تقريباً، انتشر خبر أن زبونتين أميركيتين رفعتا دعوة على محل «هيرميس» في سان فرنسيسكو. التهمة أن المحل يحتفظ بهذه الحقيبة لزبائنه المهمين فقط ويرفض توفيرها لغيرهم. جاء في الدعوة أيضاً أن واحدة من المدعيتين

قالت إنها لكي تحصل على الحقيبة كان عليها شراء منتجات أخرى من المحل، وهو ما يتعارض مع القانون. القضية مستمرة ومعها تستمر أهمية حقيبة اليد كإكسسوار يعكس الجاه والمكانة الاجتماعية ويُحسن الحالة النفسية.

الطريف في حقيبة «البيركن» بالذات، أنها بحجمها الكبير، أغوت حتى الرجال. هم أيضاً أقبلوا على استعمالها للتعبير على ميلهم للموضة من جهة، واستعراض قدراتهم المادية من جهة ثانية. في مشهد الموضة الحاضر، لم يعد مظهرهم يثير الاستغراب، لا سيما بعد أن دخلت هذه الحقيبة المزادات العلنية وتعدّت قيمتها في بعض الأحيان سعرها الأصلي. هي الآن أكثر ما ينافس الذهب بوصفها استثماراً بعيد المدى.

الأميرة رجوة تحمل حقيبة «غابرييل» من موينا (موينا)

لكن كل شيء يزيد على حدّه ينقلب إلى ضده. هذا الهوس بالحقيبة خلق نوعاً من التخمة من كل الحقائب التي تتعرف عليها العين من الوهلة الأولى، مما جعل شريحة مهمة من العارفين والعارفات بأسرار الموضة يبحثون عن بدائل.

انتعاش موضة تبدو بسيطة وهادئة في ظاهرها لكن تتضمن كل معاني الفخامة والرُقيّ في جوهرها كان المضاد الذي يبحثون عنه. لقيت هذه الموجة إقبالاً أدى إلى تقسيم عشاق الموضة إلى قسمين: قسم حقَّق ثروته من نجاحاته ويريد الاستمتاع بها على الملأ، وقسم ورثها أباً عن جد ولا يريد أن يتشبه بأحد في اختياراته وأناقته.

لم تقتصر هذه الموضة الهادئة على الأزياء وشملت أيضاً الإكسسوارات بما فيها حقائب اليد، مع العلم أن هذا لا يعني أن «البيركن» ستفقد مكانتها. أبداً، فهي استثمار مضمون بفضل خاماتها الطبيعية وطرق تنفيذها باليد والتي قد تستغرق أسابيع إن لم نقل أشهُراً عدا عن تصميمها الأنيق والعملي. لكنها ليست الوحيدة التي تتصدر المشهد حالياً. اصبح لها منافسون، من أمثال «مارغو» و«ماوسي» و«برايفت آي» وغيرها من الحقائب الخالية من «اللوغوهات».

حقيبة «مارغو» من علامة «ذي رو» تشهد إقبالاً منقطع النظير حالياً رغم بساطة تصميمها (خاص)

حقيبة «مارغو»

حقيبة تحمل توقيع الأختين أولسن، مؤسستي علامة «ذي رو». تصميمها لا يشد الانتباه كثيراً. فهي بسيطة بمقبض علوي بجوانب منحنية وإبزيمين على الجانبين. فقط شعار ذهبي صغير منقوش على جزء من الحافة يشي باسمها وهويتها. ومع ذلك الكل يتكلم ويتساءل عنها، حيث ارتفعت عمليات البحث عنها على مواقع التسوق الإلكتروني بنسبة 198 في المائة وفقاً لمنصة «لايست». محلات «سيلفريدجز» اللندنية أيضاً سجلت ازدياداً في الاهتمام والشراء إلى حد أنه أصبحت لها هي الأخرى قائمة انتظار. موقع «ماتشز» أيضاً سجل الإقبال ذاته، إذ أعلن أنها تنفّذ في أقل من أسبوع من طرحها. مثل «البيركن»، قوتها تكمن في أنها أنيقة وعمليّة بفضل جيوبها المتعددة وجلدها المرن الخالي من التفاصيل التي لا حاجة لها سوى أنها تُثقلها وتجعل العين تمل منها بعد فترة. ثم لا ننسى أنها بأسعار أقل مقارنةً بـ«البيركن».

«برايفت آي مراكش» من «ميتييه» مصنوعة من السويد (خاص)

حقيبة «برايفت آي»من «ميتييه»

«مارغو» ليست الحقيبة الوحيدة التي تثير الاهتمام أو تدخل ضمن خانة الأناقة الراقية والهادئة. فهناك حقائب أخرى مثل «ميتييه برايفت آي Métier’s Private Eye» التي يقدر سعرها بـ2.250 جنيه استرليني وتتمتع بنفس المواصفات الراقية والهادئة التي تتمتع بها «مارغو» و«البيركن». رأت هذه الحقيبة النور أول مرة في 2018، وسرعان ما ذاع صيتها بين العارفات بخبايا الموضة. مكمن قوتها أنها على الرغم من حجمها واللمسات التي أُضيفت إليها لتعزز تماسكها، تبقى خفيفة الوزن. وفق ما قالته المصممة ميليسا موريس، فإنها حرصت على أن تأتي بتصميمها مناسبة لحمل جهاز الكومبيوتر خلال النهار، كما لا تبدو نشازاً في أي مناسبة اجتماعية.

حقيبة «غابرييل» من «موينا» (خاص)

حقيبة «غابرييل» من علامة «موينا Moynat» التي تأسست عام 1849 كأحد أعرق صنّاع حقائب السفر في العالم. تَعدّ هذا التصميم من كلاسيكياتها. فكل ما فيها يفوح بالتميز ورائحة الجلود الطبيعية. من ناحية الشكل، فهي تعتمد على خطوط غرافيكية هندسية ودرزات منحنية في الأعلى والأسفل، بينما يزيّنها قفل يحاكي المجوهرات من البلاديوم يحمل الحرف الأول من الدار. مظهرها الكلاسيكي الذي لا يعترف بزمن لم يُلغ أنها عملية ومرنة يمكن استعمالها بعدة أشكال حسب المناسبة والرغبة. فهي تأتي بمقبض يُسهل حملها باليد، وأيضاً بحزام من الجلد قابل للتعديل أو الإخفاء في حال كانت الرغبة ارتداءها على الكتف.

حقيبة «بيغ موسي Big Mausi»

من تصميم «تيسا فونتانيدا» وهي حقيبة تتمتع بكل المواصفات المطلوبة لتكون الرفيق المثالي لامرأة أنيقة في كل المناسبات. تأتي بألوان متنوعة وبحزام قابل للفصل لتلك اللحظات الخاصة التي تحتاج إلى حقيبة مسائية. مثل أغلب الحقائب التي تحمل توقيع الدار، صُنعت يدوياً على يد حِرفيين لهم باع في تطويع جلد النابا الناعم. وتربط المصممة علاقة حميمة بهذا الجلد تحديداً، إذ تعرفت عليه أول مرة خلال عملها مع دار «لويفي» قبل أن تؤسس علامتها. رغم تميز الحقيبة، فإنها تخلو من أي لوغو يشي باسمها. فقط تلك الفقاعات الصغيرة التي تكسوها بالكامل وأصبحت ماركتها المسجلة هي التي تكشف عن هويتها. وهي نتيجة تقنية معقدة تعتمد على البخار اعتمدتها تيسا للاختلاف.


مقالات ذات صلة

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

لمسات الموضة تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

حفل جوائز الموضة البريطانية السنوي من أهم فعاليات عالم الموضة وتُقدَّم فيه جوائز لأهم المصممين العالميين والشباب إلى جانب صناع الموضة والمؤثرين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة زهير مراد يفوز بجائزة الريادة وبقلوب النجمات

زهير مراد يفوز بجائزة الريادة وبقلوب النجمات

فاز المصمم اللبناني العالمي زهير مراد خلال حفل فاشن تراست أرابيا (FTA) في نسخته السابعة بجائزة تقدير لمساهمته في إثراء المشهد الإبداعي في المنطقة ودوره في…

«الشرق الأوسط» (الدوحة - قطر)
لمسات الموضة لقطة جماعية على خلفية قلعة درامون التي أقيم فيها العرض (تصوير سام كوبلاند)

«ديور» تنسج قصة أسكوتلندية من التويد والتارتان

في مايو (أيار) الماضي، وهو بداية موسم عروض خط «الكروز» أو الـ«ريزورت»، قدمت «ديور» تشكيلتها من هذا الخط لعام 2025 في أدنبره الاسكوتلندية. كان عرضاً مثيراً…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة نيكول كيدمان في قميص من القمصان الثلاث التي أبدعها بلازي بالتعاون مع «شارفيه» (شانيل)

«شانيل» و«شارفيه» يجددان قصة حب قديمة بثلاثة قمصان

كان على ماثيو بلازي الاختيار بين غابرييل شانيل وكارل لاغرفيلد، فاختار الأولى وقصة حبها لآرثر كابيل الذي كان له فضل عليها على المستويين الشخصي والمهني.

جميلة حلفيشي (لندن)

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
TT

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)
تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)

في الوقت الذي كان فيه لبنان يحتفل بزيارة البابا روبرت بريفوست (ليو الـ14) التاريخية، كانت اللبنانية تانيا فارس تكتب التاريخ في مجال الموضة بوصفها أول لبنانية تفوز بجائزة التقدير الخاص (Special Recognition Award) عرفاناً لها بـ15 عاماً من مبادرة BFC Fashion Trust، وتقديراً لدورها في تأسيس هذه المبادرة.

تانيا فارس عبَّرت عن فخرها بكونها أول لبنانية تحصل على الجائزة (غيتي)

بكلمات تُعبّر عن فخرها بهويتها قالت تانيا وهي تتسلم الجائزة، إن لا شيء يضاهي سعادتها سوى فخرها بأصولها اللبنانية وكونها أول لبنانية تحصل عليها.

جدير بالذكر أن حفل جوائز الموضة البريطانية السنوي من أهم فعاليات عالم الموضة، حيث تُقدَّم فيه جوائز لأهم المصممين العالميين والشباب إلى جانب صناع الموضة والمؤثرين من رؤساء تنفيذيين ومصممين ومبدعين في مجالات فنية مختلفة أخرى. كما يحضره أفراد من الحكومة دعماً لصناعة تدر على البلد الملايين وتوظف الآلاف.

عمدة لندن صادق خان يتوسط المصممة روكساندا والنجمة كيت بلانشيت لدى وصولهم الحفل (رويترز - أ.ف.ب)

هذا العام، وفي أول ليلة من ديسمبر (كانون الأول)، وبين زخّات مطر خفيفة تلامس شوارع لندن، ازدانت قاعة رويال ألبرت هول بالبريق: أضواء مشعة ونجوم في فساتين مثيرة، وكأنها بهذا الكم من الأناقة الراقية، تطوي عاماً حافلاً بالإبداع والفن والتغييرات الجريئة.

منذ اللحظة الأولى وحتى قبل بدء الحفل، بدت الأجواء خارج القاعة واعدة. مشاهير من عالمي الفن والموضة تحدّوا الطقس اللندني وتألقوا على السجادة الحمراء. من شارون ستون وكيت بلانشيت وصادق خان، عمدة لندن، وهلمّ جراً من الأسماء الكبيرة، والتي كان عدد لا يستهان منها يأمل في أن يسمع اسمه من بين الفائزين.

أندرسون... ثلاثية ذهبية

من هؤلاء كان الآيرلندي جوناثان أندرسون، المدير الإبداعي الحالي في دار «ديور» والذي فاز بجائزة مصمم العام، محققاً بهذا إنجازاً قياسياً. فهذه المرة الثالثة التي يفوز بها باللقب على التوالي، وإن كان هذا العام يحمل قيمة إضافية بالنسبة له؛ لأنه فاز بالجائزة عن علامته الخاصة «جي دبليو أندرسون» وعن دار «ديور» التي التحق بها مؤخراً وقدم لها أول مجموعة من إبداعه منذ أشهر قليلة.

جوناثان أندرسون بعد تسلمه جائزة مصمم العام للمرة الثالثة على التوالي (غيتي)

وقف أندرسون وسط تصفيق حار، وقال بروح مرحة: «سأكون سريعاً... أعلم أن الجميع يرغب في الاحتفال». ثم عبّر عن شكره لدلفين أرنو، الرئيسة التنفيذية للدار وإلى فريقه قائلاً: «أؤمن بأن التعاون طريق النجاح». إنجاز أندرسون لا يقتصر على تحقيقه الرقم القياسي هنا، بل يمثل لحظة تحول مهمة لدار «ديور» التي من المتوقع أن يضخها بروح جديدة تجمع بين الحداثة والحرفية وبين الماضي والمستقبل.

جوائز تُكرّم الإبداع البريطاني

وفي سياق الجوائز التي تحتفي بالفعل الإبداعي البريطاني، فازت سارة بيرتون بجائزة مصمّمة الأزياء النسائية البريطانية للعام عن عملها في دار «جيفنشي»، التي التحقت بها مؤخراً، مؤكدة استمرار تأثيرها الراسخ في عالم الأزياء النسائية.

وعلى الجانب الآخر، توّجت غريس ويلز بونر بجائزة مصمّم الأزياء الرجالية البريطانية للعام عن علامتها Wales Bonner، بعد عام شهد حضوراً قوياً لها على منصات العرض وفي النقاشات الثقافية المرتبطة بالهوية والموضة، لا سيما بعد دخولها دار «هيرميس» خليفة لفيرونيك نيشانيان التي تولت القسم الرجالي لنحو 37 عاماً.

أما جائزة Vanguard، التي تُمنح للمواهب الواعدة، فكانت من نصيب المصمّمة ديلارا فندك أوغلو، التي واصلت خلال العام الماضي فرض نفسها بوصفها واحدةً من أكثر الأصوات الشابة إثارة للاهتمام في عالم الأزياء التجريبية.

برونييلو كوتشينيلي

شارون ستون وبرونيلو كوتشينلي قبل دخولهما قاعة الحفل (أ.ف.ب)

ومن بين الجوائز المهمة أيضاً في الأمسية، كانت جائزة الإنجاز المُتميز التي ذهبت هذا العام إلى المصمّم الإيطالي برونيلو كوتشينيلي، المعروف ببناء إمبراطورية عالمية للرفاهية الهادئة من مقره في قرية سولوميو الحالمة بوسط إيطاليا. وكان توم فورد هو الفائز بهذه الجائزة في العام الماضي؛ الأمر الذي يؤكد استمرار الاعتراف بالأسماء التي تركت بصمتها على الصناعة بأبعادها الإنسانية والحرفية.

الجانب الإنساني يسرق الأضواء

رغم أن أسماء الفائزين ببعض الجوائز كانت معلنة قبل الحدث، فإن اللحظات التي عاشها الضيوف داخل القاعة لم تفقد تأثيرها.

كانت أنوك ياي، الفائزة بجائزة عارضة العام، من أبرز هذه اللحظات. العارضة السودانية - الأميركية التي تصدرت أغلفة المجلات العالمية مثل «فوغ» فرنسا، وظهرت في حملات سان لوران وفيرساتشي، وقدّمت عطراً من تييري موغلر، اعتلت المسرح وهي تتلقى الجائزة من الفائزة السابقة أليكس كونساني. وقالت ياي بخفة ظل: «قيل لي إن مسيرتي لن تتجاوز ستة أشهر... ويبدو أنها كانت ستة أشهر طويلة، أليس كذلك؟»، ثم تحوّلت عباراتها رسالة تمس القلوب: «إلى كل الفتيات السود الصغيرات اللواتي يشاهدنني الآن... لونكن ليس لعنة. أنتنّ أقوى مما تتخيلن». كلمات جعلت القاعة تصمت في لحظة إجلال، قبل أن تنفجر بالتصفيق.

إبداع يربط الموضة بالثقافة

جائزة المبتكر الثقافي كانت من نصيب ليتل سيمز، الفنانة التي تجمع بين الموسيقى والتمثيل، والتي أهدت جائزتها «لنسختها الصغيرة» التي لم تكن لتتخيل هذا اليوم، لكنها «رأته حتى النهاية».

كما شهد الحفل منح جائزتي تقديراً خاصاً في هذا المجال لكل من دلفين أرنو وBFC Fashion Trust متمثلة في تانيا فارس بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيسه.

وحصلت لولو كينيدي ورافاييل مور على تكريم 25 عاماً من Fashion East، بينما ذهبت جائزة «لحظة باندورا الأسلوبية» للعام إلى سام وولف.

أما جائزة «إيزابيلا بلو للإبداع»، فقد مُنحت لكلٍّ من راي كاواكوبو، وأدريان جوفي، وديكون باودن عن Dover Street Market.

تخللت الحفل أنشطة فنية وترفيهية عدة عربوناً على لقاء الموضة والفنون (رويترز)

وهكذا اختُتمت أمسية جمعت بين الأزياء وعروض حية من الموسيقى والباليه، إضافة إلى القصص الإنسانية، وفي الوقت ذاته كرّست مكانة جوائز الموضة بين أكثر الأحداث تأثيراً في روزنامة الموضة العالمية. ليلة كتبت فيها لندن فصلاً جديداً، وكان بطلاها الأساسيان لبنانيةً وآيرلندياً.


أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
TT

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)
انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

بين افتتاح المتحف المصري الكبير وفضول عالمي متزايد بسوق الموضة وصعود مصممين من أبناء البلد يطمحون لترك بصمتهم على العالم، يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية. سلاحها، العودة إلى الجذور وإلى حكايات ملهمة إلى جانب توظيف خامات طبيعية محلية.

يبدو واضحاً أن معظم المصممين والمبدعين متمسكون بالجذور رغم تطلعهم للعالمية (خاص)

تحت عنوان «التطور» انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري في احتفال يعكس خطوات واثقة بدأت تحققها صناعة الأزياء منذ إطلاق الحدث لأول مرة في عام 2023. في هذه الدورة برزت رغبة محمومة من قبل المصممين المشاركين في توظيف خامات طبيعية كالقماش والقطن. وطبعاً إحياء حرف يدوية تقليدية في مسار يُعبِد الطريق نحو مستقبل مستدام وهوية تصميم مصرية معاصرة.

فتحت الفعاليات أبوابها للجمهور داخل مبنى كونسوليا وبيت بدير في قلب وسط البلد، بعدما أعادت إحياءهما شركة Coterie الشريك الرئيسي لهذا العام.

من علامة «باز القاهرة» تصاميم مستوحاة من التراث بلغة معاصرة (خاص)

كان هناك حرص على أن تُجرى كل فعاليات الحدث في مكان محدد، حتى لا يضطر الحضور إلى التنقل بين الأماكن في زحمة سير القاهرة، وما يمكن أن يترتب عليه من تأخير وضغوط. ثم إن المكان يتوفر فيه كل شيء، بدءاً من فناء أخضر فيه مقهى إلى طوابق مختلفة يحتضن كل واحد منها فعاليات معينة. الطابق الخامس مثلاً خُصص لأعمال أبرز المصممين المصريين عبر معارض ومنصات تفاعلية وورش عمل، فيما خصصت الطوابق العليا، كمسرح لعروض الأزياء وصالونات للماكياج وتصفيف شعر العارضات.

هناك رغبة في العودة إلى الجذور واستعمال خامات طبيعية مستدامة (خاص)

لكن ما ميز أسبوع هذه الدورة أيضاً، تعدد برامج الحوارات، التي شارك فيها أكثر من 30 شخصية محلية ودولية مؤثرة، من ضمنهم الأرشيدوقة كاميلا فون هابسبورغ-لوتيرينغن والمصممة أمينة غالي من عزة فهمي، و كاميلا فراكاسو ديافيريا من White Milano

والباحثة التراثية شهيرة محرز وشرين رفاعي مؤسسة أسبوع الموضة الأردني.

وشاركت ثمانٍ من أبرز مؤسسات تعليم الموضة في مصر إما بعروض أو معارض تبرز أفكاراً مبتكرة لطلاب يدعمهم برنامج GTEX التابع للمركز الدولي للتجارة ومؤسسة دروسوس بعد عملية انتقاء دقيقة لكل واحد منهم.

كانت القاعات تنبض بالنقاشات حول الاستدامة، الملكية الفكرية، تعليم الحرف والتمويل. وفي ورش العمل، قدّم المصمم الأردني ليث معلوف عروضاً تطبيقية على الأقمشة، بينما شرح مشرفون من مبادرة MSNJ كيف أصبح الصبار خيطاً ناعماً يمكن إدخاله في أزياء صديقة للبيئة.

تقول سوزان ثابت، أحد مؤسسي الأسبوع، إن مصر تزخر بالموارد والمواهب، وتاريخ غني في مجال الموضة لا يعرفه كثيرون ويستحق التعريف به وتسليط الضوء عليه بعد أن طاله غبار الزمن.

المصمم بريهان أبو زيد من علامة «باز» (خاص)

من هذه الفكرة أو الرغبة تبدأ قصة أسبوع الموضة في مصر تحت عنوان «التطور».

كانت التصاميم تشبه دفاتر يوميات مفتوحة ترجم فيها الطلاب رؤية لعالم يريدون أن يكونوا جزءاً منه عن استحقاق.

لكن وراء الألوان والقصات والأضواء وتسريحات الشعر الأنيقة، يقف اقتصاد ضخم. فصناعة النسيج مثلاً من أهم ركائز الاقتصاد المصري، وكذلك القطن المصري الذي يعد علامة فارقة في المنتجات العالمية من ناحية جودته وفخامته. تقول سوزان: «هذا تحديداً ما يرتكز عليه أسبوع الموضة ليعيد صياغة هذه الصناعة، ليس فقط عبر تصدير الخامات، بل عبر خلق علامات مصرية قادرة على المنافسة عالمياً وتحمل مفهوم (صنع في مصر)».


لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
TT

لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)
بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)

وأخيراً أصبح في المنطقة العربية مصنع عطور يُجرى فيه تقطير اللبان محلياً، بعدما كان السفر إلى مدينة غراس الفرنسية الخيار الوحيد. أهمية هذه الخطوة لا تقتصر على بناء صناعة متكاملة من الشجرة إلى العطر فحسب؛ بل تمتد أيضاً إلى خفض البصمة الكربونية، وإفادة المجتمعات المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. واليوم بات بإمكان صُنَّاع العطور التوجه إلى صلالة، وتحديداً وادي دوكة، لمعاينة هذه النقلة في مجالهم عن قُرب، بعد أن كان المشهد محصوراً في صورة شاعرية لطقوس جمع اللبان وترحاله.

تسمع حكايات وتقرأ في كتب التاريخ الكثير عن منطقة ظفار وعلاقتها بالبخور واللبان. تترسخ في مخيلتك صورة شاعرية عن قوافل تجارية وثقافات متنوعة تمر منها إلى أوروبا وإلى آسيا، محملة بالبضائع النادرة، ولكن ما من وصف يضاهي الواقع.

يتم التعامل مع عملية استخراج اللبان بحذر حتى لا تتأثر الأشجار وتعطي الكثير (أمواج)

كانت الرحلة التي نظمتها دار «أمواج» للعطور بمناسبة افتتاح مصنعها الجديد «عين دوكة» لاستخلاص زيت اللبان، فرصة لاكتشاف هذا العالم عن قرب. أقل ما يمكن قوله عن الرحلة إنها بدأت بفضول وانتهت بانغماس في تاريخ قد يكون ضارباً في القدم، إلا أنه لم يفقد في أي مرحلة بوصلته نحو المستقبل.

ففي وادي دوكة، المدرَج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو»، تترامى أكبر محمية في العالم لأشجار «بوسويليا ساكرا»، مصدر راتينغ اللبان (إفراز عضوي) الذي شكَّل عبر آلاف السنين ركيزة لثقافات وتجارة وطقوس روحانية لا تُحصى. والآن تريد ظفار تسويقه للعالم بوصفه واحداً من أهم المكونات وأجملها في صناعة العطور، باستخراجه وتقطيره في عقر داره.

بخور المناسبات المهمة

هنا، خلف جبالها وبمحاذاة المنحدرات المنخفضة، وفي بطون الأودية والسهول، تنمو هذه الأشجار المتقشفة التي لا يثير شكلها النظر، إلا أنها بصبرها على مواجهة الرياح والرمال، لا تزال شامخة. جذوعها الخشنة لا تبخل براتينغ مميَّز جعل الإغريق يصفون المنطقة كلها بالبلاد السعيدة «أرابيا فيلكيس».

أنوف مشهورة مثل دومينيك روبيون وباسكال غورين وبيير غيروس وغيرهم انبهروا بطقوس استخراج اللبان (أمواج)

لم تكن الرحلة عادية وتقليدية من ناحية استضافتها وسائل الإعلام وحدها كما جرت العادة. نصف الحضور أو أكثر، كانوا «أنوفاً» عالمية من كبار العطارين، مثل: دومينيك روبيون، وباسكال غورين، وبيير غيروس، وغيرهم. أضفوا على التجربة بُعداً احترافياً. فهذه الأنوف تعوَّدت على أجود أنواع العود والياسمين والنباتات النادرة، ومن الصعب مفاجأتهم بالجديد، ومع ذلك كانوا منبهرين بالمكان وما تبوح لهم به هذه الأشجار من أسرار.

لم تفارق الابتسامة العطار بيير غيروس، فأخذني الحماس لأسأله أن يقارن لي بين هذا المكان وبين مدينة غراس الفرنسية وحقولها التي تعدُّ عاصمة العطور في العالم، فيرد مازحاً: «هناك وُلدت العطور من رحم روائح كريهة كانت تنبعث من دباغة الجلود، أما هنا فالعطر يولد من الأرض نفسها، من هوائها وشجرها ودفئها الصحراوي». هذا الإعجاب لا تلمسه لدى العطارين هنا فحسب؛ بل تلمسه في كل مكان ممزوجاً بفخر، كما تشي حكايات سكان المنطقة عن ارتباطها بالعطر.

بداية الحلم

طقوس محددة وأيادٍ محلية متمرسة تتقن التعامل مع الشجر لاستخراج أفضل ما فيه (أمواج)

كان السلطان الراحل قابوس بن سعيد صاحب فكرة تأسيس دار عطور فاخرة تُعرِّف العالم بالثقافة العمانية و«ذهبها الأبيض». كان ذلك في عام 1983 عندما أطلق مشروعاً كان طموحاً لدرجة الحلم: بناء صناعة محلية متكاملة لا تعتمد على الخارج، تبدأ في استخراج زيت اللبان وتنتهي بابتكار عطور تُعرف عالمياً بـ«هدية الملوك» تُصنع من الألف إلى الياء في أرض اللبان.

بعد أربعة عقود تقريباً، يكتمل هذا المشروع، بوضع حجر الأساس لمصنع «عين دوكة». مصنع لاستخلاص زيت اللبان من الراتينغ، وبه يتم إحياء حِرفة شكَّلت عبر العصور جوهر صناعة العطور في عُمان.

وادي دوكة... حكاية مستمرة

ثقافة اللبان ضاربة في التاريخ... ولكن البوصلة موجهة نحو المستقبل والعالم (أمواج)

في هذا الوادي المدرج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو» منذ عام 2000، تمتد أكبر محمية لأشجار «بوسويليا ساكرا» في العالم. أشجار منحت عُمان مكانتها بين الحضارات القديمة، ووفرت لإمبراطوريات عظيمة البخور للتطهير والاحتفال. فاللبان لم يكن مجرد بضاعة فواحة؛ بل لغة روحية وثقافية ودبلوماسية وحلقة وصل بين الشرق والغرب. لم يتردد الإغريق مثلاً -شأنهم شأن الرومان وغيرهم من الثقافات القديمة- في دفع أثمان باهظة لقاء الحصول على اللبان العماني تحديداً. فهو يحتوي على نسبة تتجاوز 70 في المائة من المركب العضوي العطري «ألفا بينين»، مما يجعله مختلفاً بفارق عن زيوت اللبان المستخرجة من المواقع الأخرى.

طقوس محددة وأيادٍ محلية متمرسة تتقن التعامل مع الشجر لاستخراج أفضل ما فيه (أمواج)

هذا التاريخ وُضع في الحسبان عند تصميم المكان؛ حيث يتجلَّى المعمار امتداداً للأرض التي تحتضنه؛ تتماهى ألوانه وتفاصيله مع طبيعة الوادي المدرج على قائمة التراث العالمي لـ«يونيسكو»، فيبدو من بعيد كصخرة ناعمة. ومع الاقتراب، تظهر هندسته الدائرية المستوحاة من التواصل بين الإنسان والطبيعة، تحتضن في قلبها حديقة لشجر اللبان، رمزاً للاستدامة واستمرارية الحياة.

يُدار المكان بأسلوبٍ حديثٍ ومستدام؛ إذ تم تحديد مواقع أكثر من خمسة آلاف شجرة لبان، باستخدام تقنية التتبُّع الجغرافي، ليصبح وادي دوكة أول غابة ذكية في منطقة الخليج. هذه الأشجار تُحصد وفقاً للمعايير الدولية لممارسات الحصاد الأخلاقي والمسؤول، وهو ما أكده اعتماد مؤسسة «فيروايلد» الدولية في أغسطس (آب) الماضي.

رينو سالمون المدير الإبداعي في «أمواج» يشرح تاريخ اللبان وأهميته وطرق استخراجه (أمواج)

يُعلِّق رينو سالمون، المدير الإبداعي في «أمواج»: «كانت رؤيتنا لعين دوكة واضحة منذ البداية. أردناه مكاناً يعكس جمال البساطة وعمق العلاقة بين الأرض والعطر. فالتصميم يبدو وكأنه ينمو من طبيعة المكان ويتناغم معها. ولذا؛ راعينا توفير مساحات مفتوحة لتضفي شعوراً خاصاً وتترك طابعاً يعبر عن شخصية الدار وطبيعة الأرض، وتتيح للحرفة العُمانية أن تكون جزءاً أساسياً من التجربة؛ حيث يرى الزائر كيف يتحوَّل اللبان من مادته الطبيعية إلى عطر بنغمات دافئة ومميَّزة».

ما بدأ بحصاد محلي تحول إلى صناعة عالمية (أمواج)

ما بدأت عطوراً خاصة جداً لتكون هدايا تليق بالملوك، أصبحت اليوم صناعة متكاملة الجوانب. فالدار توسعت، وكلما زاد نجاحها زادت طموحاتها. وللمرة الأولى في تاريخها، تجاوزت مبيعاتها 100 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025. وعلى مستوى الإبداعات، حافظ عطر «جايدانس» (Guidance) على مكانته بصفته الأكثر مبيعاً، أما مجموعة «إسينسيس» فقد انضمت عطورها الثلاثة إلى قائمة أفضل 15 عطراً مبيعاً لدى «أمواج» خلال الفترة نفسها.