درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

تعكس حالة مزاجية وتُعزّز فخامة هادئة

«موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)
«موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)
TT

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

«موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)
«موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

بعد البني بدرجاته التي تتراوح بين القمحي والكاراميل والقهوة والشوكولاته، سمع الكل بإعلان معهد «بانتون» المختص في اختيار ألوان العام، أن لون 2025 سيكون من فصيلة «البُنيات»، لكن بدرجة قشدة القهوة، كما يشير اسمه «موكا موس». لهذا؛ ما عليكِ سوى أن تتخيلي قهوة أو شوكولاته مخفوقة بقليل من الكريمة لتعرفي الدرجة المقصودة. أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذِكر «موكا موس» خفتها وذوبانها في الفم، وهذا تحديداً ما تعمّده المسؤولون على التسمية في معهد «بانتون». كان بالإمكان الاكتفاء بـ«موكا»، لكن وفق قول لوري بريسمان، نائبة رئيس معهد «بانتون» للألوان في بيان صحافي: «إن اسم اللون دائماً ما يكون مهماً لنقل الشعور الذي نلمسه ونتوخى إيصاله». إضافة كلمة «موس» زادت الإحساس بالنعومة والخفة. كان هذا هو المطلوب، وترجمه الكثير من المصممين لحد الآن في قطع مصنوعة من الساتان الحريري والصوف الناعم إلى جانب الجلد والشامواه، في الإكسسوارات تحديداً.

تُرجمت خفته ونعومته في قطع من الساتان الحريري في عرض «هيرميس» (فيليبو فيور)

كيف يتم اختيار لون العام؟

المتعارف عليه أن اختيار لون العام لا يقوم على أساس أن يكون لوناً أنيقاً يناسب الموضة أو يحدد توجهاتها فحسب. هو نتاج دراسات كثيرة تشمل خبراء وأشخاص عاديين على حد سواء. كلهم يقرأون أو يُعبّرون عن نبض الشارع: تغيراته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومن ثم تأثيراتها على الحالة النفسية العامة. من هذا المنظور، جاء اختيار «موكا موس» تعبيراً عن الانسجام والعودة إلى الطبيعة باعتباره واحداً من الدرجات الترابية، ووفق قول بريسمان هو أيضاً محاولة «لترجمة سلوكيات الإنسان العادي الذي أصبح يُقدّر المتع الصغيرة ويرغب في أن يعيش اللحظة».

كما ظهر في عرض «هيرميس» لخريف وشتاء 2024 (فيليبو فيور)

لون السلام الداخلي

تضيف لوري بريسمان، أن هذه الدرجة الترابية تولد مشاعر الرضا وتُلهم حالة من السلام الداخلي والهدوء والتوازن على المستويات النفسية والجسدية والعقلية والروحية، كونها ترابية تتلاحم بحميمية مع الطبيعة.

في عامي 2023 و2024، مثلاً اختار المعهد لوني ماجنتا والمشمس. السبب أن العالم كان خارجاً لتوه من جائحة كورونا وكان يحتاج إلى أي شيء فيه بريق أمل يعكس الانعتاق والانفتاح. لم يختلف الهدف هذا العام، وإن كانت نسبة الرغبة في تحقيق التوازن النفسي أعلى»، حسب قول بريسمان «فتزايد الاضطرابات والتوترات التي يشهدها العالم الخارجي، انعكس على نفسيات الناس وسلوكياتهم. أصبحنا نبحث عن السلام الداخلي والتناغم مع محيطنا بأي ثمن».

استبقت «هيرميس» معهد «بانتون» واستعملته بسخاء في تشكيلتها لخريف وشتاء 2024 (فيليبو فيور)

من جهتها، تُشير لي آيزمان، المدير التنفيذي للمعهد ذاته، إلى تنوع الظل قائلة «ربما نطلق عليه لوناً ترابياً، لكن استخدامه بإيحاءات بملمس الحرير الناعم يجلب شعوراً جديداً نسميه الدفء الحسي من دون أن ننسى أنه متعدد الاستخدامات ويتناغم مع الكثير من الألوان الأخرى». ما تقصده آيزمان أنه عند تنسيقه مع ألوان مثل الأزرق الفاتح أو الفيروزي أو الوردي، فإنه لا يبقى محايداً، ويتحول ظلاً جريئاً ومثيراً. فـ«موكا موس» لن يُلغي درجات الدوبامين المتوهجة مثل الأخضر والأصفر والوردي وغيرها. فهذه لها مكانتها في ساحة الموضة وأيضاً تأثيراتها الإيجابية على ذائقة المستهلك.

«برونيللو كوتشينيللي» يستعمله منذ سنوات في تشكيلاته (برونيللو كوتشينيللي)

المؤكد أن «موكا موس»، مثل سابقيه من ألوان الأعوام الماضية، اختير ليعكس حالة مزاجية مهمة تمرّ بها الموضة حالياّ. هذه الحالة تتبنى أو تطمح لفخامة مبطنة يلمسها صاحبها قبل الناظر إليها، و لا تريد أن تتقيد بزمن أو مكان. وهذا ما يجعلها مستدامة شكلاً ومضموناً، ويُفسّر انتعاش درجات البني حتى الآن رغم حياديتها. بداية في معاطف شتوية وحقائب يد وأحذية، ليتمدد حديثاً إلى باقي الأزياء. فمنذ أن روَّجت النجمة وسيدة الأعمال غوينيث بالترو من دون قصد لأسلوب الفخامة الهادئة وهذا اللون يزيد قوة. ففي عام 2023، وخلال حضورها محاكمتها في قضية حادثة التزلج الشهيرة، كانت تظهر بأزياء بسيطة للغاية بألوان حيادية غير مثيرة للنظر، لكن عندما تتعرف على مصدرها تعرف أنها من ماركات تهمس بالترف والفخامة. وهكذا خرجت بالترو من المحاكمة منتصرة على رافع القضية ضدها، وفي الوقت ذاته منتصرة لأسلوب موضة يمكن اعتباره مضاداً حيوياً لموضة استهلاكية تتجنب «اللوغوهات» والتفاصيل الصارخة.

من تشكيلة «برونيللو كوتشينيللي لخريف وشتاء 2024 (برونيللو كوتشينيللي)

ما يؤكد استقواء هذا التوجه أن ماركات مثل «برونيللو كوتشينيللي» و«لورو بيانا» و«ذي رو» و«هيرميس» وما شابهها من بيوت أزياء راقية، تُسجِل أرباحاً عالية على عكس الكثير من المجموعات الضخمة التي تشهد تراجعاً مخيفاً. الفضل في نجاحهم، اعتمادهم على وصفة واحدة، تمتزج فيها الحرفية والجودة من ناحية الخامات والتفاصيل والتقنيات بالأناقة. كما استعاضوا فيها عن الدرجات الصارخة بأخرى، ربما تكون مطفية، لكنها كلاسيكية، مثل الأخضر الزيتوني والرمادي والأزرق الغامق والأسود وكل درجات البني من البيج إلى الشوكولاتي الغامق.

من اقتراحات «لورو بيانا» لربيع وصيف 2025 (لورو بيانا)

ولأن واحدة من ميزات الفخامة الهادئة أنها مستدامة، بمعنى أنها ليست موسمية تميل إلى الصرعات؛ فإن لون «موكا موس» حسب معهد «بانتون» للألوان مناسب جداً في ظل التغيرات التي يشهدها العالم حالياً. فهي درجة تبُث مشاعر الحذر والأمان، وهو «ما يحتاج إليه المستهلك حالياً». خبراء الموضة يوافقونهم الرأي ويضيفون أن ما يُحسب لدرجة «موكا موس» أنها تُفسح المجال لكل واحد منا باختيار الخلطة حسب الرغبة والهوى، بمزج نسبة القهوة أو الشوكولاته مع نسبة الحليب أو القشدة. فأكثر ما يمنحه البني هو تنوعه الكبير من لون البسكوت إلى لون الشوكولاته الغامقة، فضلاً عن سهولة تنسيقه مع ألوان أخرى.

«كلوي» نسّقته مع قطع بألوان وخامات مختلفة (كلوي)

ثم لا ننسى هنا عنصر اللذة الذي تثيره هذه الدرجة، وهو ما تؤكده الجدالات والتعليقات التي أثارتها هذه الدرجة منذ الإعلان عنها. فالتركيز منذ الإعلان عنها كان على اللذة التي تثيرها من دون التطرق إلى أي سلبيات، مثل أنها بحياديتها قد تكون باهتة على البشرة السمراء والحنطية. لكن يبقى هذا مأخذاً حله بسيط، يتلخص في إضافة لون قوي يعزّزه فيُضفي على البشرة ما تحتاج إليه من ألق والمظهر من تألق.


مقالات ذات صلة

بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة

لمسات الموضة من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)

بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة

صناع الموضة أدركوا أن المكابرة والاستمرار في تجاهل سوق الشرق الأوسط خسارة. كلهم يتوددون لهذه السوق أملاً في كسب زبائن مقتدرين ويقدِّرون الموضة

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة من عرض الـ«كروز» الذي قدمته الدار في لندن لعام 2024 (أ.ب)

الأزمة العالمية تودي بمصمم دار «غوتشي» بعد عامين فقط

لم يكن التوقيت في مصلحة المصمم... ما بين تغير سلوكيات المستهلك، والركود الذي تشهده الأسواق الآسيوية، كما أن اقتراحاته كانت هادئة لم تُحفز الرغبة في الشراء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة العارضة أندريانا ليما في عرض مانيش مالهوترا (مجلس الموضة العربي)

المصمم الهندي مانيش مالهوترا يختتم أسبوع دبي للموضة

اختتم أسبوع دبي لخريف وشتاء 2025-2026 يوم السبت الماضي، بعرضٍ مثير للمصمم الهندي مانيش مالهوترا. كان عالمياً بكل المقاييس، ليس من ناحية تنوع التصاميم وبريقها…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة تعمد المصمم عرض تشكيلته في صالة «إنتركوننتال» نظراً لتاريخه وفخامته (روبير أبي نادر)

روبير أبي نادر يكشف رؤيته للفخامة بالأقمشة والرخام

من حكايات القصور وأسرار الأميرات، يستلهم المصمم روبير أبي نادر تشكيلته لموسم ربيع وصيف 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارلا بروني تحضر عرض «فالنتينو» (غيتي)

كارلا بروني تسرق الأضواء من العارضات على منصات أسبوع باريس

حققت كارلا بروني، عارضة الأزياء المعتزلة، سباقاً من نوع الماراثون، لكي تلحق بعدد من عروض الموضة الراقية التي تستضيفها باريس. وجدت المغنية مكانها في الصفوف…

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة

من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)
من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)
TT

بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة

من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)
من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)

استيقظ العالم يوم الأربعاء على خبر استغناء دار «غوتشي» عن مصممها ساباتو دي سارنو بعد عامين فقط. بهذا ينضم إلى لائحة طويلة من المصممين الذين تم الاستغناء عنهم بسبب تراجع المبيعات ورغبة المجموعات المالكة استرجاع بريق سرقته منها الأزمة الاقتصادية العالمية وتغير سلوكيات المستهلك. في خضم هذه الأزمة التي عصفت بصناعة الموضة في أوروبا وأميركا، ظلت منطقة الشرق الأوسط في منأى عنها. بالعكس هي تغلي منذ سنوات بأحداث ونشاطات تؤكد أن مستقبلها وردي بكل المقاييس.

صورة أرشيفية لأنا وينتور التي افتتحت مكاتب مجموعة «كوندي ناست» حديثاً في دبي

أكبر دليل أن عرابة الموضة العالمية، والمسؤولة عن مجلات «فوغ» بكل نسخها، أنَّا وينتور، حطّت في دبي منذ أسابيع قليلة بعد الكثير من المكابرة والرفض. السبب أن مجموعة «كوندي ناست» المالكة لـ«فوغ» و«ترافلر» و«جي كيو» وغيرها من المجلات البراقة، اكتشفت أن المنطقة منجم ذهب. سَلمت الأمر لشركة «نيرفورا» بداية لجس نبض السوق... وانتظرت. بعد خمس سنوات تقريباً تأكدت أن موسم القطاف قد حان، وأنه لا بد من الوجود في منطقة تؤكد كل المؤشرات أنها أمل صناع الموضة حالياً. أدركت المرأة الجليدية، كما يحلو للبعض تسميتها أن المكابرة في هذه الحالة خسارة. حضرت شخصياً في الشهر الماضي لتفتتح مكاتبها بدبي. ليس هذا فحسب. تغزلت بالمنطقة كما لم يتغزل قيس بليلى، هي التي كانت تستبعد فكرة أن يكون لهذه المنطقة مجلتها الخاصة.

علامة «ليم» السعودية افتتحت عدة فروع عالمية لتنافس «زارا» وغيرها من المحلات المهمة (ليم)

لكن أنا وينتور ومعها مجموعة «كوندي ناست» ليست وحدها من انتبه إلى أهمية الشرق الأوسط كمنطقة واعدة، بعد أن أثبتت قدرتها على الصمود في وجه الأزمة العالمية. فالموضة فيها منتعشة وتنمو بمعدل سريع. قد لا تكون بديلاً للسوق الصينية، بالنظر إلى الحجم والكثافة السكانية، لكنها تبقى الخيار الأفضل. فالسوق الصينية تشهد تراجعاً كبيراً منذ جائحة «كورونا»، وزاد الوضع سوءاً بعد انهيار سوق العقارات فيها وما سببه من خسارات فادحة لشريحة كبيرة كان صناع الموضة في أوروبا وأميركا يُعوِلون عليها. ومع ذلك ظل أمل التعافي يراودهم. بيد أن استمرار التذبذبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة، وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا لا تُبشِر بالخير. عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، واقتراحاته برفع تعريفات جمركية على السلع المستوردة، تزيد من حالة التوجس والقلق.

المنطقة العربية

الموضة السعودية تنمو بشكل سريع يشجع الكثير من أبناء البلد على المزيد من الإبداع (خاص)

دبي والرياض في المقابل، تعيشان عصراً ذهبياً. هناك انتعاش تشمه في الأجواء تتخلله رائحة منافسة بين العاصمتين لتعزيز صناعات الموضة والتجزئة، وبناء البنية الأساسية اللازمة لتعزيز مكانتهما عالمياً بشكل جدي وبدعم حكومي.

البيانات الصادرة حديثاً عن يورومونيتور إنترناشيونال تشير إلى أن دولة الإمارات تحتل حالياً المرتبة الثانية من حيث حجم سوق الملابس في دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة 36.8 في المائة من إجمالي مبيعات الملابس في المنطقة. المرتبة الأولى للمملكة السعودية.

من اقتراحات المصممة السعودية وعد العقيلي في أسبوع الرياض لخريف وشتاء 2024 (هيئة الأزياء)

المنافسة للاستحواذ على مرتبة الصدارة والحفاظ عليها تأخذ أشكالاً كثيرة، منها تنظيم أسابيع موضة بمستوى عال لإبراز مهارات وإمكانات مبدعيهما. إلى جانب الرغبة في احتضانهم وتوفير منصة مناسبة لهم يستعرضون فيها قدراتهم، هناك رسالة موجهة لصناع الموضة العالميين بأن المنطقة لم تعد مجرد مستهلكة. هي الآن منتجة وتمتلك صوتاً مسموعاً وذوقاً رفيعاً، سواء كان هذا الذوق على مزاجهم أم لا.

السعودية تحديداً سوق واعدة باستراتيجياتها الجريئة وأيضاً بشبابها، إذ إن متوسط ​​أعمار نحو 44 في المائة منهم دون سن الثلاثين. هؤلاء يُحركون قطاع الموضة وينعشونه كما أنهم متعطشون لاستكشاف المزيد والتفاعل مع الغير.

فعاليات ثقافية وإبداعية

لقطة من قمة التجزئة التي احتضنتها العاصمة الرياض (خاص)

لتغذية فضولهم وتعطشهم للمعرفة، احتضنت الرياض في بداية العام الحالي عدة فعاليات تسلط الضوء على مكانة السعودية كمركز رائد في عالم الموضة من خلال حوارات توضح كيف يمكنهم الاستفادة من الانتعاش الحاصل حالياً في المملكة بطرق عقلانية ومدروسة. قمة التجزئة مثلاً استقطبت أكثر من 400 مشارك انضموا إلى حوارات حول مشهد التجزئة المتنامي في ضوء رؤية السعودية 2030 ما استخلص من هذه القمة أن نمو الطلب على منتجات الأزياء في مجال البيع بالتجزئة أصبحت تقدر هذا العام بـ48 في المائة أي نحو 32 مليار دولار أميركي. مبيعات السلع الفاخرة أيضاً سجلت نمواً بنسبة 19في المائة، وفق تقرير صدر عن هيئة الأزياء السعودية بعنوان «حالة الأزياء في المملكة العربية السعودية 2023».

في الشهر ذاته، نظمت هيئة الأزياء قمة WWD احتفاءً بالمواهب المبدعة، والعلامات التجارية المحلية بهدف بناء حضور أوسع وتحقيق تطلعات واعدة، باعتبارها من الأسواق العالمية. كان فاوستو بوغليسي، المدير الإبداعي العالمي لعلامة روبرتو كافالي من بين الحضور. وقد بهره ما رأى.

من تشكيلة تيما عابد في أسبوع الرياض لخريف وشتاء 2024 (هيئة الأزياء)

في حديث مع «الشرق الأوسط» قال إنه لم يكن يتوقع ما عاينه في الشوارع من تطور مدهش في مجال الموضة، سواء تعلق الأمر بـ«أزياء الشارع» أو الأزياء المحتشمة التي تُعبِر عن الهوية والثقافة العربية بأناقة معاصرة.

دبي والرغبة في المرتبة الخامسة:

من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)

دبي لم تقف مكتوفة الأيادي أمام المد السعودي. فهي ترى أنها أحق بمرتبة الصدارة في منطقة الشرق الأوسط نظراً للاستثمارات التي تقوم بها منذ زمن أبعد في مجالات إبداعية متنوعة، على رأسها الموضة. ثم أنها منذ أكثر من عشر سنوات تعمل كل ما في وسعها لتكون في المرتبة الخامسة ضمن أسابيع الموضة العالمية بعد نيويورك وميلانو ولندن وباريس. بات الأمر بالنسبة لها قاب قوسين حسب المواسم الأخيرة لأسبوع دبي.

أسبوع دبي

بنسخته الأخيرة لخريف وشتاء 2025 – 2026 أكد أنه الآن أشد ورؤيته أوضح بعد أن حصل على دعم من حي دبي للتصميم ومجلس الأزياء العربي. قوته تكمن في أنه يُوفِر منصة لمصممين من كل الوطن العربي إلى جانب مشاركين من آسيا وأوروبا وأميركا واستراليا. هؤلاء يأتون من كل صوب على أمل استقطاب ود زبون مقتدر ويُقدر الموضة.

استلهمت علامة «Velvety Couture» من زها حديد تصاميم هندسية (مجلس الأزياء العربي)

من جهتها قدّمت علامة «Velvety Couture» مجموعة احتفت فيها بالمهندسة المعمارية الراحلة زها حديد ورؤيتها المستقبلية. من مركز حيدر علييف الثقافي في مدينة باكو الأذربيجانية تحديداً، والذي صممته زها أخذت الكثير من التفاصيل طرزتها على فساتين فخمة من الشيفون والتافتا والمخمل، بألوان الأبيض والأسود والرمادي والفضي.

من عرض تارا بابيلون (مجلس الأزياء العربي)

العراقية تارا بابيلون، صاحبة علامة «Tara Babylon» والمقيمة في نيويورك، قدمت مجموعة بعنوان «أميرة اللصوص Princess of Thieves»، لم تشرح سبب اختيارها للعنوان، لكن المتابع للعرض يلاحظ أن الطابع الشرقي غلب عليها. ظهر أكثر في نقشات أشجار النخيل ودرجات اللون الأخضر. كما استعملت تارا أقمشة قطنية مُعاد تدويرها، مستخدمة تقنيات النسج والطباعة والمعدات وأدوات الكروشيه. فهي ترفع راية الاستدامة في كل عرض. النتيجة هذه المرة كانت مفعمة بالديناميكية والعصرية.

من اقتراحات ديما عياد (مجلس الأزياء العربي)

ديما عياد مؤسسة علامة «Dima Ayad»، التي تحتفل بالمرأة أياً كانت مقاييسها أو مقاساتها مجموعة ظلت وفية لقناعاتها. فهي لكل مكان وزمان ولكل الأعمار والأجسام.

أما المصمم فيكتور وينسانتو مؤسس علامة «Weinsanto»، مثلاً قدَّم خلال الأسبوع مجموعة بعنوان «كابوس في المطبخ Cauchemar in the Kitchen»، قال إنه استوحاها من الطابع العام لمطعم «Georges» الباريسي، وهو ما جسَّده في النقشات الزاهية والتطريزات المستوحاة من الفنِّ الحديث.