يوجين روبنسون
كاتب اميركي
TT

هل نحن حقا في حرب مع «داعش»؟

أريد أن أعلم ما إذا كانت أميركا في حرب مع «داعش». وأريد أن أعلم لماذا - أو لماذا لا. كما أريد أن أعلم هل هدف سياسة واشنطن هو احتواء الميليشيات المتشددة أم تدميرها؟
الرئيس أوباما.. أعضاء الكونغرس.. أرجو الانتباه. إنني أتحدث إليكم.
بالنسبة للبربريين الذي قطعوا رأس الصحافي جيمس فولي، والذين يرتكبون الفظائع يوميًا، والذين يسيطرون على أراض في العراق وسوريا، أريد أن أعرف لماذا يكون من المنطق تنفيذ الغارات الجوية على جانب واحد من الحدود ضد مقاتلي «داعش»، بينما لا يكون من المنطق فعل ذلك على الجانب الآخر؟
قد تكون الإجابة هي أن الجيش الأميركي يفتقر إلى المعلومات حول مواقع وتحركات العدو - «داعش» - داخل سوريا. وافق الرئيس أوباما على طلعات استطلاعية فوق الأراضي السورية لجمع المعلومات اللازمة. فهل لنا أن نفترض أن الضربات الجوية ستبدأ قريبًا؟
وصف الرئيس أوباما «داعش» بـ«السرطان»، وقال إن القتال ضده «لن يكون هينًا، ولن يكون سريعًا». وبحسب تفسيري يعني ذلك أن أميركا تلتزم التزاما طويل الأمد، وأن الوقت في صالحنا وليس في صالح «داعش». وأريد أن أبحث الافتراضين.
يقع الدعم العام لدور عسكري للولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط في مكان ما بين ما لا يذكر والمنعدم. ويناقض الالتزام المفتوح سياسة أوباما الخارجية منذ اليوم الأول، وهو حدّ بالفعل من الضربات الجوية وصرح بأنه «لن يسمح للولايات المتحدة بالانجرار إلى حرب برية أخرى في العراق»، لكن المرء يتساءل إن لن تُرسل قوات برية فماذا ستكون الخطة؟
ويوحي القول إن «اقتلاع» السرطان الذي هو «داعش» لن يكون سريعا بأن من الضروري قضاء وقت طويل لإنجاز مهام معينة. فماذا ستكون تلك المهام بالضبط؟ وهل تفترض فكرة حماية الإقليم الكردي، أن الشيعة في الجنوب سيدافعون عن أنفسهم وإضعاف «داعش» إلى الدرجة التي تكون الضربات الجوية وحدها كافية وانتظار أن يكون للسنة في الغرب «صحوة» أخرى ومعاداة «داعش» كما عادوا «القاعدة»؟
إن كانت هذه هي الفكرة فيبدو أنها بعيدة المنال. فخلال «الصحوة» الأولى كان هناك عشرات الآلاف من جنود القوات الأميركية الذين كان بوسعهم إنهاء زعماء «القاعدة» والممتلكات التي حددها زعماء القبائل السنية.
وبقدر ما نسخر من فكرة أن «داعش» هي دولة حقيقية، فإن الجماعة نجحت في الاستيلاء على مساحات ضخمة من الأراضي وإدارتها والحصول على موارد لتواصل دخلها: مبيعات سوق النفط واختطاف الأوروبيين للحصول على فدية والابتزاز واسع النطاق للسكان المحليين.
لماذا لا يكون الوقت في صالح «داعش» وهي تستميت في الدفاع عن نفسها؟ ألا يصبح «اقتلاعها» أصعب كلما استماتت في الدفاع عن نفسها يومًا بعد يوم؟
قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الأسبوع الماضي، إن «(داعش) تتجاوز كل ما شاهدناه من قبل»، ووصفها بأنها من التعقيد والتمويل الجيد «كأي جماعة رأيناها من قبل. إنها أكبر من مجرد جماعة إرهابية، فقد زاوجوا ما بين الآيديولوجيا وتطور القوة العسكرية الاستراتيجية والتكتيكية».
وفي مراجعة للواقع يقدر معظم الخبراء، أن لـ«داعش» نحو 15.000 مقاتل. وقد يزداد العدد مع مجيء المجندين من الخارج ومن السنة المحليين الذين يرغمون على الانضمام.
ويعيدني ذلك إلى سؤال سابق: هل هدف سياسة واشنطن هو احتواء الميليشيات المتشددة أم تدميرها؟
على أوباما أن يخبر الأمة بلغة واضحة ما الذي يعتقد أن علينا أن نفعله. وفي نهاية الأمر ليس هناك قرار من رئيسنا مصيري أكثر من هذا: إنها حرب.
قال أوباما: «ليس لدينا استراتيجبة بعد». وهو الشيء الوحيد الذي نعرفه أصلًا.

* خدمة «واشنطن بوست»