يوجين روبنسون
كاتب اميركي

كارثة محققة

كان المعارضون لدونالد ترامب في مرحلة الانتخابات التمهيدية على حق عندما وصفوه بالفنان المخادع. والنرجسي، والكذاب المريض. ويكفيكم سؤال جون ميللر. وكان ذلك أحد الأسماء التي استخدمها ترامب مع الصحافيين لتلميع مكانته كأحد المشاهير اللامعين في حي مانهاتن الراقي، كما أطلق على نفسه لقب جون بارون. وتلك الشخصيات كانت بغرض الدعاية التي تهدف إلى تلميع صورة السيد ترامب، وكيف أن النساء غير قادرات على مقاومة سحره الأخاذ! وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالا حول حيل كل من «ميللر» و«بارون» والتي حيكت قبل سنوات، كما نشرت تسجيلا لـ«ميللر» يرجع لعام 1991 يشرح فيه لماذا تخلى ترامب عن مارلا مابلز.

دوائر ترامب الصاعقة

لا تسمي ذلك إستراتيجية، بل سمّها مؤامرة إستراتيجية، ذلك لأن تيد كروز وجون كاسيش سوف يتعاونان لحرمان دونالد ترامب من ترشيحات الحسب الجمهوري. لا أعرف، فربما يحدث إعصار يفسد تسريحة شعر ترامب ليظهر رأسه الأصلع، ويجعله يشعر بالخزي للدرجة التي تدفعه للانسحاب من السباق. وقد يحدث زلزال في ولاية إنديانا يؤثر فقط على الدوائر الانتخابية التي أحرز فيها ترامب تقدما. فحشد كروز وكاسيش لقواهما يوضح هشاشة النمر المصنوع من ورق الذي تمثل في حركة «لا لترامب».

لماذا نقاتل من أجل العراقيين إذا لم يقاتلوا هم من أجل أنفسهم؟

إذا لم يقاتل العراقيون من أجل بقاء أمتهم، فلماذا ينبغي أن نقوم نحن بذلك؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه سقوط مدينة الرمادي، والذي كشف عن خواء السياسة الأميركية. لا يفهم منتقدو الرئيس أوباما مغزى الأمر، وهو أنه في نهاية المطاف لا يهم كم عدد القوات التي يرسلها من جديد إلى العراق، أو ما إذا كانوا سيطأون الأرض أم لا، فالحقيقة البسيطة هي أن العراقيين لن يجتمعوا معا للقتال من أجل بلد موحد وآمن، وسيكون هناك نزاع مستمر، وفوضى يمكن أن تهدد المصالح الأميركية. وعلينا أن نتناقش حول أفضل الطرق لاحتواء وتقليص حجم التهديد.

خطة حرب أوباما المربكة

يوضح طلب الرئيس أوباما تفويضا من الكونغرس باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش رؤيته لأسباب خوض هذه الحرب، لكنه لا يوضح لنا حقا كيفية القيام بذلك. طلب أوباما إطلاق يديه وغلّهما في الوقت ذاته؛ فهو يرفض أي حدود جغرافية تقيد قدرته على ملاحقة «داعش» و«كل الأفراد أو القوات المرتبطة به»، لكنه يطلب من الكونغرس استبعاد تنفيذ أي «عمليات قتال برية لمدة طويلة» ويريد أن تنتهي صلاحية التفويض بعد ثلاث سنوات. إن هذه محاولة للموازنة بين نهجين مختلفين.

أميركا.. مشكلة الحزب الجمهوري

فيما يلي بعض النصائح لحامل السوط لحزب الأغلبية الجمهورية داخل مجلس النواب، ستيف سكاليس، والتي تنطبق أيضا على الحزب الجمهوري بوجه عام: إذا كنت لا ترغب في الربط بينك وبين العنصريين البيض والنازيين الجدد بأي صورة من الصور، إذن يتعين عليك الابتعاد عنهم. لا تلقِ خطابا أمام منظمة عنصرية أسسها شخص سبق له حمل لقب «السيد الأعظم» داخل منظمة «كو كلوكس كلان»، وهو ديفيد ديوك، مثلما فعل سكاليس عندما كان عضوا في المجلس التشريعي بولاية لويزيانا قبل ترشحه لعضوية الكونغرس.

الاتفاقية التي احتاجها العالم

المؤكد أن الإعلان المدهش الصادر هذا الأسبوع حول إبرام اتفاق طويل الأمد بين إدارة أوباما والحكومة الصينية حول الانبعاثات الكربونية، يعد أفضل خبر بيئي ورد إلى مسامعنا منذ سنوات، ذلك أنه يعني ببساطة أن العالم ما تزال أمامه فرصة للنجاة بنفسه من كارثة كبرى. ولا تقتصر أهمية الاتفاق، الذي سعى وراءه بدأب وزير الخارجية جون كيري على كونه اتفاقًا بين أكبر دولتين تصدر عنهما انبعاثات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

التحدي ضد المتشددين

سوف يكون تدمير تنظيم «داعش» أو إضعافه أو احتواؤه – وهي الأهداف التي اختارها الرئيس أوباما - الجزء السهل. ولكن سيكون إيجاد طريق للمتشددين للتعبير عن أنفسهم سلميا هو المشروع الأكبر، والأكثر صرامة والأكثر أهمية. عرض الرئيس أوباما في تصريحاته التي أدلى بها عقب قطع رأس الصحافي ستيفن ستولوف، مجموعة متنوعة من الخيارات. وقال: «هدفنا واضح، وهو إضعاف وتدمير» تنظيم داعش، وأضاف أن الهدف هو «التأكد من أن (تنظيم داعش) لا يمثل تهديدا مستمرا على المنطقة».

هل نحن حقا في حرب مع «داعش»؟

أريد أن أعلم ما إذا كانت أميركا في حرب مع «داعش». وأريد أن أعلم لماذا - أو لماذا لا. كما أريد أن أعلم هل هدف سياسة واشنطن هو احتواء الميليشيات المتشددة أم تدميرها؟ الرئيس أوباما.. أعضاء الكونغرس.. أرجو الانتباه. إنني أتحدث إليكم. بالنسبة للبربريين الذي قطعوا رأس الصحافي جيمس فولي، والذين يرتكبون الفظائع يوميًا، والذين يسيطرون على أراض في العراق وسوريا، أريد أن أعرف لماذا يكون من المنطق تنفيذ الغارات الجوية على جانب واحد من الحدود ضد مقاتلي «داعش»، بينما لا يكون من المنطق فعل ذلك على الجانب الآخر؟

إسرائيل والحرب والمسؤولية الأخلاقية

تعد حصيلة عدد القتلى من المدنيين في غزة جراء الاجتياح الإسرائيلي الأخير أمرا مروعا. وفي الحقيقة يعد حق الدفاع عن النفس من الحقوق الراسخة والثابتة، لكنه ليس خاليا من القيود الأخلاقية. حتى وقت كتابة هذه السطور، قُتل ما يقرب من 750 فلسطينيا، بينهم عشرات الأطفال، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. وفي يوم الخميس، قصفت إسرائيل مدرسة تابعة للأمم المتحدة، كانت تؤوي عددا كبيرا من المقيمين في غزة فروا من منازلهم بحثا عن مأوى للاحتماء، ولا تزال تلك الواقعة قيد التحقيق من قبل الجيش الإسرائيلي. وحسبما أفاد المسؤولون الفلسطينيون، فقد لقي 15 شخصا مصرعهم، وجُرح العشرات.

كيف يطارد استخدام طائرات {الدرون} الولايات المتحدة؟

في اعتمادنا المتزايد على الطائرات المسلحة من دون طيار كأدوات الحرب، إلى أي مدى أصبح المنحدر الذي نقع فيه منزلقا؟ تخيل أن الريس الروسي فلاديمير بوتين بدأ باستخدام الطائرات من دون طيار في قتل الأوكرانيين الذين يعارضون ضم روسيا إلى القرم. إذا ادعى بوتين أن الأهداف هم «أعضاء جماعات إرهابية مناهضة لروسيا»، ما المصداقية التي تتحلى بها الولايات المتحدة لإدانة مثل تلك الهجمات؟ ظهر هذا السيناريو في تقرير مخيف صدر يوم الخميس الماضي عن لجنة من الخبراء العسكريين من الحزبين.