علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

خسائر الأمة

الأمم مثل الأفراد يكون لديها أوقات جيدة تتوفر فيها الأسباب فتجني أرباحاً، ويكون لها أوقات تتوفر فيها أسباب معينة تخلق بيئة لجلب الخسائر، والأمة العربية ليست بدعاً من كل الأمم، فقد كان لديها أوقات كسبت فيها أرباحاً، وهي في هذا الزمن تجني الخسائر، فلو حاولنا حصر أسباب الخسائر لوجدنها تتركز في الاستعمار، والجهل، وإيران. وحينما أقول إيران فأنا أقصد إيران الصفوية لا إيران متعددة الأعراق. وفي الأربعين سنة الماضية كانت إيران سبباً مباشراً في خسائر الأمة فمنذ عام 1979م وهي تعلن عن تصدير الثورة وحينما نقول تصدير الثورة فهو مفهوم يقصد به احتلال البلدان العربية فلا يزال الفرس يرون أن الضفة الأخرى من الخليج العربي هي ضفة فارسية.
وقد فرض علينا الصفويون منذ اندلاع الثورة الفارسية الحرب العراقية الفارسية فاتجهت مقدرات الأمة لحماية البوابة الشرقية للعالم العربي، وأصبح تركيزنا ينصب على المجهود الحربي بدلاً من أن تنتبه الأمة للتعليم والتنمية ورفع كفاءة الاقتصاد، وللأسف فقد عاونهم في هذا عرب اللسان. ولم تقف طموحات الصفويين عند ذلك، فقد احتلوا ثلاث جزر إماراتية، وهم لا يزالون يرون أن البحرين أرض فارسية، وهذا أبعد العرب عن الاهتمام بالصحة ورفاهية الشعوب وأصبحت أيديهم على زناد البندقية رغبة في حماية أوطانهم من كل صفوي.
ولم يكتف الصفويون بذلك، بل بدأوا بتسخير الأقليات لخدمة أهدافهم وحاولوا إنشاء حزب شيطان في كل بلد عربي يكون متمرداً على الحكومة ويشغلها كي لا تلتفت إلى التنمية وتطوير الاقتصاد والبحث عن رفاهية المواطن، ولتكون مشغولة بتتبع هذه الأقلية. وللأسف فإن بعض أفراد هذه الأقليات أصبحوا صفويي التفكير بلسان عربي، وأصبحوا شوكة في نحور أوطانهم وأبناء أوطانهم ومخلب قط في يد الصفويين سيتخلص منه الصفوي متى ما انتهى دورهم.
الفرس ألحقوا باقتصاديات الدول العربية وتنميتها منذ قيام ثورتهم خسائر لا تعد ولا تحصى وقد شقوا الأمة الإسلامية إلى نصفين وأصبحوا يصدرون السلاح والديناميت لبعض الأقليات سواء في الدول العربية أو الدول الإسلامية وتعرفون أن الدول حينما يمس أمنها تستنفر بالدرجة القصوى وتنسى كل مجال سواء في التعليم أو الصحة أو بقية جوانب التنمية فلا تنمية بلا أمن.
وإذا كان العرب قد عرفوا أن عدوهم صفوي المذهب وحددوه بدقة فمتى سيعرف عرب اللسان أن هذا العدو يدعمهم فقط ليكونوا شوكة في خاصرة أوطانهم وأن هذا العدو يتحين الفرصة لبلع أوطانهم كما فعل بالعراق وسوريا. نحتاج شيئاً من الحكمة وشيئاً من الوضوح يقوم به الإعلام ليوحد الهدف باتجاه عدونا المشترك.