أسرة القذافي تهدد بمقاضاة سيناتور أميركي وتطالب بالإفراج عن الساعدي

TT

أسرة القذافي تهدد بمقاضاة سيناتور أميركي وتطالب بالإفراج عن الساعدي

توعدت أسرة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي السيناتور الأميركي الجمهوري ماركو روبيو بالملاحقة القضائية، بسبب نشره صورة للعقيد ملطخاً بالدماء، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كما طالبت السلطات المحلية بالإفراج عن نجلها الساعدي، المسجون في العاصمة طرابلس.
وفي بيان وزعته على وسائل الإعلام أمس، عبرت أسرة القذافي عن إدانتها ورفضها الشديدين لنشر صور، وصفتها بـ«الفظيعة والمرّوعة والمستفزة للرئيس»، وقالت إن روبيو «سولت له نفسه استخدام صور للقائد، وهدد من خلالها الرئيس الفنزويلي المنتخب شعبياً، وكأنه يتفاخر بجريمة حلف (الناتو) التي استهدفت شخص الرئيس».
وكان السيناتور الأميركي قد نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في 24 من فبراير (شباط) الماضي، صورة للقذافي ملطخاً بالدماء، وأرجعت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية هذا الإجراء في حينه إلى أنه «يحمل تهديداً واضحاً للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأخطر رسالة لإدارته».
ومضت أسرة القذافي تحذر السيناتور الأميركي وأمثاله من «مغبة التطاول على القذافي»، وقالت إن «هذا التطاول لن يمر دون عقاب، والعائلة ستتخذ كل الإجراءات القانونية الكفيلة برد الاعتبار، ومعاقبة هذا السلوك الهمجي البربري». معتبرة أن السلوك، الذي وصفته بـ«غير الحضاري»، والذي انتهجه السيناتور الأميركي، يذكّرها بما قام به سلفه السفير كريستوفر ستيفنز، الذي قالت إنه «تطاول على رفات القذافي وهو مُسجى، في تصرف يعكس التجرد من كل قيم الإنسانية بمختلف مرجعياتها».
واستدركت أسرة القذافي بأنها «توثق هذا السلوك، بصفته دليل إدانة ضد حلف (الناتو) على جرائم الحرب، التي ارتكبها في ليبيا، وعلى رأسها اغتيال (القائد) ورفاقه، ونجله سيف العرب».
وبينما طالبت أسرة القذافي وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان «بفضح هذه الممارسات»، التي وصفتها بـ«العنصرية وملاحقة مرتكبيها»، دعت في المقابل موقع «تويتر» إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والأدبية، تجاه ما ينشر من صور «فظيعة ومستفزة للخاص والعام، تمثل تعدياً على القيم الإنسانية».
وسيف العرب هو الابن السادس للقذافي، وقد قتل بعد عودته من مدينة ميونيخ الألمانية في 30 من أبريل (نيسان) 2011، إثر غارة لحلف شمال الأطلسي.
في سياق متصل، جددت أسرة القذافي مطالبتها للسلطات الليبية بضرورة الإفراج عن نجلها الساعدي، المُودع سجن عين زارة في طرابلس، والذي برأته المحكمة في أبريل الماضي من تهمة مقتل مدرب ولاعب نادي الاتحاد السابق بشير الرياني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.