«المركزي اليمني» يمهل المصارف 60 يوماً لنقل مقارها إلى عدن

رداً على تدابير الحوثيين وسكّهم عملة معدنية غير قانونية

مجلس إدارة البنك المركزي اليمني مجتمعاً في عدن (الموقع الرسمي للبنك)
مجلس إدارة البنك المركزي اليمني مجتمعاً في عدن (الموقع الرسمي للبنك)
TT
20

«المركزي اليمني» يمهل المصارف 60 يوماً لنقل مقارها إلى عدن

مجلس إدارة البنك المركزي اليمني مجتمعاً في عدن (الموقع الرسمي للبنك)
مجلس إدارة البنك المركزي اليمني مجتمعاً في عدن (الموقع الرسمي للبنك)

في خطوة مضادة لتدابير الجماعة الحوثية الانقلابية وسكّها عملة معدنية نقدية من فئة 100 ريال، أمهل البنك المركزي اليمني المصارف العاملة في مناطق سيطرة الجماعة 60 يوماً لنقل مراكزها الرئيسية إلى عدن، وتوعد من يتخلف بالعقاب بموجب قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وفي حين يرى اقتصاديون يمنيون أن القرار من شأنه أن يضغط على الجماعة الحوثية لوقف تدابيرها التعسفية ضد العملة اليمنية (الريال) والقطاع المصرفي، تسود المخاوف من لجوء الجماعة إلى خطوات أخرى مضادة من شأنها تعميق الانقسام المالي والتضييق على حركة الأموال والسلع والتحويلات.

سكّ الحوثيون عملة معدنية من فئة 100 ريال تصفها الحكومة اليمنية بـ«المزورة» (رويترز)
سكّ الحوثيون عملة معدنية من فئة 100 ريال تصفها الحكومة اليمنية بـ«المزورة» (رويترز)

وكانت الجماعة الموالية لإيران أعلنت السبت الماضي سكّ عملة نقدية معدنية من فئة 100 ريال يمني، زعمت أنها لمواجهة تلف الأوراق النقدية من الفئة ذاتها في مناطق سيطرتها، ولوحت بطباعة فئات أخرى.

وخلال السنوات الماضية أدت تدابير الجماعة الحوثية إلى انقسام مصرفي وفرضت سعراً محدداً للدولار في مناطق سيطرتها، ومنعت تداول الأوراق النقدية الصادرة عن البنك المركزي في عدن، كما فرضت عمولات على تحويل الأموال إلى مناطق سيطرتها تصل إلى ثلاثة أضعاف المبالغ المحولة من مناطق سيطرة الحكومة.

ويبلغ سعر الدولار في مناطق سيطرة الجماعة نحو 530 ريالاً يمنياً بينما يبلغ في مناطق سيطرة الحكومة أكثر من 1600 ريال.

وهذه هي المرة الأولى في التاريخ المصرفي اليمني الذي يتم فيه سكّ عملة معدنية، من فئة 100 ريال، حيث كانت أعلى فئة معدنية هي فئة 20 ريالاً، قبل أن تقوم الجماعة بهذه الخطوة غير المشروعة.

رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم منعوا تداول الفئات الرسمية المطبوعة في عدن (إ.ب.أ)
رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم منعوا تداول الفئات الرسمية المطبوعة في عدن (إ.ب.أ)

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي عقد اجتماعاً في عدن، ضم رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب، ووزير المالية سالم بن بريك، وكذلك وزير التجارة والصناعة محمد الأشول.

ونقل الإعلام الرسمي أن العليمي استمع من رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، والوزراء والمسؤولين المعنيين، إلى تقارير بشأن الموقف الاقتصادي، والمخزون السلعي.

تحذير المتخلفين

نص قرار محافظ البنك المركزي اليمني في عدن، على نقل المراكز الرئيسية للبنوك التجارية والمصارف الإسلامية وبنوك التمويل الأصغر من مدينة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وأمهل القرار البنوك 60 يوماً للتنفيذ، وتوعد من يتخلف بأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه طبقاً لأحكام قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب النافذة ولائحته التنفيذية.

وقال البنك إن قراره جاء نتيجة لما تتعرض له البنوك والمصارف العاملة من إجراءات غير قانونية من قبل جماعة مصنفة إرهابياً من شأنها أن تعرض البنوك والمصارف لمخاطر تجميد حساباتها وإيقاف التعامل معها خارجياً.

وأشار قرار البنك المركزي اليمني إلى ما قامت به الجماعة الحوثية من إصدار عملات غير قانونية إخلالاً بالنظام المالي والمصرفي في البلاد ومنع البنوك والمصارف والمؤسسات المالية من التعامل بالعملة الوطنية، وإصدار تشريعات غير قانونية من شأنها تعطيل العمل بالقوانين المصرفية ومنع المعاملات البنكية والتدمير الممنهج لمكونات القطاع المصرفي.

وأكد البنك أن إقدامه على هذه الخطوة من شأنه تمكينه من أداء مهامه الرقابية وممارسته وفقاً للقانون.

مبنى البنك المركزي اليمني الخاضع للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
مبنى البنك المركزي اليمني الخاضع للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

وكان الحوثيون أقرّوا بأن قيامهم بسكّ فئة من العملة المحلية هدفه ابتزاز الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف الداعم لها بمبرر دفعهم للمضي في تنفيذ خريطة الطريق الخاصة بالسلام التي أعلنتها الأمم المتحدة نهاية العام الماضي، وقالوا إنهم سينفّذون خطوات أخرى عقب شهر رمضان إذا لم يتم البدء بتنفيذ الخريطة.

وزعم القيادي في الجماعة وعضو وفدها التفاوضي عبد الملك العجري أن الخطوة التي قامت بها جماعته ليس لها أي أضرار اقتصادية وتمثل معالجة مؤقتة لتالف العملة من فئة 100ريال.

ووصف العجري في تغريدة على منصة «إكس» قرار «المركزي» في عدن بـ«الخطوات التصعيدية»، وزعم أنها «تأتي ضمن خطوات تصعيدية أخرى بدفع أميركي واضح» الهدف منه الضغط على الجماعة لوقف هجماتها البحرية نصرة لغزة.

كما ادعى القيادي الحوثي أن قرار نقل المصارف من صنعاء إلى عدن، يأتي ضمن محاولة الحكومة اليمنية الشرعية «للهروب من استحقاقات السلام وتخريب خريطة الطريق». وفق زعمه.

من جهته، كان القيادي الحوثي إسماعيل المؤيد، المعين محافظاً لفرع البنك المركزي في صنعاء، قال إن جماعته ستمضي في طباعة المزيد من فئات العملة المحلية إذا لم توقع الحكومة على خريطة الطريق.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب على الحوثيين تستهل أسبوعها السابع بـ30 ضربة

الخليج مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات تستعد للإقلاع لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب على الحوثيين تستهل أسبوعها السابع بـ30 ضربة

اعترضت إسرائيل صاروخاً تبناه الحوثيون، فيما وسعت حملة ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران ضرباتها إلى مناطق جديدة منفذة نحو 30 غارة في مستهل الأسبوع السابع.

علي ربيع (عدن)
الخليج مبنى فرع هيئة الزكاة الحوثية في محافظة إب اليمنية (الشرق الأوسط)

اليمن: تنافس ميليشياوي لنهب العقارات في إب

كثّف قادة الجماعة الحوثية في الأيام الأخيرة من أعمال السطو على الأراضي والعقارات العامة والخاصة في محافظة إب، في سياق تنافس عناصر الجماعة على الإثراء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
الخليج خبراء يتوقعون أن يكون للتغير المناخي وغزارة الأمطار ومياه الري علاقة بانفلاق الشجرة (إكس)

إجراءات يمنية لمعالجة أقدم شجرة معمرة في الجزيرة العربية

بدأت السلطات المحلية في محافظة تعز اليمنية إجراءات لحماية شجرة معمرة من الاندثار، بعدما تسبب انشطار جزء منها بشكل مفاجئ في حالة حزن في أوساط المجتمع.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (الشرق الأوسط)

وزير يمني: أوراق الحوثيين تتهاوى... و«طوق نجاة» أممي لإنقاذهم

تحدَّث وزير يمني عن تحركات أممية «محمومة» لإنقاذ الحوثيين تحت شعار «إحياء مسار السلام»، في وقت «تلوح في الأفق لحظة سقوط الجماعة طال انتظارها».

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مقاتلة تقلع من حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

القمع الحوثي يزداد ضراوة بالتوازي مع تصاعد الحملة الأميركية

فيما اعترف زعيم الحوثيين في اليمن بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري خلال 6 أسابيع من حملة ترمب، كثفت الجماعة من أعمال القمع ضد السكان بتهم التخابر مع واشنطن.

علي ربيع (عدن)

السعودية ترحب بإجراءات القيادة الفلسطينية الإصلاحية

محمود عباس خلال الدورة الـ32 للمجلس المركزي لمنظمة «التحرير» الفلسطينية في رام الله يوم 23 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
محمود عباس خلال الدورة الـ32 للمجلس المركزي لمنظمة «التحرير» الفلسطينية في رام الله يوم 23 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

السعودية ترحب بإجراءات القيادة الفلسطينية الإصلاحية

محمود عباس خلال الدورة الـ32 للمجلس المركزي لمنظمة «التحرير» الفلسطينية في رام الله يوم 23 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
محمود عباس خلال الدورة الـ32 للمجلس المركزي لمنظمة «التحرير» الفلسطينية في رام الله يوم 23 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

رحبت السعودية، السبت، بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بما في ذلك استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنصب نائب رئيس دولة فلسطين، وتعيين حسين الشيخ في هذا المنصب، متمنيةً له التوفيق والنجاح في مهام عمله الجديدة.

وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، أن هذه الخطوات الإصلاحية من شأنها تعزيز العمل السياسي الفلسطيني بما يسهم في جهود استعادة الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير من خلال إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم (السبت)، إن الرئيس محمود عباس رشّح حسين الشيخ، المقرب منه، نائباً له، وخليفته المحتمل، والشيخ هو عضو باللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، وتم ترشيحه أيضاً لمنصب نائب رئيس المنظمة.

وجاء اختيار الشيخ لمنصب نائب عباس، بتفويض من أهم المؤسسات الحاكمة، ما يجعله مرشحاً قوياً في أي انتخابات رئاسية محتملة مقبلة، أو رئيساً بحكم الأمر الواقع، في حال عدم القدرة على إقامة الانتخابات لأي سبب بعد وفاة عباس أو عدم قدرته على الحكم.