يوجين روبنسون
كاتب اميركي
TT

الانقسام المتزايد وسط الجمهوريين

يدخل الحزب الجمهوري، الذي يجب أن تكون الرياح خلفه عام 2014، في حالة من الفوضى التي تقارب الحرب المفتوحة. ولنواجه الحقيقة، فقد عاش الرئيس أوباما والجمهوريون كذلك أشهرا متخبطة. ولم يكن الظهور الأول لقانون الرعاية الصحية المتاحة شدا للشعر وتمزيقا للملابس كما يدعي بعض النقاد، ولكنه كان وسيظل من الفوضى بحيث ينفض الألق عن شعار الحزب الجمهوري الملطخ بشكل سيئ.
وجاء في استطلاع لشبكة «سي إن إن» نُشر الخميس الماضي أن 49 في المائة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يفضلون أن يمثلهم الجمهوريون في الكونغرس، بينما قال 44 في المائة إنهم يفضلون الديمقراطيين. لم يكن ذلك بالفرق الكبير لكنه تغير كبير عما كان قبل شهرين عندما فضل 50 في المائة الديمقراطيين مقابل 42 في المائة فضلوا الجمهوريين. لمثل هذه الاستطلاعات استخدام محدود في التنبؤ بما سيحدث في نوفمبر (تشرين الثاني). لكن الأعداد تشير إلى عودة الحزب الجمهوري للعبة.
هناك مسألة واحدة تتفق عليها أجنحة الحزب المتناحرة وهي «نحن لا نحب قانون أوباما للرعاية الصحية المتاحة». لكن هناك عدم إجماع، وللتعبير عن ذلك بصورة لطيفة عدم إجماع حول كيفية ترجمة هذا البغض غير المبرر لرئيس وسياسته التي جاءت كبادرة إلى عمل سياسي محدد.
بالنسبة للجمهوريين فإن قلب الملاحظة الذكية الكلاسيكية لجورج بوش - أصبح أوباما بصورة ما مُقسِما وليس موحدا. بعد عام عندما قد تتاح الفرصة الشرعية للجمهوريين للفوز بمجلس الشيوخ فسيدخل الكثير من المنافسين الرئيسيين في معارك وحشية حول إصلاحات أوباما لنظام الرعاية الصحية - ليس حول ما إذا كانوا سيعارضون ذلك بل حول كيف تكون معارضتهم لذلك.
في جورجيا على سبيل المثال هناك أحد المرشحين المهمين ليحل محل السيناتور المتقاعد ساكسبي شامبليس وهو الجمهوري جاك كينغستون. وقد صوت عدة مرات ومن دون فائدة مع زملائه الجمهوريين ضد خطة الرعاية الصحية. ولكن عندما اقترح أخيرا «فلنتراجع وندع هذه الخطة تسقط من تلقاء ذاتها»، كان ذلك «شيئا غير مسؤول منه» فسرعان ما هاجم الخصوم كينغستون وكأنه متعاون مع العدو يلوح براية الاستسلام.
في الواقع كان كينغستون يقر بواقع، فخطة أوباما للرعاية الصحية قانون. وستخبو ذكريات الانطلاق غير ذات الكفاءة للبرنامج. وعلى الجمهوريين أن يقرروا ما إذا كانوا سيتعاونون في جعل قانون الرعاية الصحية المتاحة يعمل بصورة أفضل، أم يخاطرون بأن يظهروا في صورة من يعمل ضد المصالح الأفضل للأمة.
من بين عدة قضايا هذه هي معضلة الحزب الجمهوري. المنظرون يريدون أن يواصلوا في ممارسة المقاومة الساحقة التي لا تلين ضد أي شيء يحاول أوباما إنجازه. أما البراغماتيون فيريدون أن يظهر الحزب الجمهوري أن بإمكانه أن يكون معقولا وجديرا بالثقة.
علينا أن لا ننسى أنه رغم نتائج استطلاع الـ«سي إن إن» فقد أوضحت استطلاعات أخرى أنه لا يزال على الحزب الجمهوري أطنان من العمل لأدائها. وجاء في استطلاع حديث لـ«وول ستريت جورنال» أن 48 في المائة من المستطلعة آراؤهم لديهم «شعور سلبي» تجاه الحزب الجمهوري مقابل 39 في المائة ممن عبروا عن شعور سلبي تجاه الحزب الديمقراطي.
يجب ألا تكون مسألة كيف يجب أن يتقدم الحزب الجمهوري مسألة تحتاج للكثير من التفكير. لكن وبعد الاستغلال السخيف للفراغ الذي خلفه نشطاء «حركة الشاي» فإن المؤسسات الجمهورية تجد أن المؤمنين حقا بها لا يستجيبون بالضرورة عندما يُطلب منهم الجلوس في الزاوية والسكوت. إن قاعدة عدم التنازلات للحزب الجمهوري منطقة خصبة لجمع الأموال لمرشحين رئاسيين محتملين مثل السيناتور تيد كروز من تكساس ولجماعات الضغط مثل «هيريتيج آكشن» و«كلوب فور غروث». لذلك يمكن اعتبار هؤلاء المحرضين للحفاظ على غضب واستياء أقصى اليمين في حالة غليان ومقاومة محاولة المؤسسات لتخفيض درجة الحرارة.
يتوقع أن تنفق غرفة التجارة 50 مليون دولار لضمان عدم اختيار الجمهوريين لـ«مرشحين خاسرين» متطرفين للسباق على مجلس الشيوخ. وكما قال سكوت ريد الاستراتيجي الأكبر في غرفة التجارة الأميركية لـ«وول ستريت جورنال»: «ستكون تلك تعويذتنا: لا مغفلين في لائحة مرشحينا». هل تراهن؟
* خدمة «واشنطن بوست»