ستيفن كارتر
TT

توقعاتي لعام 2019

لقد انتهيت من تلخيص ما آلت إليه توقعاتي لعام 2018 التي تضمنت إصابات وإخفاقات، وها قد حان الوقت لكتابة توقعاتي لعام 2019. ليست جميع التوقعات جادة، لكن بعضها جاد في مدلوله أكثر مما توحي به الكلمات، وسأعطي القارئ فرصة التمييز بينهما. وإليكم التوقعات:
1 - رغم الحرج الذي أصابها نتيجة ردود الأفعال المستنكرة للطريقة التي اختارت بها الشركة أماكن مقراتها الجديدة التي حملت اسم «إتش كيو 2» في أحد أغلى ضواحي واشنطن ونيويورك، ستعلن شركة «أمازون» اعتزامها فتح مقرها الجديد «إتش كيو 3»، لكن هذه المرة ستعد باختيار المناطق الكئيبة. وسيبدأ المحافظون في عموم البلاد في التقليل من شأن مدنهم والادعاء بأن أحداً لا يريد العيش فيها، والهدف بالطبع هو اجتذاب «إتش كيو 3».
2 - في بداية يناير (كانون الثاني)، المقبل، سيعلن ترمب استسلامه بعد عدم نجاحه في بناء السور الحدودي وفي إيجاد بنك احتياطي فيدرالي مرن، وسيكون رد فعل الأسواق حذراً ومتشائماً.
3 - ستستمر نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الازدياد. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، سجل مرصد «هاواي ماونا لوا» أعلى مستويات جرى رصدها على الإطلاق. صحيح أن بعض الزيادات المسجلة ترجع لأسباب طبيعية (بحسب ما يصر عليه المشككون) نظراً لزيادة الانفجارات البركانية، لكن غالبية أسباب الزيادة المسجلة تعود لنا نحن البشر.
4 - وبما أننا بصدد الحديث عن التغييرات المناخية، دعوني أقول إن جليد القطب الشمالي سيستمر في الذوبان وفي سكب آلاف اللترات من الماء كل ثانية إلى المحيطات، وفي المقابل سيستغل المشككون ذلك الخبر للتدليل على أن المخاوف من نشوب حرب على الماء أمر مبالغ فيه، لأن الماء سيكفي الجميع وسيفيض.
5 - في نهاية عام 2019 ستبقى أعداد كبيرة من القوات الأميركية في أفغانستان وسوريا.
6 - سيفوز فريق كرة القدم الأميركية «نيو إنغلاند باتريوتس» ببطولة الدوري المحلية. وكما أوضحت في السابق، فإن هذه التوقعات السنوية لا تتضمن التحيز لصالح طرف دون آخر، لكنني شخصياً أميل دائماً إلى مساندة الضعيف، وهذا هو الأسلوب الذي أعتمده في توقعاتي.
7 - رغم قيام أعضاء الحزب الديمقراطي بمجلس الشيوخ بالتحقيق مع إدارة ترمب بقسوة، فإنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى أدلة ملموسة على الأرض. وسيغرد ترمب قائلاً إن استمراره بعد كل ذلك لأبلغ دليل على سلامة موقفه.
8 - بعد أن يخلص المستشار الخاص روبرت مولر في تقريره النهائي إلى أنه ما من دليل يدين ترمب بارتكاب جريمة، سيؤسس خصوم ترمب صندوقاً لجمع تبرع بإجمالي 10 ملايين دولار أميركي، بواقع 100 دولار من كل فرد لدفعها له مقابل الاستقالة من منصبه. وبعد مقاومة من الطرف الآخر، سيخلص المتبرعون إلى أن حتى مبلغ مليار دولار سيكون ثمناً زهيداً للخلاص منه.
9 - مع تباهي شركات التكنولوجيا بفضائل فصول الواقع الافتراضي الدراسية سيلتقط أنصار الدراسة المنزلية الفكرة، لكنهم سيدفعون بها خطوة إلى الأمام بإيجاد فصول دراسية افتراضية لربط أطفالهم بعضهم ببعض، لكن من دون الحاجة إلى مغادرة البيت. ستعترض وزارة التربية والتعليم على ذلك بدعوى أنها صاحبة الحق في إدارة تلك العملية وأن تلك الوسيلة الدراسية تعني أن أولياء الأمور هم من سيديرون الدارسة من المنازل. وبعد التقاضي في المحاكم لما بعد نهاية عام 2019، سينتصر أولياء الأمور في المعركة وسينضم مزيد من أولياء الأمور إلى الشبكة التعليمية.
10 - سيحقق فيلم «أفينجرز: إند غيم» أعلى العائدات، لكن إن أحصينا عدد التذاكر التي ستباع خلال زمن عرض الفيلم في دور السينما، سيحتل فيلم «ستار وور، الجزء الرابع» المركز الأول.
11 - على الرغم من الشكوك المعلنة التي أعرب عنها القاضي الفيدرالي، ستستمر عملية دمج شركتي «سي في إس» و«أتلانتا» برأسمال 69 مليار دولار.
12 - سيرفض الأثرياء التقدميون الذين سبق أن تذمروا من التخفيضات الضريبية التي منحها الحزب الجمهوري باعتبارها هدية للأثرياء، رد المكاسب التي حصلوا عليها نتيجة لتلك التخفيضات.
كانت تلك هي توقعاتي للعام الجديد (2019). وبالنسبة لك أيها القارئ العزيز، أتمنى لك عاماً مليئاً بالسعادة والتسامح والصبر والعقل.
إلى اللقاء في يناير المقبل.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»