علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

حرب وموازنة

ستشهد السعودية هذا الأسبوع إعلان الموازنة العامة للدولة، وستكون هذه الموازنة أضخم موازنة في تاريخ السعودية ويتوقع معها أن يزيد الإنفاق الرأسمالي على المشاريع مما يعني سيولة في السوق وقوة شرائية وتحريك لعجلة الاقتصاد. وقد عانت السعودية من قلة السيولة في العامين الماضيين نظراً لأن الحوثيين فرضوا على السعودية وحلفائها حرب اليمن، مما وجه مواردنا لمكافحة مغتصبي الشرعية اليمنية الذين هجموا على صنعاء واحتلوها ولكن مع محادثات السويد يبدو أن هناك انفراجاً سيكون لصالح الشعب اليمني ولصالح الشعب السعودي الذي تأذى من الحرب هو الآخر، وبعد أن تضع الحرب أوزارها فإن الحكومتين السعودية واليمنية ستلتفتان للتنمية ونتوقع كمراقبين أن تنفق السعودية على مشاريع البنية التحتية ومشاريع الإسكان وغيرها من المشاريع مما يعود بالنفع على المواطن. ونتوقع أيضاً أن يقوم حلفاء الشرعية اليمنية بدعم اليمن إذا وضعت الحرب أوزارها والتزم الحوثيون بالصلح حيث سيدعم أصدقاء اليمن المشاريع التنموية في داخل اليمن وتطوير المطارات وأيضاً تطوير الموانئ لا سيما ميناء الحديدة الذي قامت السعودية في الآونة الأخيرة بتزويده بما يحتاجه من معدات لرفع نسبة المناولة. ومن المعروف أن الشعب اليمني شعب عملي ومحب للحياة ومتى وجد الأمن فإنه سيقبل على البناء وعمارة اليمن مما سيشجع أصدقاء اليمن للقيام بتقديم مزيد من الدعم.
والسعودية أعلنت مبادرة كيان البحر الأحمر الذي يشمل اليمن والذي يضم نحو 230 مليون فرد، مما يعني سوقاً واسعة ستساهم في تطوير اقتصاد الدول الثمان المكونة للكيان، خاصة إذا كان المفاوضون جادين وابتعدوا عن المحاذير التي يستخدمونها كذرائع لعدم الوصول لاتفاق، فكلما كسرت الحواجز الجمركية أو خففت على الأقل فإن هذا مدعاة لزيادة التبادل التجاري بين الدول الثماني. وأنا على يقين أنه سيكون هناك تعاون بين هذا الكيان وبعض الدول الخليجية مثل الإمارات والبحرين.
الحرب المفروضة على الحلفاء من قبل الحوثيين جعلت المجهود البشري والمالي يتجه للحرب مما جعل حركة الاقتصاد السعودي متباطئة وما نتمناه أن ينجح المتفاوضون لإقرار سلام دائم في اليمن السعيد المخزن البشري الكبير للجزيرة العربية، فكلما تعافى اليمن انعكس ذلك إيجاباً على دول الجزيرة العربية. ويحدوني أمل مع وقف حرب اليمن وهذه الموازنة السعودية الضخمة أن ينشط الاقتصاد وتدور عجلته لا سيما أن الدولة هي أكبر منفق وممول للمشاريع بصفتها مالكة للموارد.